شمال الجزيرة.. أرض الفراسة والخصوبة الثقافية وموطن البنك الزراعي

كتب/ عادل حسن:
الدنيا تتلاطم والعالم يغلي بما فيه والسودان يلتمع مثل سيف ابن الوليد ويخوض المعافرة بجسارة أهل بدر وأعناق بلاطجة الدم السريع تتقافز علي رمال كردفان ثم جحافل الجيش تطوي الأرض من تحت سيقان العدو الهارب صوب الصحاري الأفريقية المجاورة وفي ظل هذه البشارات التوكلات المباركة هناك ايضا يتضخم الحراك المبارك لأهل مبادرة التسامح والإعمار في منطقة شمال الجزيرة المتاخمة لحدود جنوب الخرطوم وذاك الحراك الوطني لإعمار النفوس أولا ثم مادمرته عصابات المليشيا العابرة للغارات وتطييب الجراح.
نعم إن مناطق شمال الجزيرة هي مواقع استنارة ومواطن حضرية في إنسانها ومجتمعها الفعال في كل ضروب الحياة وكذلك هم قوم سلالة مكارم وفراسة وشجعان وما مناطق التكينة والسريحة وأزرق إلا بيارق خفاقة تهدي الآخرين إلى معاني التضحيات والجسارة.
صحيح كانت الجراحات كبار والمظالم ضخام لأهل شمال الجزيرة وها هي تتعافى وتنهض مثل طائر العنقاء الخرافي الذي كلما يظنون بأنه احترق ومات.
ينتفض من تحت الرماد ويواصل التحليق
إن العقول الكبار والاستنارة المتوطنة لأهل المنطقة لم تغلق محاجر النهي ولم يصيبها العقم فانجبت الداهية الشبلي الهادي التكينة والعمدة ويس احمد ويس لسان الحق وصوت الصاعقة والشاب المثقف الطموح عمر مساعد الأمين. هؤلاء الجبابرة خاضوا الوعورة وسلكوا اشقي الدروب في سبيل إعادة الحق لأهل المنطقة من مشاريع خدمية هامة للمنطقة وها هو الحراك المنظم الراقي الفهم يأتي بفرع البنك الزراعي للمنطقة ومقره مدينة كاب الجداد.
نعم إن مدينة الكاملين تترامى في شاسع المسافات والبعد الجغرافي لمناطق شمال الجزيرة الاقرب للخرطوم ولكن عيون الواسطة الظالمة والمحسوبية اللعينة جعلت من يعاني من آلام الضرس أن يجلس على كرسي نجار الخشب فكانت المعاناة الطويلة والمشقة للسفر للكاملين.
المهم في الأمر قد أحس أهل شمال الجزيرة أخيرا بأن الذي يعاني من الصداع لن يقطع رأسه كعلاج فتحركوا بعقولهم وإمكانياتهم ووحدتهم وصوت استجارة العمورية للخليفة المامون يطرق مسامعهم فكان لهم هذا الوعد الوسيم والفعل الصميم فأتوا بمبنى البنك الزراعي السوداني فرع مدينة كاب الجداد بلونه الأخضر الفال.
إنها ثمرة توحد واتحاد أهل منطقة شمال الجزيرة للإعمار والتسامح والحق والجمال لأن لديهم قادة وعمد ونظار ومستنيرين لا يأكلون من الشجرة التي اخرجت آدم السوداني من جنة الإعمار والمواكبة وكذلك أهدوا قومهم بأن من شجرة البرتقال أفضل من شجرة النيم المر فالوحدة برتقال وتفاح والفرقة هي مضاضة وعلقم النيم.
نعم إن الخطوة المصرفية هذه هي ثمرة تدلت ناضجة فتقاسموا أكلها عملا وفعلا واستقبلها الناس بفرحة تضاهي فرحة والدة الزين يوم عرسه الميمون وفاقت فرحة أبوين بمقدم طفل مليح بعد أن نال العقم من والديه عشرون عاما.
والسلام…

