صحة وبيئة
مخرجات مؤتمرات قمة المناخ العالمية جاهزة مسبقا وماينفذ من القرارات إلا هذا …
من المهم تطبيق لامركزية العمل البيئ في السودان
الساقية برس-إخلاص نمر:
أوضح الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش، في نيروبي العام الماضي، إبان انعقاد اسبوع المناخ (أن أفريقيا تتسبب في أقل من 4% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إلا انها تعاني أسوأ آثار ارتفاع درجات الحرارة العالميه، وتتمثل هذه الآثار، في الفيضانات العارمة، ومصرع عشرات الالاف، بسبب الجفاف المدمر، بالإضافة لتراجع التنمية، ومايرافق ذلك من تزايد للجوع الشديد).
ورغم تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن مؤشرات تغير المناخ، ووصفه لها (انه يدفع الأرض إلى حافة الهاوية)، الا انه عاد واستدرك قائلا (لايزال هناك متسع من الوقت لانقاذها).
ورغم التقارير المتدفقة من مختلف المنظمات الدولية والإقليمية، والوكالة الأوربية للبيئة، حول احترار العقد الماضي، والذي جاء في وصفه (انه الأكثر حرا على الإطلاق)، فرغم هذا الوصف، مازال التلوث بالوقود الاحفوري متوفرا، ما أدى لنعته بأنه يسبب (فوضى مناخية) غير مسبوقة، وفق ماذكره غويتريش، وقت صدور التقرير.
هشة..
وللحديث بتفاصيل أكثر دقة، حول تأثير التغير المناخي على السودان، أوضح لصحيفة الساقية برس الالكترونيه ، الدكتور بشرى حامد، الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة، ولاية الخرطوم، ان السودان تأثر كثيرا بالتغير المناخي، الذي نجد تأثيره واضحا على المجتمعات الهشه والفقيرة، موضحا انه ليس للسودان اي انبعاث لغازات الدفيئة، لكنه يتأثر بتداعيات التغير المناخي، التي تزداد خطورتها،على حياة الإنسان في السودان، وعلى اقتصاد السودان، بل على أمن السودان، وأضاف (نظرة عامة على السودان، نجد أن هنالك جفاف غير مسبوق وخطير، أدى إلى انكماش مساحة الغابات، ومساحة المراعي، بجانب قلة الإنتاج والإنتاجية الزراعية، الأمر الذي ترك اثره على الاستهلاك المحلي والتصدير، فالعائد من صادرات السودان، أصبح ضعيف جدا، رغم ان 70%من السكان في السودان، يعتمدون على الزراعه والرعي، لكن أدى تأثير المناخ الى النزوح وهجر الزراعه وتربية الحيوان، فاتجه السكان إلى التعدين الأهلي) ..
هدر..
وعن تأثير التعدين الاهلي على البيئة، يؤكد حامد ،ان التعدين الاهلي، يفسد البيئة الزراعيه والرعوية، كما أنه يؤدي لهدر الموارد الطبيعية، ويهددها بالتلوث، وفقدان الغطاءالغابي والشجري،والتنوع الحيوي.
حرج وذر للرماد..
وفي سؤال لصحيفة الساقية برس حول التزام وتطبيق مخرجات مؤتمرات قمة المناخ، التي تعقد سنويا واخرها كوب 28، من حيث مساعدة الدول الاقل انبعاثا لغازات الدفيئة وإنتاج الوقود الاحفوري، قال بشرى (انني اؤمن تماما ان 90%من مخرجات هذه المؤتمرات جاهزة مسبقا، فهي تعني انقاذ الدول الصناعية والغنية، من الحرج، فالان هي الأكثرتلويثا للكوكب، والاقل تضررا، اما الأكثر تأثرا فهي الدول النامية، التي تفتقد للتكنولوجيا وان وجدت فهي ضعيفه، في مواجهة،التحديات ،فالتمويل والتعويض، ونقل المعرفة، والتكنولوجيا هي ذر للرماد في العيون، وحبر على ورق، فما ينفذ من هذه القرارات لايتجاوز 5٪ فقط).
تمويل ضعيف..
وعن حصة السودان من التمويل والدعم، ابان حامد ان حظ السودان في التمويل، ضعيف، موضحا ان المجتمع الدولي، يعقد إجراءات الحصول على التمويل، تعقيدا شديدا غير مبرر ومقصود وفق وصفه.
لا مركزية..
ونادى دكتورحامد بضرورة تطبيق لامركزية العمل البيئي في السودان ، مشيرا الى أهمية مشاركة المجتمعات المحلية والمحليات على المستوى الولائي، موضحا ان المستوى الاتحادي يجب أن يهتم بالتخطيط فقط.
وأضاف (يجب العمل والتركيز على البناء المؤسسي للبيئة، مع انشاء وزارة للبيئة كاملة، تلتزم من خلالها الدولة بمتابعة العمل البيئ، وتنشيط آليات التفاعل مع المؤسسات الدولية العامله في هذا المجال ولها فروع في السودان ، كذلك من المهم جدا توفر خطة استراتيجية للعمل البيئ في السودان ، تضم الخبراء والناشطين والاعلام ومراكز البحوث، ومنظمات المجتمع المدني وهذا مايفتقده السودان تماما، هذه الخطة يجب أن تتشارك فيها كل الجهات، وتتبناها الدولة).
كارثي..
ووصف حامد الوضع في السودان بالكارثي، في ظل مشروعات تستحق التمويل من المجتمع الدولي، وبين بشرى ان السودان الان يفتقد لمشروعات تختص بالخسارة والتعويض،
مشيرا انه لايوجد الان مشروع يعمل من أجل الخسارة والتعويض، واستدرك قائلا (ربما يكون موجودا لكن ليس بمستوى الخسارة في السودان).
وختم حديثه بضرورة انهاء الحرب، وارساء السلام والأمان في السودان، وتحسين الوضع البيئ، ونشر التوعية.
أكثر تضررا..
وفي السياق قالت الدكتورة تهاني علي حسن، الاستاذ المساعد في كلية الموارد الطبيعية و الدراسات البيئية، قسم الحياة البرية، جامعة بحري، (تساهم الدول النامية، باقل نسبة من انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني اكسيد الكربون و غيره، و بناء علي تقرير البنك الدولي، تقدر تلك النسبة بحوالي 1-10٪ فقط من الانبعاثات الدفيئة، التي تسبب التغير المناخي، ولكن بالرغم من ذلك تعتبر الدول النامية اكثر تضررا بالتغير المناخي، و تأثيره ،و التي تنعكس سلبا علي الصحة، التعليم، الامن الغذائي، و المياه و الحياة الاجتماعية، و غيره) . موضحة ان هنالك عدد من المؤشرات التي تضع السودان بين الدول الاكثر تضررا بالتغير المناخي ، كما ان هنالك الكثير من التحديات، التي تواجه السودان مثل الجفاف و الفيضانات و الاتربة، لذلك فإن عدم التزام الدول الصناعية، بخفض الانبعاثات يسبب ضررا كثيرا، بل وعبئا أكبر على الدول النامية، و من بينها السودان.
خطوات..
وتشير تهاني الى انه لايمكن ايقاف التغير المناخي او تاثيره السالب فورا، و لكن هنالك عدة خطوات يمكن القيام بها، لتقليل او الحد من تلك الاثار السالبة، علي الدول النامية، مثل السودان ومن بينها،
التثقيف والتوعية، بالتغير المناخي و اسبابه و تاثيره السالب علي الإنسان، والحيوان و كوكب الارض، منوهة إلى أن التوعية تلعب دورًا مهما في تحفيز العمل، للحد من الانبعاثات الكربونية، وتعزيز التكيف، مبينة
اهمية استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، الكهرباء، طاقة الرياح و غيره، للتقليل من الانبعاثات الكربونية.
استراتيجية..
وتشير تهاني الى أهمية وضع استراتيجيات للتنمية المستدامة، للتكيف مع التغير المناخي، مفندة ذلك بضرورة تحسين البنية التحتية، وتطوير الزراعة، المستدامة، وتعزيز الصحة العامة.
العدالة المناخية..
وختمت قائلة (من المعروف ان السودان يعتمد في اقتصاده علي الزراعة، لذلك يجب تطوير أنظمة زراعية مستدامة، تتيح للمزارعين التكيف مع تغير المناخ وتحقيق الأمن الغذائي.
ويأتي تحقيق العدالة المناخية، عن طريق تخصيص الاموال للدول النامية، لمجابهة التكيف و معالجة الخسائر و الاضرار الناتجة عن التغير المناخي، في مقدمة المهام التي سيحدث تطبيقها فرقا واضحا.)
قدرات متدنية..
وتؤكد الدكتورة اريج جعفر بخيت خبيرة المناخ والطاقة المتجددة، تتفاقم ظاهره تغير المناخ ويستمر الاحترار، لذلك نجد أن تزايد تبعات تغير المناخ واضحه في أفريقيا، رغم دورها القليل في انبعاث غازات الدفيئة، وهي التي تعاني اصلا من تدني القدرات الماليه والفنية، لمجابهه تلك المشكلات، وأضافت (هنا علينا أن ننظر لهذه الظاهرة كفرصه، حيث علينا اغتنام الفرص التمويليه والتدريبيه ، بجانب البحث عن تقنيات وتبني مشروعات، تساعد في التخفيف والتكيف، مثل مشروعات استزراع الغابات ،.الزراعه الذكيه،الطاقه الخضراء، ادارة النفايات وغيرها، مع انشاء وتعزيز الإطار الإدراي والقانوني، في الدوله، بما يساعد عمل الآليات المطلوبه للتعامل مع المجتمع الدولي، في إطار اتفاقيه باريس، مثل استراتيجيه تغير المناخ، واستراتيجية الاقتصاد الأخضر)واشارت جعفر إلى ضرورة العمل، علي وضع منظومات دائمة لاعداد الدراسات والتقاير المطلوبه واللازمة لذلك، مع الأهمية القصوى للتدريب.
ونادت أريج بضرورة إنشاء نظام تدريبي خاص لإعداد الكوادر، يعززه النظام المالي المتكامل، واستدركت قائلة (يجب أن لانسقط من حسابنا، تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والاهلي، والمنظمات الدوليه، لتنفيذ مشروعات في إطار السياسه العامه، والتعاون مع الدول والجهات الدوليه، لتوسيع دايره المشاركه، والاهتمام بانشاء مشروعات عملاقه ذات آثار واضحه بعيدة وقريبة المدى، ومن المهم جدا الاستفاده من آليات التمويل الأخضر المتاحة،والتعامل الجاد مع سوق الكربون، مع مد جسور التواصل الجيد والمميز والمفيد مع قطاع الإعلام والفنون في مجال التوعيه، وتحفيز تلاقح الأفكار، بما في ذلك البرامج المصممه للأطفال والشباب.).
سوء إدارة..
وزادت ( يجب أن تعي الدولة مسؤوليتها، في وجود خطط ادرايه ناجحه، للقطاعات المختلفه، وتخصيص ميزانيات مناسبه للتنمية، حيث أن كثير من تبعات تغير المناخ، هي نتاج لسوء الاداره، وعدم الاهتمام من الدوله، وعدم القيام بواجباتها المختلفه.).