مقالات

بيليم.. رمزية المكان.. هل تدفع بسياسات مناخية وخطط بناءة لصون الطبيعة والكوكب؟

نمريات

إخلاص نمر:

انطلق يوم الإثنين في مدينة بيليم البرازيلية، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 30) والذي تنتظر على أجندته العديد من المحاور المهمة التي يأمل المفاوضون وضع بصمة (إلتزام) أمامها من أجل كوكب معافى يحافظ على الحقوق المناخية ويدعم التنمية المستدامة.
تنعقد القمة في وقت يعاني فيه العالم العديد من الانقسامات الجيوسياسية، بجانب تجاوز الاحترار العالمي لمستوى 1.5 درجة وذلك وفق تقارير الأمم المتحدة التي أكدت أن عام 2024 شهد هذا التجاوز. وأمنت على ذلك المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي أوضحت أن الموجات المقلقة من درجات الحرارة استمرت في عام 2025 وأنه العام الثالث على التوالي الأكثر حرا على الإطلاق .

رغم التجمع في بيليم، فإن تعهدات الدول وتقديمها لخططها المناخية لم يكن كافيا خاصة وأن بعض الدول لم تبرز بعد هذه الخطط 100 دولة لم تنشر خططها في وقف انبعاثات غازات الدفيئة مايعني ضعف التزامها تجاه اتفاق باريس، ربما يزيد هذا من عقبة تخطي زيادة الاحترار، كما يضعف حظها في التمويل.

وللحفاظ على درجة حرارة دون 1.5يجب خفض الانبعاثات بنسبة لا تقل عن 60% بحلول عام 2030.

ولقد نشر موقع الأمم المتحدة اليوم ،أن المساهمات الوطنية الحالية ،لن تحقق سوى خفض 10%.
رغم مرور عامين على كوب 28 الذي استضافته مدينة دبي ةالحديث عن إلتزام للأسف لم يتم الإيفاء به، وهو التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ورغم أن البرازيل تسلط الضوء على الشعوب الأكثر هشاشة مثل سكان الغابات والشعوب الأصلية، إلا أننا نجد أن الدولة المضيفة نفسها شرعت في التنقيب عن النفط قبالة سواحل الأمازون الأمر الذي أثار حفيظة السكان الأصليين والمدافعين عن البيئة .
كما هو الحال في كل المؤتمرات السابقة للمناخ نجد أن قضية التمويل تتصدر الأجندة والنقاش وهنا نجد أن البرازيل قد قدمت اقتراحا بتخصيص 1.3 تريليون دولار سنويا لتمويل المبادرات المناخية في الدول النامية بحلول عام 2035 وفق ما ورد في باكو كوب 29 ، ولكن ليس كل ما يتصدر الجلسات والنقاش المستمر يمكن أن يتم تحقيقه ببصمة جماعية فبعض الأمنيات ربما لا تتحقق قريبا، وها هو المدير التنفيذي للاتفاقية الإطارية للمناخ سيمون استيل يضع (طلبا) أمام المفاوضين بأن (تسفر المفاوضات عن نتائج ملموسة، والتزامات أقوى للتخلص من الوقود الاحفوري وتطوير الطاقة المتجددة وإرسال الأموال الدول النامية).

اختيار بيليم التي تقع في حوض الأمازون له مغزى مميز لدى السكان الأصليين ومذاق خاص لدى الرئيس البرازيلي الذي وصفها بأنها وموقعها في الجزء الشرقي من الحوض، حيث يلتقي نهر الأمازون بخليج غوا خارا، تمثل بوابة تربط بين الغابات المطيرة والمحيط الأطلسي، وزاد (أنها مدينة محورية) في منطقة الأمازون. وبهذا الوصف والرمزية تضع بيليم المشاركين في بوتقة (أحلام) بخواتيم ثرة لكوب 30 تحمل حلولا تجعله فعلا كوب الحقيقة والكوب الإيجابي بقرارات حاسمة وملزمة لارجعة فيها ولا تنصل، فهل ستنفرد بيليم بذلك؟

إن التركيز على أهمية الغابات والمجتمع المحلي فيها والحديث عن العدالة المناخية والضغط السياسي لتوفير التمويل، كل هذا بدون الالتزام الحقيقي والشجاع بخفض الانبعاثات، لن يجدي شيئا وهذه مسؤولية عالمية تتطلب أفعالا لاوعودا براقة.

تتجه الأنظار نحو بيليم فهي فرصة الآن لربط رمزيتها بالفعل وتحويل أصوات الجنوب العالمي إلى خطط بناءة من أجل صون الطبيعة والكوكب ودعم الدول والمجتمعات الأكثر تأثرا بالتغير المناخي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى