بسبب انتهاكات الحرب.. لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصريين تنظم يوما تضامنيا دعما للصحفيين السودانيين

القاھرة- وصال فاروق:
نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصريين ، يومًا تضامنيًا دعمًا للصحفيات والصحفيين السودانيين الذين يواجهون القتل والاختفاء القسري والتعذيب والملاحقة بسبب أداء عملهم المهني في مناطق النزاع، خاصة إقليم دارفور.
وشهدت الفعالية مشاركة قانونيين وإعلاميين وناشطين وخبراء.
فى البداية وقف الحضور دقيقة حداد على أرواح المدنيين الذين استشهدوا فى مدينة الفاشر السودانية.
وتم عرض شهادات حية، تكشف حجم التدهور الإنسانى فى المدينة، وقدّم عدد من الصحفيين السودانيين الذين نزحوا من الفاشر تسجيلات توضح ما لاقوه من معاناة والوضع الكارثي في مخيمات النازحين .

من جانبه أعلن خالد البلشي نقيب الصحفيين المصريين عن تضامن الصحافيين المصريين مع أشقائھم في السودان خاصة الفاشر، داعيا إلى توثيق الانتھاكات وفتح تحقيق فوري لما يتعرض له المدنيين ، مؤكدا دعم النقابة في كل مايخصھم وتوفير فرص للتدريب والعلاج المجاني للمتضررين.
محاسبة المتورطين
رئيس هيئة محامي دارفور، الصادق علي حسن، دعا إلى تشكيل لجنة مستقلة لفتح تحقيق شامل في الانتهاكات، مؤكدًا أن “المسؤولية جماعية وليست فردية”، وأن صمت المؤسسات الدولية تجاه ما يحدث في السودان وخاصة الفاشر لم يعد مقبولًا.
وشدد على ضرورة التوثيق للجرائم والانتھاكات التي تحدث وخاصة الشھادات السماعية لمنع الافلات من العقاب.
وأكدت الخبيرة في الشؤون الإفريقية، أماني الطويل، أن وقف الحرب لا يعني الاعتراف بقوات الدعم السريع، مشددة على ضرورة وجود حكومة قادرة على تحمّل مسؤولياتها تجاه ما يجري في الفاشر، مشيرة الي ان ماجري في الفاشر ليس معزولا عما جري في بقية مدن السودان.
وقالت الطويل إن رفض السودانيين لاستمرار الحرب نتيجة للمآسي التي عايشوھا لكن لابد من وقف الحرب .
ولفتت إلى تقرير مرصد جامعة بيل الذي أشار إلى الكشف عن مقبرة جماعية جديدة تضاف إلى ثلاث قبلھا.
كارثة إنسانية
ووصف الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم الوضع بأنه “كارثي”، لافتًا إلى استخدام سلاح الجوع كأداة ضغط، وإلى تحول إنساني خطير يهدد إقليم دارفور والسودان بأكمله.
ودعا إلى هدنة إنسانية عاجلة دون أن تُفهم كمنح شرعية للدعم السريع.
الكاتب الصحفي خالد محمود، شدد على ضرورة محاسبة قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن السودان يحتاج إلى جيش قومي موحد وأن أي سلطة أمر واقع لن تحظى باعتراف محلي أو دولي، مضيفًا ان الدعم السريع لا مستقبل له في السودان.
الفاشر لن تُنسى
وقدّمت ابتسام الدومة، ممثلة نساء دارفور، شهادة حول أوضاع المدينة، مؤكدة أن “يوم سقوط الفاشر لن يُنسى”، وأن أكثر من 1500 شخص نُقلوا قسرًا خارج المدينة، فيما تم تداول مواد إعلامية “تحت التهديد”.
وقالت إن المجتمعين المحلي والدولي يتحملان المسؤولية عما جرى، مشيرة إلى فقدان الأهالي الثقة في الجميع.

وكشفت الصحفية إيمان فضل السيد مسؤول الحريات بنقابة الصحافيين السودانيين أن قوات الدعم السريع تطالب بفدية مالية للإفراج عن المواطنين والصحفيين المعتقلين ، مؤكدة أن ما حدث في الفاشر “أكبر بكثير مما يتم تداوله”.
النساء أكبر ضحايا الحرب
من جانبها، أكدت الدكتورة أميرة أحمد، أستاذة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن الحرب في السودان “حرب على النساء”، مشيرة إلى أن الانتهاكات تمتد تاريخيًا وتشمل الاتجار بالبشر والعنف الجنسي.
واتفق المشاركون على أن ما يجري في دارفور يمثل واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية في السودان، وأن الصحفيين يدفعون ثمنًا باهظًا للحقيقة. وطالبوا بـ وقف الفوري للانتهاكات وحماية المدنيين والصحفيين، مع محاسبة جميع الأطراف المتورطة وعدم الإفلات من العقاب، وعدم منح أي شرعية للمجموعات المسلحة وفتح تحقيق دولي ومحلي مستقل.
يذكر أن الأمسية شملت معرضاً فنياً للصور الفوتوغرافية والفن التشكيلي والكاريكاتير، تعبر عن الوضع الإنساني السيئ الذي تعيشه دارفور والسودان عموماً.
كما شمل تقديم عرض مسرحي سوداني بمسرح نقابة الصحافيين المصريين بعنوان (الخروج.. نساء في زمن الحرب) قدمته الأستاذة / هند زمراوي ، والفنانة / رحاب ، كما قدمت فرقة عهد الجلاد بقيادة الفنان المبدع شمت محمد نور ، وفرقة كورال أصوات السودان ، فواصلاً غنائية وطنية تفاعل معهما الجمهور.

