مقالات

عشرون يوما من الإغلاق.. وعادت الجمارك كبدر العشيات

كتب- عادل حسن:

وبلادنا العزيزة نراها مشدودة من أطرافها بمخالب عصابات المرتزقة وأنياب دول الجوار وطحين العمالة ودريش الخونة وعواصم رخيصة تؤدي دور الأجيرة النائحة كل ذلك لم يمنعنا من التجاسر والبقاء تحت سماء الوطن ولذلك فإن البلد لن تقبل المزيد من الأزمات بكل أنواعها لأن المرحلة الحالية التي نمر بها فيها منحدرات ومتعرجات تتطلب الحكمة من القيادة والقادة في كل منحى من اتجاهات الدولة كمؤسسات ودواوين ومراكز قرارات وهذا ما أكدته قيادة الجمارك السودانية ونبل تصرفها في احتواء أزمة إغلاق جمارك ميناء سواكن لفترة خانقة تجاوزت العشرون يوما وما فيها من ضرر مشترك مابين المؤسسة والمواطن.
نعم انقشعت عتمة الأزمة العابرة وعادت جمارك سواكن كبدر العشيات والبشارات وانفتحت نوافذ الجمهور بكل همة ونشاط وتحركت أوراق العمل بدقة وانضباط.
نعم إن الحكمة كانت حاضرة لعلاح هذة الأزمة فمثلا مدير جمارك سواكن الحصيف المخضرم دكتور الحقوق العميد عصمت علي أحمد أوشيك كان خارج البلاد فعاد مع لجة الأزمة والإغلاق فتعامل بعقلية وهدوء جراح يشق بطن المريض فلم ينقطع شريان عودة الحياة للجمارك دون نزف إداري أو تجلط نفسي لأهل القضية فكان الشفاء الروحي للجميع.
إن رئاسة الجمارك الأم كانت تمضغ الصبر ليل نهار والأزمة تمضي في مسار أقرب للتصعيد ولكن دهاء وخبرة قادة الجمارك ومن شاركهم الهم من وزارة المالية والتجارة جعلهم يتفقون بأن الزجاج المحطم يصعب جبره ولكن جبر الخاطر أسهل وأهون فكان الاتفاق والنقاش حول ماهو منطقي من دوافع أصل الأزمة.

المهم عرف الناس ويعرفون بأن الدولة مثل الأم لأبنائها فهي تحتمل شغبهم ودلالهم ولكنها تعرف متى تسديهم النصح وتبصرهم عن العقاب حتى ولو بقرصة حنونة على الأذن دون أذى.
الأهم في الأمر انتهت الأزمة التي اختلطت بعوامل الطبيعة وبكاء السماء صباح وعشية وتهطل المطر الذي يتلف كل شيء داخل ساحات الجمارك في الميناء وعادت نوافذ الجمارك للعمل بمجهود مضاعف من الضباط داخل المكاتب والصالات وابتسمت الأنفس وتحركت قوافل السفر بعد طول انقطاع وعدت ألف مشكلة كانت قابلة للانفجار.
والسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى