كيميائي د.أسامة سيدأحمد حسين/ مركز تدبر للبحث العلمي
نفوق الفئران في مناطق مختلفة بولاية الجزيرة في الفترة الأخيرة وبكميات كبيرة يمكن أن يعزى إلى عدة أسباب مترابطة، ناتجة بشكل مباشر أو غير مباشر عن العمليات الحربية بين القوات المسلحه ومليشيا الدعم السريع والظروف والتبعات المصاحبة لها. الأسباب الرئيسية:
1. التلوث بالمواد الكيميائية والسامة:
· المتفجرات والذخائر: تحتوي المتفجرات والقذائف والصواريخ على مركبات سامة شديدة الخطورة (مثل TNT، RDX، البيركلورات). عند انفجارها، تنتشر هذه السموم في التربة والمياه، مما يؤدي إلى تسمم الفئران عند تناولها أو استنشاقها.
· الحرائق والدخان: حرائق المباني والغابات الناجمة عن القصف تطلق كميات هائلة من الدخان والجسيمات السامة والمواد المسرطنة في الهواء، مما يسبب تسمماً أو اختناقاً للحيوانات الصغيرة مثل الفئران.
2. تدمير الموائل والمصادر الغذائية:
· هدم المباني والأسواق والبنية التحتية:
تفقد الفئران ملاجئها الطبيعية (مثل الجدران، الأنفاق، والأقبية والمخازن) بسبب التدمير، مما يعرضها للعوامل الجوية والمخاطر.
· نفاد الغذاء: تدمير المخازن الغذائية، انقطاع سلاسل التوريد، وموت البشر أو نزوحهم يؤدي إلى اختفاء المصادر الرئيسية للغذاء التي تعتمد عليها الفئران (مخلفات الطعام).
3. تلوث مصادر المياه:
· تلوث المياه: تلوث مصادر المياه بسبب تسرب الوقود، المواد الكيميائية من المصانع المدمرة، أو جثث القتلى يجعل الماء غير صالح للشرب، مما يؤدي إلى جفاف وتسمم الفئران.
4. الآثار غير المباشرة للحرب (التغيرات البيئية والضغوط):
· الإجهاد والاضطراب: الضجيج المستمر للانفجارات والطائرات يسبب ضغطاً نفسياً وجسدياً شديداً على الكائنات الحية، مما قد يؤدي إلى إضعاف أجهزتها المناعية وجعلها أكثر عرضة للأمراض أو حتى الموت بسبب الصدمة.
· تغير النظام البيئي: تدمير النباتات والحشرات الصغيرة التي تشكل جزءاً من السلسلة الغذائية يحرم الفئران من مصادر غذاء إضافية.
5. انتشار الأمراض والأوبئة:
· تفشي الأمراض: تعتبر الحروب بيئة خصبة لتفشي الأمراض بسبب انهيار الخدمات الطبية والصرف الصحي، وتراكم القمامة والنفايات والجثث. يمكن أن تصاب الفئران بأمراض معدية (مثل الطاعون، التيفوس، أو أمراض فيروسية عديدة) وتموت منها، أو تموت بسبب تلوث البيئة بالبكتيريا والطفيليات.
6. القتل المتعمد (كمحاولة للسيطرة):
· مكافحة الآفات: في بعض الأحيان، قد تقوم القواتالمتحاربه أو السكان بمحاولات مكثفة لمكافحة القوارض لمنع انتشار الأمراض في المخيمات أو المناطق المكتظة، باستخدام السموم أو المصائد، مما يساهم في نفوقها.
الخلاصة:
ليس سبباً واحداً بل هي مجموعة من العوامل القاسية والمترابطة التي تخلق بيئة غير قابلة للحياة للفئران وغيرها من الكائنات. تعمل هذه العوامل معاً (التسمم، الجوع، العطش، المرض، والإجهاد) على القضاء على قطعان ومجموعات الفئران في تلك المناطق، وهي مؤشر صارخ على الدمار البيئي الشامل الذي تخلفه الحروب.
