الشبكة العنكبوتية

بقلم/ محمد على حامد الراو:

العنكبوت حشرة صغيرة لها سورة كاملة في القرآن مثلها ومثل النمل والنحل
العنكبوت لها ثمانية ارجل ورأس وبطن حشرة معجزة تعيش في جميع أرجاء الأرض فوق الأرض وتحت الأرض داخل أعمق المناجم وعلى المحيط المتجمد وبين السماء والأرض
و العنكبوت صياد ماهر جدا ينصب شباكه الحساسة بمهنية عالية وبخيوط حريرية ناعمة متشابكة متداخلة يصنعها في مغازله الحريريةالثلاثة أسفل بطنه هذه المغازل المعجزة الالاهية التي حيرت كل خبراء هندسة الحرير على مر العصور وكر الدهور وينشر شراكه في كل مكان ليصطاد بها ضحاياه وله موجات مرتده تخبره بوقوع الصيد في شراكه ولا ينجو اي صيد يهوم بالقرب منه ثم يقترب من الصيد ويخدره ليمتص كل سائل فيه
ويتركه خاويا على عروشه
و يخيل لي أن الإنترنت سمي بالشبكة العنكبوتية بل أكاد أجزم انه سمي بذلك لأنه لاينجو اليوم من الوقوع في براثن ال net احد وقد نصب الإنترنت اليوم شراكه في كل الدنيا
على سطح الأرض وفي باطن الأرض وبين السماء والأرض وكما يجذب العنكبوت ضحيته ربما بأي فن يعرفه العنكبوت فهذا هو الذي تفعله شبكة الانترت فينا فهناك
من الفنون والطعم الخبيثة والبريئة التي يشرك لنا بها الإنترنت والتي ما فتحت موقعا الا وانحشر اليك منها فن برئ اوخبيث حتى غدا الناس كلهم مدمنون لهذه الوسائط الساحرة لا اقول الخبيثة لان بها كل القرآن وتفسيره وأسباب نزوله والسنة وفقهها وشروحها والعلوم الإنسانية المفيدة وكل ضروب المعارف والفنون فهو ليس فهو ذوحدين
انك لا تدخل اليوم اي بيت من حجر أو مدر أو أوبر أو حصير أو صفيح أو خشب الا ووجدت حتى الخفير
يحمل هذه المصيبة في يده
بل قد برع فيها والبيت كله يلهث وراء الشواحن والبورات
جمع power
يشحنون بطن الجوال قبل شحن بطون صغارهم
البيت كله موبايلات
الكبير موبايل الصغير موبايل الأم موبايل الأب موبايل البنت موبايل الولد موبايل الاخ موبايل الأخت موبايل العم موبايل الخال موبايل
الخدام موبايل الشيخ موبايل كل الحريم موبايل حتى الحيزبون منهن لها تلفون فإذا أصبح الصباح قام كل واحد مغربا أو مشرقا يناجي ماركه ويقوقي
مع قوقله
حتى صار وجود الموبايل وماركته من مكملات الشخصية
Personal
supplements
ووزنك في أعين الناس هو وزن موبايلك
اذكر انه في يوم مر عليَّ اخي وزميلي الاستاد الخبير التربوي والمؤرخ والقاص استاذ معاوية عثمان في محلاتي بالمنطقة الصناعية الدامر وهو لايفوتني ابدا للأنس والسمر ووجد موبايلي وهو من الجيل القديم (دق حلب)
فقال لي يا استاذ أوع يكون ده الموبايل المالي لينا بيهو الدنيا كلها
فقلت له عيب يا استاذ
ده الكمساري بتاعو
ومن يومها تاني موبايلي ما ضاق العافية وبراي سويتا في نفسي
المهم لقد أصبح هذا السرطان خطيرا
جدا لا يقل في خطورته عن إدمان المخدرات والكحول بسبب الفشل الذريع في الاستفادة من الوجه المشرق من هذه النعمة فتعطل الإنتاج وزاد
الجفاء بين الأقارب وتنمر الاكتئاب وزاد الأرق والسهر وخُدش الحياء
وتمرد الصغار وخربت أسر بسبب انشغال الأمهات عن واجبات بيوتهن وازواجهن
اني اكتب هذه الخواطر وقد سعدت أكثر من شهر باستراحة مدمن ارهقت قواه مكابدة البوستات واللايكات والكومنتات
والاشاعات والتنظيرات
وهطرقات المنذر
ولكني كنت حريصا
ومتابعا لعملية العودة الطوعية لموبايلي لحضن الوسائط
حبا وعشقا للأصدقاء الذين احبهم وقد عادوا اليوم إلى صفحتي
وانا اهتف
جيدن جيتوا حبابكم عشرة
مقيلكم زين
قنبلوا طولا
قنبوا طولا
ربنا يثبته ولا يجعله
كالشركة التي تمدنا بما ينور البيوت ويحرك الانتاج
لكنهاتمشي خطوة اتنين مستحيل
اللهم كما أعدت الروح لجوالي خلي امدادها
يشتغل طوالي وتياراها يعم المدن والريف في الخريف والصيف آمين،، اسي انا جبت سيرة الكهرباء؟.