مقالات

هتاف كامل إدريس في اسمرا بحياة افورقي.. مشهد يثير الأسى

الصادق محمد أحمد:

أن يهتف رئيس وزراء السودان في أسمرا (يحيا الرئيس أسياس) مشهد لا يمكن وصفه إلا بأنه نقطة سوداء في تاريخ الدبلوماسية السودانية، فليس من اللائق ولا المقبول أن يصدر مثل هذا التصرف من رئيس حكومة يمثل دولة ذات سيادة. الأعراف الدبلوماسية تحكمها لغة الاحترام المتبادل، لا التهليل أو التمجيد العلني لزعماء أجانب.

العلاقات بين الدول يمكن أن تكون وثيقة ومتميزة دون أن تنحدر إلى مظاهر الولاء أو التبعية الرمزية.
فعلى سبيل المثال العلاقات بين مصر والإمارات أو مصر والسعودية تُعد من أقوى وأمتن العلاقات في المنطقة، إذ قدمت الإمارات والسعودية دعماً سياسياً واقتصادياً هائلاً لمصر، شمل مليارات الدولارات واستثمارات ضخمة ،ومع ذلك لم نشهد في القاهرة مبالغات أو تصرفات خارجة عن اللياقة الدبلوماسية،
لم تذهب وفود إعلامية مصرية إلى الإمارات أو السعودية لتمجيد قياداتهما، ولم نرَ مهرجانات بعنوان (شكرا الإمارات)أو (شكرا محمد بن زايد) ، كل شيء تم بطريقة مؤسسية تحفظ الكرامة والسيادة الوطنية، وتُظهر الاحترام المتبادل بين الدول دون انفعال أو انبهار.

أما في السودان، فنحن للأسف نبالغ في كل شيء حتى لو على حساب كرامتنا وهيبتنا الوطنية ، مما يفقدنا احيانا إحترام الآخرين، هذه هي الحقيقة للأسف شئنا أم أبينا ام أنكرنا ، لقد وصل بنا الأمر إلى أن يهتف رئيس وزرائنا بحياة رئيس دولة أجنبية، بينما لا يزال هناك من يدافع عن هذا التصرف البائس الذي لا يليق بدولة تحترم نفسها أو مكانتها.
هتاف كامل ادريس في اسمرا بحياة رئيسها مشهد يثير الأسى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى