المريخ بين مرارة لوبوبو وأمل بنغازي
خسارة هدف متأخر لا تعني النهاية.. المريخ أمام اختبار الروح والعزيمة في معركة بنغازي

بقلم/ نصر الدين العقابي:
مقدمة
الطرد المبكر للمدافع فادي كوليبالي عند الدقيقة (28) كان نقطة التحول في مواجهة سانت لوبوبو، فأجبر المريخ على خوض معظم زمن المباراة بعشرة لاعبين، لتأتي الخسارة بهدفٍ متأخر في الدقيقة (84). ورغم قسوة النتيجة، فإنها لا تعني نهاية المطاف، بل بداية التحدي الحقيقي. فالمعركة الحاسمة تنتظر في بنغازي، وهناك لن يكون الأحمر وحيداً، بل مدعوماً بجماهيره التي اعتادت أن تصنع من المستحيل واقعاً ملموساً.
الطرد المبكر قلب الموازين
منذ اللحظة التي فقد فيها الفريق أحد أعمدته الدفاعية، بدا واضحاً أن المريخ سيعاني. الإرهاق تسلل سريعاً إلى الأقدام، والمساحات زادت أمام الخصم، لكن الحمراء ظلت تقاتل بصمودٍ وعناد، حتى انهارت الشباك في اللحظات الأخيرة. تلك التفاصيل الصغيرة تُذكّرنا أن كرة القدم لعبة أخطاء، لكنها أيضاً لعبة عزيمة وإرادة.
نتيجة مؤلمة.. لكنها ليست كارثية
الخسارة بهدف نظيف خارج الأرض، مهما بدت محبطة، تبقى نتيجة يمكن تعويضها. المريخ لا يحتاج سوى لهدفين نظيفين في بنغازي ليقلب الطاولة. والتاريخ أثبت أن الأحمر يملك القدرة على العودة متى ما استحضر روح التحدي التي ميّزته في ملاحم سابقة.
الجماهير سلاح المريخ الأكبر
الجماهير المريخية ليست مجرد متفرج، بل هي اللاعب رقم (12) الذي لا يُهزم. في “شهداء بنينا”، ستغدو المدرجات وقوداً لملحمة جديدة، حيث تهتف الحناجر حتى آخر دقيقة، وتدفع اللاعبين لتجاوز الألم والتعب. صوت الجماهير سيكون الرسالة الأقوى: المريخ لا يسقط.
لا وقت للتراخي
الظروف اللوجستية أُنجزت بعناية: حجوزات الفندق، ملاعب التدريب، وكل التفاصيل الصغيرة التي تمهد الطريق للبعثة في بنغازي. لم يتبقَ سوى ما هو أهم: إعداد ذهني وبدني يليق بملحمة فاصلة. على الجهاز الفني واللاعبين أن يدركوا أن مباراة الإياب ليست مجرد مباراة كرة قدم، بل اختبار لروح الفريق وشخصيته وقدرته على كتابة تاريخ جديد.
نحو ملحمة بنغازي
الهزيمة في لوبوبو قد تسجَّل كرقم في أرشيف النتائج، لكنها في الوجدان يجب أن تكون شرارة إصرارٍ ودافع انتصار. في بنغازي، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الجماهير، سيُرفع الشعار من جديد: في السماء مريخ، وفي الأرض تاريخ.
رسالة للجماهير واللاعبين
إلى لاعبي المريخ، تذكروا أن كل دقيقة على الملعب فرصة لإثبات العزيمة، وكل هجمة هي دعوة للتاريخ. وإلى جماهيرنا الوفية، اصطفوا خلف الفريق كما عودتموه، فأنتم القلب النابض والأمل المستمر. معاً، سنحول الخسارة إلى انتصار، والتحدي إلى مجدٍ جديد يليق بتاريخ المريخ العظيم.



