مقالات

رؤية قائد.. عندما يضع البرهان رمز الدولة وتاريخها في قلب معركة المستقبل

بقلم/ وائل عبدالخالق مالك:

كنت حضورا اليوم في فعالية تأبين الشهداء التي أقامتها حركة تحرير السودان بقيادة القائد مني أركو مناوي، واستمعت باهتمام بالغ واستمتاع شديد لكلمة فخامة الرئيس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الشافية والوافية. وتابعت النقاش الدائر حول مستقبل الرموز الوطنية، وما تحمله من دلالات تتجاوز الشكل إلى المعنى والذاكرة المشتركة.

وسعدت للغاية بالمقترح الذي طرحه السيد الرئيس بالعودة إلى علم السودان القديم، باعتباره خطوة تفتح باباً جاداً لإعادة ترتيب العلاقة بين الدولة ومواطنيها على أساس من الاستقرار والهوية الجامعة. وكذلك باعتبار أن السيد الرئيس برغم همومه والمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه إلا أنه لا ينفك يفكر ويقترح حول مستقبل البلاد ومصالح شعبه وكيف يربط بين أصالة التاريخ وواقع المعاصرة في عالم اليوم ومستقبله.

الرموز الوطنية ليست تفاصيل شكلية، بل هي إشارات مختصرة لمسار طويل من التاريخ، وأداة تساعد المجتمع على استعادة شعور الوحدة في لحظات الانقسام.

العودة للعلم القديم ليست مجرد مقترح يستدعي الماضي بل محاولة لاسترجاع نقطة التقاء يتفق حولها السودانيين على اختلاف توجهاتهم.

الجميع يدرك أن أي تغيير في الهوية الرمزية يحتاج نقاشاً واسعاً يشارك فيه أهل الفكر والقانون والتاريخ، لكني أعتبر المقترح خطوة معقولة في اتجاه بناء أرضية مشتركة بعد سنوات من الاضطراب.

المطلوب الآن هو أن يُدار الأمر بجدية وبمشاركة مجتمعية واسعة بعيداً عن المزايدات أو الاستخدام السياسي اللحظي.

ولا بد من التشديد على أن إعادة الاعتبار للرموز الوطنية يجب أن يترافق مع مسار إصلاحي أوسع يعالج أسباب الأزمة نفسها، فلا قيمة لرمز بلا مشروع وطني متماسك، ولا معنى لعلم يرفرف فوق أرض ممزقة سياسياً وأمنياً.

كلي أمل أن يشكل هذا المقترح بداية لحوار عقلاني يعيد ترتيب المشهد على أساس الوحدة والاحترام المتبادل، وأن يُستخدم العلم القديم كجسر نحو المستقبل لا كأداة خلاف جديدة.

والله ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى