مقالات

اقتراح مُقرر (التربيـــــة الذكيـــــة) لجميع المراحل الدراسية (2)

بذرة الحياة

وفـــاء جميــــل:
bidhrtalhayaa206@gmail.com

رسالتي لِمَّن يهمهُ الأمر (2) :

يُعدُ التعليم الضامن الأساسي لمستقبل الوطن ، بحيثُ يستعيد به المجتمع للدولة عافيتها و يكون لها الحِصن الحصين مِن المهالك و الأنين ..

في المقالة السابقة تحدثتُ عن واجهة المشهد والمضمون التعليمي و الثقافي و التربوي للمناهج الدراسية و رسم أبجديات ترقيتها و أساليب المادة المُثبِّتة لِجذورها و المُعدلة لِمحتواها (الغير مفيد) مع ترميم الشروخ المُشوِهة له..!
و كذا تحدثتُ عن القيمة و الجوهر والهدف السامي الذي بالضرورة (المُلحة) أنّ تشمِلها المناهج الدراسية بما فيها ضرورة الإلتزام والإهتمام بمنهاج تعليمي تربوي ثقافي يخدم النفوس و يُذكّيها بِحُب الوطنية و روح التعاون و تقبُّل الآخر و إحترام القانون و تقدير الحقوق و أداء الواجبات المجتمعية و الدينية والوطنية على حدٍ متساوٍ ..!!

أكتبُ ما يهديني إليه رُشدي ، على أمل أنّ تهتم (حكومة الأمل) و أنّ تُشرع وزارة التربية والتعليم ، في تطبيق رؤية إصلاحية لمنظومة التعليم القائمة على إكساب المُتعلمين لمهارات القرن الحادي و العشرين، و هي المهارات الحياتية في المناهج الدراسية ، و أضعُ بين أيدي أصحاب الهِمة و الرأي و الكلمة كِتاب (التربية الذكية) لزيادة قوة الذكاء التربوي الشامل و رفع مؤشر الوعي الفكري و الإبداعي لدي التلاميذ في جميع الأوعية الإدراكية لهم ، لتساندهم مهاراتهم في المجالات الحياتية المختلفة ..

إنّ خُطة المناهج التي سأقدمها هُنا مُكلمة للسابقة، هُنا استندتُ على المهارات الحياتية التي اشتملت على العديد مِن المهارات يمكن توزيعها على أبعاد التعلم المفيدة :
المهارات العِلمية (تعلم لتعرف) و تتمثل في المهارات المرتبطة بالمعرفة و العِلم و مِن بينها (الإبداع و التفكير الناقد) و (حل المشكلات) ، (مهارات الحياة و العمل) تعلم لِتعمل وتتضمن (مهارات العمل و التدريب) ، (مهارات ريادة الأعمال) مثل التسويق، و البيع و الشراء و الادخار ، و مبادئ وضع ميزانية ؛ هذا تمهيدًا لممارسة مهارات أكثر تطوراً بريادة الأعمال، مثل الإحساس بالمشكلات ، و تحديدها ، و البحث عن حلول مغايرة لها ، و إقتراح عدد مِن الأفكار المبتكرة لِحلها في وقت وجيز ، فهذا سيساعد في المشاركة بفاعلية في
تنمية الإقتصاد الوطني و دفع عجلة التنمية ..

كذا تشمل المهارات الحياتية و المهنية على :
(المرونة والقدرة على حل المشكلات و إتخاذ القرار المناسب) ، (القدرة على التواصل والتعاون جنبًا إلى جنب) ، (الوعي الذاتي و التعاطف) ، ( الرؤية الفنية للعالم)، ( إرتباط المهن و الفن بالمجتمع) ، (الصحة و السلامة بالمجتمع)،
(مهارات الإتصال والتواصل) ، (أساليب حلّ المشكلات في إطار الأسرة)، ( الإصلاحات المنزلية)، (ممارسة المهن الصناعية)، (المسؤولية الشخصية والإجتماعية) التي تساهم في المواطنة المتصالحة، و تسهم في بناء مجتمعات صحية و آمنة ؛ و كذا كل ما هو دافع مِن أجل أفراد ناجحين قابلين للتطور والتقدم البشري..

و مِن هذه المهارات أيضاً (مهارة التعاون والتفاوض و صُنع القرار) ، ( مهارات زيادة الوعي بالإنتاج و الإنتاجية) ، (مهارات التعايش مع الآخرين)
هذه بالأخص تتمثل في توجيه المتعلمين نحو المهارات التي تنطوي على العلاقات الإنسانية ، و حقوق الإنسان ، و مبادئ الديمقراطية ، و التفاهم و إحترام الثقافات و الأديان والسلام ..
و ذلك لِتمكين المُتعلمين مِن العيش مع الآخرين في سلام دائم ..

كما أنّ للأخلاق أهمية في المناهج الدراسية، كذلك فإنّ للمهارات الحياتية العامة أهمية مماثلة ، لأنها تمثل إشراقات حياة التلميذ سواء آنياً أو مستقبلاً ، فأما حياة هذا الطالب فهي مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بحياة المجتمع و تطور الدولة في الحاضر القريب ثم المستقبل البعيد..

حسناً ..
هُنا تكمُّن أهمية إدراج المهارات الحياتية في المناهج التعليمية والتربوية الدراسية لكل المراحل التي يمُّر بها هذا التلميذ الذي في يوماً ما سيعتلي المناصب الإدارية و القيادية في الدولة ، فكيف لنا أنّ نجهل بناء و تنشئة هذا (القائد المسؤول) مِن الآن، تنشئةً (صحية صالحة) قبل أنّ يكبُر جاهلاً عقيماً خاوياً ، لا قلب له ولا عقل، يُفسد و يتطاول على القانون و يبدّد و يقتل و يشّرد و يجور في الحقّ العام ..

إذ لابّد لنا أنّ نُصلح ما أفسدهُ الدهر، و لابّد لنا أنّ نؤسس رجال أفذاذ و نساء أقوياء ذاتياً ، جيلٌ يفتخرٌ بنفسهِ ثم نضاهي به أمام الأمم الأخرى و نتشّرف..

بناء الإنسان الصحيح يبدأ مِن بناء الأساس الأصح و تكريس و تأسيس بيئة تربوية متميّزة بمبادئ عميقة و ثوابت قوية و قِيم أصيلة للمناهج التربوية والتعليمية، تنضوي تحت غِلاف كِتاب (التربية الذكية) مُقرراً رسمياً لكل المراحل الدراسية ..

للحديث بقيّة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى