حقوق الإنسانمقالات
البنك الزراعي بالمفازة يعتقل ويطارد المزارعين المعسرين
بقلم/ ياسر المساعد:
تنشط إدارة البنك الزراعي فرع المفازة بولاية القضارف هذه الأيام في حملات اعتقالات في أوساط المزارعين المعسرين وهي لم تراع خصوصية الشهر الكريم كما لم تراع أن اغلب هولاء المزارعين يستضيفون اعدادا كبيرة من النازحين وبالمقابل اسهموا اسهاما كبيرا في نفرات دعم القوات المسلحة في معركة الكرامة . لذلك فإن مزارعي المفازة وضعتهم الظروف وفشل الموسم الزراعي والملاحقات اليومية في وضع أقل ما يوصف بأنه بائس وطارد لهم من حرفة ومهنة الآباء وهي الزراعة بل أن اعدادا كبيرة من محلية المفازة تفكر في الهروب من البلد ليس رفضا للوفاء بالاستحقاق المالي للبنك وإنما تخوفا من عدم مراعاة البنك لما تمر به البلاد وينعكس على المواطن مع إيمان كل قطاعات المزارعين بأهمية السداد إلا أنهم يطالبون إدارة البنك الزراعي بأن تبتكر حلولا تسهم في الوفاء بالدين وليس الزج بهم في نهار رمضان في غياهب السجون.
والمفازة المدينة بكل ضواحيها ومزارعيها حريصة على نجاح البنك لأنه يمثل السند للزراعة وتطويرها ولكن مزارعها يتعشم من والي القضارف وهو رئيس تجمع الزراعة المطرية أن يجد حلا توافقيا لمشكلة المزارعين المعسرين بالمنطقة وليس إعفاء الديون لأن الديون لن تسقط بالتقادم والبنك يعتبر مؤسسة ربحية لأن البنك الزراعي هو بنك حكومي معني بسياسات الدولة بزيادة الانتاح وتطوير الزراعة، بيد أن الأساليب التعسفية في الاعتقال والملاحقات بالسيارات المظللة يعطي احساسا للمزارع البسيط أن إدارة البنك هدفها التشفي من المزارع وهو الأمر الذي يجعل قطاعات كبيرة من المزارعين تحجم عن الزراعة وبذلك يقل الانتاج وتضيع أموال البنك.
إذا الأمر يحتاج لمعالجة فورية خاصة وان اغلب المزارعين يؤمنون بحتمية السداد للبنك ولكن يجب أن تكون هناك مراعاة او تأجيل لهذه الديون رغم أن بعض هذه الديون لها ثلاثة أعوام وهذه حجة إدارة البنك.
والواقع يقول ان الموسم الزراعي بمنطقة المفازة كان فاشلا في عدة جهات وفي مشاريع كثيرة فكيف السداد؟
أظن أن الأمر يجب أن يتصدي له والي القضارف انطلاقا من التزامه الأخلاقي باعتباره والي الولاية بخلاف صفته الأخرى فهو رئيس القطاع الزراعي المطري بالسودان ولا يتعشم المزارع بقرار من الوالي بالأعفاء الكامل ولكن علي الاقل يتطلع ان تكون معالجات بالتأجيل أو جدولة السداد وذلك حتي لا يهجر مزارعي المفازة مشاريعهم او يهاجرون خارج البلاد في ظل هذه الظروف العصيبة كل هذه الآهات المكتومة مطروحة علي منضدة والي القضارف خاصة وان انسان منطقة المفازة ظل حاضرا في كل المواقف الوطنية والشاهد القوافل التي خرجت من المفازة دعما للقوات المسلحة بجانب معسكرات الاستنفار المتعددة بخلاف استضافة أهل المفازة لأعداد معتبرة من النازحين، فالمزارع بالمفازة همه الآن التصدي للقضايا الوطنية وإحياء قيم التكافل ومساعدة متاثري الحرب لكنه اذا كان ملاحقا مطاردا لن يستطيع القيام بالواجبات الوطنية سالفة الذكر.
إذا يظل عشم مزارعي المفازة قائما في قرار نافذ من رئيس القطاع الزراعي المطري بالسودان فهل يفعلها أم يظل مزارع المفازة مرعوبا مهددا بالسجن ومطاردا بالسجان؟.