إقتصادمقالات

منتدى الهجرة والتنمية الخامس عشر الأهمية والمواكبة وأثره على المغتربين

د.عواطف سيدأحمد:

الهجرة سنة كونية منذ أن خلق الله البشرية وهى انتقال شخص أو مجموعة من الأشخاص من مكان إقامتهم المعتادة إلى مكان آخر بهدف البحث عن ظروف معيشية أفضل أو لظروف سيئة كالحرب والاضطهاد  وقد تكون هذه الحركة اختيارية أو قسرية دائمة أو موقتة كما للهجرة دور في تاريخ الإسلام تجسدت في الهجرة النبوية هجرته صلى الله عليه وسلم .
منتدى الهجرة والتنمية العالمي انعقد هذا العام بكولمبيا في ظروف معقدة يعيشها المهاجرين في كل بقاع الأرض وسط تنكر دولي لأبسط الحقوق والواجبات تجاههم يعيشون أسوأ الظروف المعيشية وفقدان أبسط مقومات الحياة.
استضافة كولمبيا فعاليات المنتدى في مدينة ريوهاتشا في الفترة من 2-4 سبتمبر وهو منتدى سنوي دوري أسس في العام2007 ليشكل منصة دولية للحوار تجمع الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص بهدف النهوض بنقاش شامل حول تحديات الهجرة وربطها بالتنمية، يلتقي فيه كل وزراء ومدراء ومسؤولي الهجرة والحكومات والمنظمات والباحثين والأكاديميين في مكان واحد في لوحة زاهية تعبيرية عن جمال الحدث .
حيث اجتمع حوالي 1500مشارك ب71دولة حول العالم و118 ممثلا عن المجتمع المدني و32 ممثلا لرؤساء البلديات و 29 عضو من رجال الأعمال و 90 مشاركا من المنظمات الدولية و300 مندوب رسمي من كولومبيا الدولة المضيفة وممثلون عن وسائل الإعلام و21 فعالية موازية وست موائد مستديرة وخمسة جلسات حوار .
في هذا المنتدى نوقشت مواضيع رئيسية تتعلق بمستقبل الهجرة والتنمية كما سلط الضوء على أهمية التعاون في تصميم مسارات جديدة لتنقل العمالة بين بلدان المنشأ والمقصود لا سيما في القطاعات الاستراتيجية كالصحة والرعاية والطاقة النظيفة ، بما يضمن ظروف عمل عادلة ويعزز نهجا قائما على الحقوق والمساواة بين الجنسين في التنمية .
تم أيضا خلال الجلسات الاعتراف بالحاجة الملحة للتحرك نحو إيجاد حلول دائمة للنازحين داخليا وخارجيا مع التركيز على التكامل الحضري والوصول إلى الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية وربط إدارة النزوح بأهداف التنمية المستدامة .
أدارت كولومبيا المنتدى الخامس عشر 2025 بصورة ممتازة ويعزي ذلك للترتيبات الاستباقية المبكرة من قبل عام ونصف من الفعالية انعكس ذلك عن النتائج اللاحقة فبدأت عبر بعثتهم في جنيف ابتكار ديناميكيات الحوار ليكون أكثر شمولا بتركيز عالي على تبادل الممارسات الجيدة وإيجاد الحلول من خلال أكثر من سته حلقات نقاش عبر الوسائط المختلفة تم تبادل المعلومات و الممارسات لكل شركاء الهجرة في العالم .

توحدت رؤى المجتمعين في فعاليات المنتدى بأن الهجرة لديها حقوق ويجب فهم التنقل البشري كفرصة لتوسيع الحريات والقدرات والآفاق كما أكدوا بأن الهجرة هى ظاهرة إنسانية قبل كل شي وإدارتها عليها أن تسترشد بكرامة وحقوق الأفراد.
خاطب الرئيس الكولومبي المجمع قائلا “ما تم نقاشه الآن لا ينتهي باختتام هذه القمة، إن البناء المشترك لمستقبل أقرب من بعيد مستمر حيث تكون الهجرة دائما رحلة من الحقوق والأحلام والفرص المشتركة والتنمية لشعوبنا ، وان كولمبيا تؤكد التزامها الثابت بالهجرة المنظمة والآمنه والمنظمة” .
شاركت المملكة المغربية مشاركة مميزة في فعاليات المنتدى الخامس عشر وهى دائما في تفاعل مستمر مع الهجرة وصاحبة الريادة في قضايا الهجرة ولها تجربتها الكبيرة والعميقة في إدارة ملف الهجرة والإحاطة الكاملة بمهاجريها، وقد جاء تنصيب الاتحاد الافريقي سنة 2017 الملك محمد السادس رائد افريقيا في موضوع الهجرة وقد تجسد في إنجازات ملموسة منها تقدم الأجندة الأفريقية للهجرة وإحداث المرصد الأفريقي للهحرة بالرباط سنة 2020 إضافة إلى الرئاسة المشتركة مع ألمانيا في القمة الحادية عشر للمنتدى في العام 2018 بمراكش والتي أسفرت عن اعتماد الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة هذه الرؤية الأساسية أبرزت خلالها رؤية الملك محمد السادس الإنسانية متعددة الأبعاد التي يحملها والتي تجعل من الهجرة رافعة للتضامن ودعامة حقيقية للتنمية المشتركة .
لذلك كانت من اهتمامات السودان الاستفاده من تجربتهم القديمة العميقة في مجال المغتربين فوقع السودان مع المملكة المغربية مذكرة تعاون مثل السودان جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج وعن المملكة المغربية الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وذلك في العام 2016 ليستفيد السودان تجربتهم فيما يخص قضايا المغتربين التحويلات والتعليم والاستثمار، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
أهمية منتدى الهجرة والتنمية السنوي (منتدى اصدقاء الهجرة) هو ملتقى تشاوري تفاكري لكل شركاء الهجرة من الحكومات والجهات ذات الصلة ومنظمات المجتمع المدني، طرح حقوق وواجبات المهاجرين وتثبيتها من نواحي قانونية، وحرية التحرك والتنقل كحق بشري مشروع، مواكبة القوانين والمستجدات الخاصة بالهجرة ومعرفتها للمهاجرين .
أهمية فعاليات منتدى الهجرة والتنمية للسودان
باعتبار موقعة الاستراتيجي يضم كل انواع الهجرة فهو دولة مرسلة ومستقبلة ودولة عبور للهجرة الأفريقية إضافة إلى الهجرة غير النظامية.
لقاء شركاء الهجرة في العالم في مكان واحد .
مشاركة السودان تشكل مواكبة آخر مستجدات القوانين لتبصير مغتربينا بقوانين الدول المضيفة و باعتبار الهجرة ملف متحرك يؤرق العالم وخاصة دول الاتحاد الأوروبي.
أيضا عقد لقاءات ثنائية وجماعية مع الدول العميقة في ملف الهجرة للاستفادة منهم في معالجة قضايا مغتربينا بالداخل، إدارة لقاءات مع وحدة التحويلات بالبنك الدولي لتسهيل تحويلات المغتربين عبر الأطر الرسمية لدمج الاقتصاد المهاجر في اقتصاد الدولة علما بأن دول كثيرة مثل بنغلاديش وغيرها تعتمد في اقتصادها على الاقتصاد المهاجر .
ونتج عن المشاركات السابقة علاقات عميقة ومذكرات تعاون مع مسؤولي الهجرة بالدول القديمة العميقة في ملف الهجرة
المملكة المغربية لبنان، مصر ، تركيا، بنغلادش، الهند وإثيوبيا
مذكرات تعاون وبرنامج تنفيذي للمذكرات وبرامج مشتركة مع كل من المملكة المغربية ، دولة تركيا، جمهورية مصر العربية، وقيد التوقيع مع دولة الهند وإثيوبيا والصين وبنغلاديش من أجل تطوير خدمات للمغتربين السودانيين .
لم توفق الجهة المختصة من المشاركة “جهاز تنظيم السودانيين بالخارج” في فعاليات المنتدى الخامس عشر بدولة كولمبيا هذا العام نسبة لظروف البلاد الآنية و لتأخير استلام الدعوة الرسمية من جهات الاختصاص ولضيق الوقت وتعقيدات الإجراءات على أمل أن يشارك في المنتديات القادمة لأهمية المنبر الدولي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى