بقلم/ بكري المدني:
هاتف يسأل -استاذ كنا نتابع تغطيتكم زيارة مدير المخابرات العامة لنهر النيل فهل لا زال في الولاية أم ذهب الى اشكيت أم وصل فعلا الى كرري -تداخلت علينا الأخبار ؟!
صمت برهة واجبته – المخابرات في كل مكان -!
نعم المخابرات في كل مكان أما الزمان فإن حركة القائد ومواعيد العمليات علمها عندى ربي ومن ثم عند المكلفين بوضع جدول التحركات !
سيان – ساعة الصفر قد تكون في ظهور القائد في أي مكان أو عند هبوط فريق القوات الخاصة بين مجموعة من المتمردين ومغادرتهم بعد تحويلهم الى كوم لحم أو حتى ساعة الصفر قد تكون عند التحام مباشر لأبطال الجهاز مع الخونة اللئام !
ان قوات المخابرات العامة فصيل متقدم في معركة الكرامة ورغم دخولهم المعركة بعد ان أصبحت واقعا وكانوا من قبل كأي لاعب مباشر في دكة البدلاء ينتظر اشارة الدخول والمشاركة إلا أنهم ومنذ اللمسة الأولى أحدثوا فرقا هائلا في سير العمليات سواء تلك التى يشاركون فيها كفاحا أو التى تحمل بصماتهم على جثث الدعامة عندما تشرق شمس الصباح !
حسنا انتبهت القيادة الى ضرورة إعادة وإشراك قوات المخابرات العامة الخاصة في معركة الكرامة قبل فوات الأوان فبعض عمليات هذه المعركة نوعية ومعقدة جدا وهي مثل جراحة دقيقة تحتاج الى دربة عالية تضبط الإيقاع ما بين الأنفاس والحركات والسكنات وهي مهمة لا تتوفر إلا عند رجل المخابرات !
ان وصول مدير المخابرات العامة الى موقع قواته المقاتلة في كرري تعد من أهم عمليات اليوم الحربية ولعلها الأهم في الأيام الماضية والقادمة بدلالات تلك الزيارة -الضمنية والمباشرة!
هذه الزيارة أصابت البعض ب (خلعة) مثل شهقة الموت التى تصيب المتمردين الذين يروون رجال قوات المخابرات الخاصة فوقهم عندما تلوح ساعة الصفر الفاصلة ما بين الحياة والموت!
ثم -عودة للهاتف المفتوح –
سؤال /أستاذ -انت قلت مدير المخابرات فى جولة لكل الولايات
إجابة /- نعم ولم أقل – ما عدا الخرطوم !
سؤال -لكن هو أصلا موش في الخرطوم و ألا نهر النيل والا اشكيت وكرري دى جات من وين ؟!
إجابة بعد صمت -المخابرات في كل مكان -!
