مقالات
اتكاءة على كتف الشيخ زايد
بكري المدني :
كان استبشار المتأثرين بالسيول والأمطار في منطقة المكايلاب بولاية نهر النيل بقدوم الأشقاء الإماراتيين في الهلال الأحمر الإماراتي أكبر من فرحتهم بالحصول على مساعدات عينية منهم وإن كانوا في أشد الحاجة إليها.
عمل كبير تم تحت اشراف سفير دولة الإمارات بالخرطوم السيد حمد الجنيبي وكان منسوبو الهلال الأحمر الإماراتي يتقدمهم رئيس الوفد السيد محمد خميس الكعبي قد وصلوا باكرا الى مناطق المتأثرين.
كان أعضاء الهلال الأحمر الإماراتي يسلمون على جموع المتأثرين وهم يسألونهم هل تعرفوننا – نحن من الإمارات ؟ ويجيء رد الجموع الأكيد – نعم أنتم أولاد الشيخ زايد ويسارع أولاد الشيخ زايد بالإعتذار.
سامحونا على التأخير..
كان أولاد الشيخ زايد يعتذرون عن التأخير في الوصول للمتاثرين بالمساعدات رغم أنهم أول من وصل على الإطلاق.
سار أعضاء الهلال الأحمر الإماراتي نصفههم في الماء و نصفهم في الطين نحو المتأثرين وهم يحملون المواد التموينية على أكتافهم ونحن خلفهم فوق ركام البيوت وتحت ظلال الأشجار.
كان أعضاء الهلال الأحمر الإماراتي يمازحون الشيوخ ويلاطفون الأطفال ويجبرون الضرر بالكلمات قبل المساعدات والناس في حاجة لكن الحالة الملحة كانت هي الترحاب بالضيوف (عليكم الله اقعدوا شوية).
صورة تلاقي الإماراتيين والمتأثرين أمامي جعلتني أنشط ذاكرة العلاقات السودانية /الإماراتية والإمارات بالنسبة لنا في نهر النيل ليست مجرد دولة تربطها مع بلادنا علاقات وصلات فقط ولكن الإمارات بلد أسهم في حياتنا ومناسباتنا فلا يكاد يخلو حي في بلدة أو مدينة بنهر النيل طوال العقود الماضية من مغترب بالإمارات أو يعدم بيت من لمسة اماراتية او توجد حالة بلا سهم إماراتي وحتى مكتباتنا الصغيرة لا زالت تحتفظ بمجلة ماجد التى كانت تصلنا جميلة ونظيفة ومحافظة من الإمارات ومثل الإمارات.
كانت أميز فترات للعلاقات السودانية الإماراتية في عهد الراحلين الرئيس جعفر نميري والشيخ زايد يرحمهما الله وأكثر الصور التى توثق لذلك كانت للنميري وهو يتكئ على كتف الشيخ زايد -حقيقة لم يكن النميري وحده لكن السودان كله كان يتكيء على كتف الإمارات ولا يزال.
كانت ولا زالت دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الكبيرة الداعمة للسودان والسودانيين في محنهم المتلاحقة والتى لا تكاد تنجلي محنة منها حتى تطل أخرى برأسها ولكن الإمارات حاضرة دوما وفي المقدمة أبدا.
أمس كان أعضاء الهلال الأحمر الإماراتي يوزعون على أهالي المكايلاب بنهر النيل -الذين فقدوا في الغالب كل شيء – كانوا يقدمون لهم كل شيء يدخل في صناعة وتوفير الطعام وقد سبق ان قاموا بنفس الشيء في منطقة الصالحة بأم درمان ولاحقا للمناقل بولاية الجزيرة
الإمارات الدولة والسلطة انفعلت أكثر بصور المشاهد الكارثية المنقولة من السودان فضاعفت العطاء مرتين حتى اكتمل الهلال الإماراتي بدرا على سماء السودان الماطرة.