مقالات

كنت في أم درمان (3)

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

المقاومة الشعبية اقتنت وحصلت على مضادات الدروع ، الدوشكا والرشاشات ، الثنائى والرباعى وفى حوزتهم ما اسموه (المفاجآت)

قادة المقاومة من بينهم فرقاء و لواءات من المعاشيين ، و ضباط فى الخدمة ينسقون مع قادة الفرق العسكرية

مخرجات الاجتماع ستكون اساسآ لحوار اهلى و مجتمعى يبدأ من القواعد ، بعيدآ عن الحوارات الوهمية الفوقية

لا يمكن لمراكز الدراسات و المنظمات الطوعية المشبوهة ادعاء تمثيل الشعب السودانى ، و محاولة رسم مستقبله فى العواصم الاجنبية

على القوى السياسية استعادت علاقتها بالشعب السودانى وفقآ لما يراه ، و ليس كما تراه
مصادفة، وليس تدبيرا ، تشرفت بحضور اجتماع لقادة المقاومة الشعبية فى الشمال و شرق السودان ، ضم هذا الاجتماع الناظر ترك  وطه جعفر و آخرين من قيادات شرق السودان ، ازهرى مبارك و عثمان العمدة ، شيخ السر ود ابراهيم ، احمد مدثر، و على الشيخ ( واسطة العقد ) ، وآخرين ، وكانت مفاجأة انضمام القناص الشهير هيثم الخلا ، هؤلاء القوم يتحدثون لغة الحرب ، ويستعدون لها ( إن وقعت ) ، و سيذهبون لها اينما كانت فى اى بقعة فى السودان ، تحت راية القوات المسلحة ، و رهن اشارتها،
تحدث الحضور ، مؤكدين ان ما حدث فى دارفور و الجزيرة ، لن يتكرر ، وقالوا ان الشمال و الشرق لن يؤخذ على حين غرة ، وتعاهدوا على اعتبار ان المقاومة الشعبية قوة واحدة تحت اشراف الفرق العسكرية والوحدات التابعة لها، و انهم يحكمون تنسيقها الى ان يقنن وضعها ، وان استمرار التحشيد و التدريب مستمر على الاسلحة الثقيلة و النوعية ، والتي وجدت طريقها الى ارتكازات المقاومة فى كل المناطق المحددة و المداخل.

المقاومة الشعبية اقتنت وحصلت على مضادات الدروع ، الدوشكا والرشاشات ، الثنائى والرباعى وفى حوزتهم ما اسموه (المفاجآت ) ، يقودها المعاشيين من القوات النظامية ، من بينهم فرقاء و لواءات ، وضباط فى الخدمة العسكرية و الاستخبارات و قوات مكافحة الارهاب والقوات الخاصة ينسقون مع قادة الفرق والمناطق العسكرية ،
و تحدث البعض عن المظالم التى لازمت اهل الشرق و الشمال ، مؤكدين مطالبتهم برفعها بالحوار و بالطرق السلمية من خلال حوار وطنى جامع ينصف كل الاقاليم و يقنن وضعها الدستورى فى اطار وحدة السودان ارضآ و شعبآ ، مؤكدين ان كل امكانات المقاومة الشعبية مسخرة لدعم الجيش الوطنى للحفاظ على سيادة البلاد واستقلالها ، و استعادة الدولة المركزية لدورها فى تنظيم و صيانة الحقوق و بسط الامن و الطمأنينة و تحسين معاش الناس ،
لا شك أن هذا الاجتماع أسس لمرحلة جديدة فى التآخي والتعايش السلمى بين اهل السودان ، و من المنتظر تطوير هذه الصيغة بانضمام أقاليم أخرى.

و فى اعتقاد كاتب هذه السطور ان مخرجات الاجتماع ستكون اساسا لحوار اهلى و مجتمعى يبدأ من القواعد ، بعيدآ عن الحوارات الوهمية الفوقية ، و ادعاءات كذوبة أن القوى السياسية تمثل الشعب السودانى ، مثل هذا الحوار كان مفقودا طيلة سنوات ما بعد الاستقلال ، هذا الحوار لا يلغى دور القوى السياسية و المدنية ، وليس معاديا لها ، و لكن على هذه القوى ان تتبنى مطالب الشعب ، لا ان تفرض عليه قناعات مفروضة باملاءات خارجية ، فلا يمكن لمراكز الدراسات و المنظمات الطوعية المشبوهة ادعاء تمثيل الشعب السودانى ، ومحاولة رسم مستقبله فى العواصم الاجنبية ، على القوى السياسية استعادت علاقتها بالشعب السودانى وفقآ لما يراه ، وليس كما تراه.
27 مارس 2024 م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق