منوعات وفنون

حفل عرس الشهادة الابتدائية ولاية نهر 5 الحلقة الثالثة

بقلم/ محمد على حامد الراو:

ديباجة ذهبية..

في البداية يسعدني أن أهنئ النابغة
التلميدة (نفيسة عبدالمحمود بابكر العوض درملي ) من مدرسة الجباراب بنات في امتحانات الشهادة الإبتدائية لهذا العام 2025 أحرزت نسبة نجاح بلغت 277 وكانت الثالثة على مستوى ولاية نهرالنيل.
وتربعت وسط حزم أبناء الجاليات وهي حفيدة الأستاذ بابكر العوض الدرملي رئيس لجنة التعليم في آخر مجلس منتخب بولاية نهر النيل ولأمها حفيدة الأستاذ عبدالله أحمد البشير المدير السابق للإدارة العامة لتعليم مرحلة الأساس سابقا بمحلية الدامر.

تحية للجباراب والمحليةالدامر

ما زلت أتابع يوم إعلان الشهادة الابتدائية من داخل قاعة وزارة التربية والتعليم بولاية نهر النيل الدامر، أتابع من زاوية اني ولي أمر لاحفادي وأبناء مدينتي ومن زاوية اني رئيس مجلس تربوي أكثر من عشرة أعوام
وليس كمعلم، وبحمد الله فقد أحرزوا درجات عالية جدا ولولا مدرسة الصداقة المصرية لسمعنا أسماءهم في حزم المتفوقين الخمس الأول مثل سيل منهمر، فهناك عشرات المتفوقين بمدينة الدامر بل حي الشعديناب احرزوا 274 درجة
بالله مش حرام نذيع تلميذ الجالية في مدرسة الصداقة بالجيزة والمهندسين وأبوظبي 275 وما نذيع تلميذنا عشان فقط درجة
مع العلم انهم امتحنوا في عز شمس النهار المحرقة تحت الزنك ولا مروحة مافي
صراحة هذا الغبن هو شعور كل أولياء
الأمور والمعلمين.
نعم يحق لمدرسة الصداقة ومدرسة ابوظبى
والدوحة والرياض وجدة الفرح لكن فرح لا يسلب تلميذنا الفرح، فرح لا ينقص من معنويات معلمين مخلصين سكبوا العرق بالنهار وعاشوا الأرق بالليل في انتظار هذا اليوم.

إنه لايجدي فرح متأخر حتى لو أظهر التحليل تفوق عالي وتحصيل ممتاز بعد شهر من اليوم فما الفائدة والأسر لم تسعد بلحظة فرح اليوم
وهذا حالنا دائما نكرم مبدعينا بعد موتهم، ثم لي أن أتساءل لماذا كانت نسبة نجاح مدارس البنات أعلى بكثير جدا من مدارس البنين؟حقيقة السبب ظاهر ومعروف ولا يدل على غباء التلاميذ ولا على إهمالهم ولا على تقصير
المعلمين أبدا إنما يدل على اهمالنا لمدارس البنين ووضع كل مكلف في مكانه بعدم تعيين معلمين بدلا عن معلمات وإكمال العجز في مدارس البنين بالمعلمات وانا لا أقدح في قدرات المعلمات العالية وأقسم بالله
أنا عملت معلم في مدارس البنات المتوسطة بالخرطوم وولاية نهر النيل وكانت معي زميلات معلمات علم عالي ومعرفة وإدارة وانضباط وكثيرا ما كنت استفيد منهن في طرق عقاب البنات بمعرفتهن الممتازة والحاسمة لأنجع العلاج، ومما يدل على نجاح المعلمات وقدراتهن العالية في مدارس البنات هذا التفوق الكبير لكل مدارس البنات في كل شهادة ولكن من زاوية أخرى ، ومع العلم اليوم ان معظم مدارس البنين أكثر من 80% منها معلمات ولكن النجاح فيها ضعيف جدا بل حزين فلماذا؟.

نعم يرجع سبب نجاحهن في مدارس البنات دون مدارس البنين لمعرفتهن للسايكلوجية
النفسية في التعامل مع بنات جنسهن والجنس للجنس رحمة أما فشلهن الذريع والمريع الذي لا يحتاج إلى رفع ضوء في مدارس البنين فشل لا يتناطح فيه عنزان، أولا الفصول مزدحمة جدا وهنا يكثر الشغب.
معظم التلاميذ عاق ومتمرد على المرأة حتى والدته في البيت لا تستطيع
إلا أن تقول له اصبر إلى أن يحضر ابوك فتلميذنا في كل الولاية يحتاح إلى من يؤدبة
ويخفيه بل ويضربه والضرب وسيلة من
وسائل التأديب من الكتاب والسنه النبوية بالطريقة الشرعية وبكل أسف منع العقاب
والعقاب ضروري، ولا يفلح فيه وسط التلاميذ الا رجل وقديما كان لنا في المدرسة عسكري صول والله جلد زي الجلد، فالمعلم في مدرسة البنين معلم وصول وأب حتى ولو لم يجلد يرهب بالوعيد، فهذا النقص الكبير في عدد المعلمين في مدارس البنين هو أساس المشكلة نقص حاد في كل المدارس حتى في مدارس الريف بل وصل الأمر لإكمال النقص في معلمي المرحلة الثانوية بمعلمات وخبراء التربية نشف حلقهم التربية من التحذير من ذلك ويرجع هذا العجز في المعلمين إلى ضعف المرتبات وضعف الحوافز وهجرة الخبرات منهم إلى الخارج والشباب من خيرة المعلمين إلى الأعمال الحرة ومناطق التعدين والحمد لله انه لم تفتح مناطق ذهب للتعدين للنساء وإلا وجدنا المدارس خاوية على عروشها.

كما نحن الآن في خطر شديد مع هدام المعاشات الذي يهدم كل عام مئات الخبراء من المعاشيين وتفتقدهم الوزارة بالذات المعلمين من الرجال مع غياب معاهد تدريب المعلمين
التي ترفد الوزارة كل عام بمعلمين وهذه مشكلة لخصها سر تجار الدامر المرحوم المطبعجي بقوله: (إذا كان الصادر سداسيا والوارد خماسي فهذا عين الفلاسي) وهنا حدث العكس الخارج أكتر من الداخل
فقط من كليات التربية فكليات التربية اليوم تؤهل ولاتدرب فهناك فرق كبير بين تدريب وتأهيل المعلمين فكليات المعلمين تؤهل ومعاهد تدريب المعلمين تؤهل ومع التأهيل يكون التدريب فكان لكل معهد مدرسة خاصة تابعة له للتدريب، أو هناك نظام التدريب المفتوح أثناء الخدمة أن يكون المعلم يدرس بالمعهد ويعمل بالمدرسة ويطوف عليه المشرفون داخل مدارسهم كل ذلك ممكن وكان دائما يقدم لهذه الكليات بأعلى النسب
في الشهادة السودانية.
ولكنا اليوم بكل اسف نجد في كراسة القبول للجامعات والمعاهد العليا أن أضعف نسب قبول هي لكليات التربية.

وقديما كان إذا لم تقدم الرغبة الأولى لمعاهد التربية وكليات المعلمين فإنه لا ينظر في امرك قبولك البته، بينما أضحت اليوم كليات المعلمين من الشباب منبتة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى