مقالات

رسالة في بريد رئيس مجلس الوزراء

د.عواطف سيدأحمد:

شهد السودان حربا غريبة الأطوار منذ اندلاعها في 15أبريل 2023م مستهدفة تدمير البلاد من قبل المليشيات ومن عاونها ووقف معاها من دول تريد بالسودان شرا تصدت الدوله السودانية بقيادة القوات المسلحة ومن خلفها الشعب السوداني يد في ساحات الوغى ويد في إدارة مؤسسات الدولة لتثبيت ركائزها من الانهيار في تحدي ماثل قل ما وجد له مثيل عالميا.
كل العالم كان ينظر للسودان بعين الانهيار ولكن بفضل الله ثم قواتنا المسلحة ظل السودان صامد يحقق الانتصار تلو الإنتصار.
إلى ان طلت علينا حكومة الامل فأحيت الامل وانطلقت بخطى ثابتة وعزيمة لاتلين لقيادة الدولة السودانية في هذه الظروف الاستثنائية على أن تتفرغ القوات المسلحة السودانية للميدان
فحققت انتصارات ازهلت عقول الخائنين داعمي الحرب في السودان لوجستيا وحربيا وبشريا .
انتهجت حكومة الامل نهجا جديدا وسليما لاختيار اركان حربها من وزراء وغيرهم فكان الاختيار بعناية بمقياس الكفاءة والخبرات والوطنية لشخصيات وطنية لم تدنس بالفساد والخيانة والعمالة والتي برزت مؤخرا في الحرب التي عاشها الشعب السوداني ضد مليشيا الدعم السريع.
اختيار حكومة الامل خطوة في الاتجاه الصحيح لتقديم الخدمات الملحة للمواطنين ومن ثم معالجة معضلات الخدمة المدنية التي تعاني الانهيار والظواهر السالبة الكثيرة فأصبح مجتمع الخدمة المدنية مجتمع تسود فيه المحسوبية والإنانية وحب الذات دون النظر لحوجة مجتمعنا السوداني الحقيقية
إن فساد الخدمة المدنية لايصلحه تغيير الشخص الأول في المؤسسة المشكلة في بعض الموظفين ثلة انصرافية لاتعمل لتحقيق اهداف المؤسسة بل هي عصابة لا تتحرك الا وفق مصالحها الخاصة تحوم حول راس المؤسسة واستقطابه والتقرب منه وكثيرا ماتنجح في ذلك. فتظل هي المسيطرة على المؤسسة.
أذن الحل في التعامل مع هؤلاء ودك حصونهم وتحجيمهم لتنطلق المؤسسات وفق أهدافها ولا يتم ذلك إلا بإنشاء جهاز رقابي قانوني عادل لتتعافى الخدمة المدنية وتسهم في بناء الدولة السودانية بصورة علمية واستراتيجية .
في ذات الاتجاه اذكرهنا تجربة الجزائر ومركز تدريبها الوطني ‘وكما نعلم ما شهدته دولة الجزائر من أزمة حقيقية مقارنة بالأزمة السودانية ولكن استطاعت الجزائر أن تعبر وتحول
الازمة إلى فرص نجاح واستقرار
و تماسكت مؤسساتها بفضل هذا المعهد العملاق معهد التدريب الوطني والذي يشترط على كل قيادات الدوله أن تمر عبره في منهج متين أساسة الوطنية و علم الإدارة فيتخرج منه قادة البلاد إداريين و وطنيين كاملين الدسم يدفع بهم للخدمة المدنية .
نرجو أن يستفاد من منهج هذه التجربة في السودان لأن مصيبتنا الأساسية هى ضعف الوطنية فعلو المنطقية القبلية
و النفعية والذاتية الضيقة والمصالح الشخصية تسببت في خلق عملاء وخونة يبيعون الوطن بأبخس الأثمان .
في هذه الحكومة ما لفت الإنتباه كان لكادر وزارة الخارجية القدح المعلى في اختيار القيادات في حكومة الامل فهذا نعم الاختيار من وجهة نظري لمعرفتي بها وسستمها الاداري المرتب المميز عرفته عن قرب لارتباط عملي بها باعتبارها بوابتنا نحو الخارج وما ادراك ما الخارج عطفا على ذلك أهمية السياسات الخارجية والعلاقات الخارجية للدولة وكيفية التعامل مع الشركاء الدوليين بسياسات متوازنة وقرارات صحيحة تطلع للساحة الدولية بإخراج متين .
ولكن فقط ما أردت تسليط الضوء عليه هو إشراك خبراء وعلماء بلادنا فى ذات الهم وهو هم الوطن فبلادنا تذخر بعلماء في مختلف المجالات والتخصصات تشهد لهم المحافل الدولية والعالمية على سبيل المثال لا الحصر وكالة ناسا ومقاطعات امريكا إضافة للمواقع الحساسة والرفيعة التي يشغلونها وبكل ثقة في البلدان المضيفة و في العالم من حولنا يفضلون الخبره السودانية على المواطن المحلي ويعتبر هذا مدلول واضح على تميز انسان هذا البلد.

إن علماء بلادي على استعداد لحمل هم تطوير وتنمية الوطن فالدولة التي تهتم بخبرائها وعلمائها يكتب لها النجاح في كل المجالات الإدارية والتقنية وغيرها.
ايضا أدعو للاستعانة بالمراكز البحثية واعتماد الدولة عليها في قضاياها واشكالاتها للخروج برؤى تحليلية وعلمية مدروسة للحلول والله الموفق و النصر لقواتنا المسلحة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى