
المرأة الدارفورية رمزٌ للصمود
د.عبدالوهاب همت:
الأستاذة المبدعة البلبلة هادية طلسم غنية عن التعريف ، تحمل هموم السودان بعد أن إختارت طريق الفن لنشر رسالتها ، هي وشقيقاتها وهن أسره تنضح فناً وإبداعاً، كانت جلسه صغيرة معها هاهي حصيلتها المركزة.

الفن رسالة معبره وبسيطة وتدخل كل البيوت ، دوركم كفنانيين بشكل عام ودوركن كبلابل في الفتره القادمة كيف سيكون؟
نحن في فترة مابعد عودتنا الاخيرة كنا قد قمنا بجولة في غرب السودان وكانت بإسم السلام ليعم السلام أرض السودان ، وغرب السودان وتحديداً دارفور عانى كثيراً من الحروبات والفتن ، وعدم الاستقرار وأذكر كنا قد قمنا بجولة شملت كادوقلي وكاودا ونيالا والفاشر والأبيض وكسلا وبورتسودان وحلفا الجديدة والدمازين، وكان عشمنا أن تستمر تلك الجولة، لكن قيام الحرب حال دون المواصلة.

أولاً لابد لي من الترحم على الشهداء ، ومن ثم أهنيء الشعب السوداني على الانتصارات الأخيرة التي تم تحقيقيها .
في بالنا أن الفن يلعب دوراً كبيراً وهو مثل البلسم ودوره في نشر السلام والمحبه والتقريب بين النفوس،وينقيها وننسى الماضي أو نتعلم منه ونعيش حاضرنا ومستقبلنا، ونحن ننوي بإذن الله وبعد أن تهدأ الامور بعض الشيء أول حفل نقيمه سيكون في دارفور.
لقد عانى أهل دارفور معاناة غير عاديه، وان شاءالله نبقى ليهم بلسم والناس تنسى الفتن والكراهية ونعيش مع بعضنا البعض كلنا في سلام والسودان شاسع ويسع الكل.
ننسى الماضي ونتعلم من أخطاءنا ونمشي لي قدام ونعمر بلدنا.
وده ماحيحصل مالم يتوادد الناس ويتحاببوا وعاشوا في سلام مع بعض ، وأن نقبل بعض ، وكل زول يفتخر بقبيلته مافي مشكله وجمالنا يأتي من تنوعنا .
بإذن الله أول حفل لنا سيكون في دارفور، ومنها ننطلق لبقية المناطق المختلفه هناك ، ومن ثم نغني في الشرق والشمال والوسط.

للمرأة الدارفورية في مثل هذه السانحة ماهي رسالتك لها ماذا أنتِ قائله لها؟
المرأة الأفريقية بشكل عام والدارفورية تحديداً هذه المرأة الدارفورية صنديدة وقوية ولو لا قوتها لما ظلت عايشه حتى الآن ، المرأة في دارفور لا أريد أن اقول انها أقوى من الرجل ، لكنها صامدة والمرأة بشكل عام هي أم ولاتوجد إمرأة تريد لإبنها أو زوجها أو أخوها أو أبوها أن يُقتل أو يقتُل.
دور المرأة كبير جداً في انها تنشر التسامح والتعايش والمحبه والسلام ، ورسالتي انه أي إمرأة تزرع في نفوس من حولها المحبه والسلام والتعايش السلمي.
رسالة لكل اهل دارفور؟
دارفور دي غالية وعزيزة علينا ونحن بشكل خاص وفي كل زيارة لنا لها استقبلونا في دارفور بكرم الضيافة والاستقبال الحار، وهذا يشير إلى أنه لايوجد شيء بين عامة الشعب ولم نشعر بأننا لم نكن مقبولين هناك ، أنا من الشمال وغنيت في دارفور وغنينا في الفاشر ولأكثر من مرة ولم نجد سوى الترحاب والجمال والقبول، إذاً المسألة كلها حاجة أكبر مننا وقادمة من الخارج ، ونحن مع بعض ماعندنا مشكلة وبعد كدة ماعايزين لأي جهه خارجية أن تؤثر على علاقتنا ببعضنا البعض.

أيٌ رسائل من خلال هذا الحوار المصغر؟
تحية خاصة لمني مناوي هذا الرجل حقيقةً ، وجدت فيه البساطة والصدق ورقة الأحاسيس وإهتمامه بالابداع والمبدعين وأنا لا أود أن أتكلم من منطلق سياسي، ومن خلال تعاملي معه وهو ماكان تعامل كتير ، وهو إنسان يُقدر الفن وهذا لمسته منه وهذه تحيه خاصه له .
وان شاء الله ربنا ينصرنا جميعاً وينصر دارفور خاصة بإذن الله.
عايزه اقول بيت الشعر:
(تأبى الرماح إذا إجتمعن تكسُرن
واذا إفترقن تكسرت أحادا) .
الأمر الثاني الإنسان الذكي يتعلم من أخطاءه والإنسان الحكيم يتعلم من أخطاء الغير، دعونا نكون حكماء ونمشي لي قدام ونفكر في يوم الليلة وبكرة ومانقول الزمن الفات زمن جميل ، نريد للحاضر والمستقبل أن يكونا أجمل لكن علينا ان نتضافر ونحب بعض.
لقيادة الدولة في السودان:
آن الاوان أن تفتح الأبواب على مصراعيها أمام كل المبدعين ليوصلوا رسائل السلام والحب والتعايش السلمي وينبذوا الكراهية والعنصرية، وهذا دور كبير ويجب أن يبدأ من الآن في كل المناطق الآمنة ، لأن أهل الابداع هم الأكثر تأهيلاً لإيصال هذه الرسائل وقبل فوات الأوان ، لأن الآثار الاجتماعية والنفسية والمادية والسياسية كبيرة وتحتاج منا كمبدعين للعمل الجاد المتواصل ، ونحتاج من الدولة كل التسهيلات الممكنة وعبر كل الوسائل المتاحة.

في الختام وإنابة عن البلابل أقول السودان مهما كان لن نجد مثله وكما ترون الهجوم والأطماع الموجهه نحوه ، ولو لم نكن حريصين على بلدنا ، لن يكون هناك من هو حريص عليه أكثر مننا وأبقوا عشرة على بلدكم ، ولازم تحسوا أنه السودان ده بلدكم ومافي زول حيكون حريص علي أكثر منكم حبوه ليحبكم ، وإن شاءالله نكون إتعلمنا من التجربة المرة التي مررنا بها وربنا يصلح الحال ويسهل الأمور للجميع ونتمنى أن نلتقي قريباً بإذن الله.
تحياتي للجميع ومحبتي.



