مقالات

معركة الكرامة والحقيقة الغائبة.. من المسؤول ؟

موازنات

الطيب المكابرابي:

قبل يومين اطلعت على تقرير مجود ومخدوم كما هي عادة الزميل محمد جمال قندول يتناول مخرجات جولة خارجية للسيد وزير العدل الدكتور عبدالله درف والتي شارك خلالها في مؤتمر نظرائه بالعاصمة اليوغندية حيث ذكر الدكتور درف أنه التقى عددا من الوزراء وقدم شرحا لما يدور في السودان وماارتكبته مليشيا آل دقلو من فظائع في حق السودان بلدا وشعبا ثم ذكر نصا أنه اكتشف غيابا تاما للحقائق وعدم معرفة وإلمام بصحيح مايجري ويحدث في السودان لدى بعض المشاركين.

الأمم المتحدة تجدد قبل أيام عقوبات على السودان وتمددها لعام..
الولايات المتحدة تعاقب أطراف منحازة إلى الجيش وتقاتل معه ضد مليشيا باغية ومتعدية ومنتهكة لكل القوانين والأعراف ..

الرباعية تصدر بيانا يساوي مابين الجيش والمليشيا الني ما أبقت ممنوعا بالقانون الدولي الإنساني إلا وارتكبته..

قيادة الاتحاد الافريقي تلتقي داعمين سياسيين للملشيا الإرهابية وتتشاور معهم حول سبل إنهاء الحرب ووقف القتال..

كل هذا يحدث وقد مضت على بداية الحرب تسعا وعشرين شهرا بالتمام والكمال الأمر الذي يفرض أن نتساءل: لماذا لم يقتنع العالم بوجود مليشيا متعدية ومعتدية تحارب الجيش السوداني فقط لأجل أن تستولي على الحكم وتسيطر أسرة واحدة على مقدرات البلاد وقد علقت في الأرض فسادا بقوة السلاح؟
لماذا لم يعلم العالم بأسره أن هذه الحرب بدأت عنصرية تستهدف أبناء اقاليم محددة ومنتمون إلى إثنيات معينة تمت تصفية بعضهم بتشف موثق ومعلوم ؟
لماذا لم تتجاوب كثير من الدول مع الروايات الصحيحة حول هذه الحرب ومن بدأها ولماذا بدأها ومن يقف من ورائها داعما بالمال والسلاح واستجلاب المرتزقة من وراء البحار؟
الأمر يؤكد وجود خلل ما في مكان ما وهذا مايجب البحث عنه الآن ووضع الأصبع على مكان الجرح بغية العلاج.
دور وزارة الخارجية في هذا الجانب دور مؤثر وكبير وهي الجهة المعنية بمخاطبة الخارج عبر خطاب واضح ومفهوم وموزع بشكل يقود إلى توصيل الصوت والرسالة إلى المرسل إليه دولا كانت أو منظمات أو مؤسسات وقد كانت لها صولات وجولات آتت اكلها إلى حد ما.
دور الإعلام والفعل الثقافي فيما نظن هو المفقود وقد كتبنا من قبل عن غياب الأدوات الثقافية في حرب الكرامة.
قبل أيام تم تنظيم معرض في إحدى دول الغرب كانت محتوياته توثيق لجرائم الجنجويد وبحسبما تم نقله فإن المعرض جذب انتباه الكثير من الزوار من أبناء تلك الأصقاع..
مثل هذا المعرض وتكرار تنظيمه في المحافل الدولية وأماكن الاجتماعات الكبرى هو المطلوب ثم إن الخروج إعلاميا وعبر قوالب الإعلام الحديث وبلغات الشعوب التي نستهدفها أمر كان يجب الالتفات إليه منذ البدايات..
آلة المليشيا الإعلامية الضخمة كانت هي السباقة آنذاك وكانت هي المصدر الأول للمعلومات عما يجري في السودان ولأجل تغيير ومسح مااحدثته هذه الآلة من أثر علينا توظيف كل شيئ وتصميم رسائل اعلامية بلغات مختلفة تشرح ماحدث ومايحدث وتعرض الصور الفيديوهات التي توثق لجرائم يندى لها الجبين ولا يعلم عنها العالم كثيرا لأنها لم تعرض عليه أو عرضت بلغة لم يفهمها أو طريقة لم تجذبه لمعرفة الموضوع.
ماهو مطلوب الآن تحرك عاجل وكبير من قبل وزارتي الخارجية والثقافة والإعلام وتصميم رسائل مدروسة بدقة وبمشاركة أهل دراية واختصاص هدفها تغيير الفكرة حول هذه الحرب في العالم الخارجي.

أما الرسالة إلى المواطن السوداني والعربي فقد وصلت عبر إعلامنا التقليدي والذي أدى دوره وكان سلاحا ماضيا في هذه المعركة ولكنه دور مقصور على من لايؤثرون في مجريات الأحداث الدولية مثلما يفعل المؤثرون في المنظمات الأممية والإقليمية والممسكون بقلم المعاقبة والمحاسبة لمن يعتقدون أنه ظالم وان كان هو المظلوم.
وكان الله في عون الجميع

الأربعاء 17سبتمبر 2025

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى