محمد وداعة:
لماذا انفردت السعودية بالدعوة لتنفيذ مخرجات جدة
السعودية تعلم و تفصيلا أن الامارات هى سبب تعثر منبر جدة
إمداد الامارات للمليشيا بالاسلحة من اهم اسباب استمرار القتال
سلوك الامارات تجاه السودان يهدد مصالح السعودية فى البحر الاحمر و السودان.
جاء فى بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية بتاريخ 28 أبريل 2024م (أعربت وزارة الخارجية عن بالغ قلق المملكة العربية السعودية جراء تصاعد التوترات العسكرية في منطقة الفاشر شمال دارفور، وجددت الوزارة دعوة المملكة للأطراف في السودان كافة إلى الالتزام بمخرجات محادثات جدة الرامية إلى تحقيق مصلحة الشعب السوداني من خلال الإسراع في الاتفاق حول مشروع وقف الأعمال العدائية وحل الأزمة عبر الحوار السياسي، للحفاظ على وحدة جمهورية السودان وأمن شعبه ومقدراته).
على الرغم من أن السعودية هى إحدى وسطاء منبر جدة ، الا انها المرة الأولى منذ اكتوبر 2023م و(بعد ستة اشهر )، التى تجدد فيها المملكة الدعوة لتنفيذ مخرجات جدة، وهو الاتفاق الذى تم توقيعه منذ مايو 2023م، وقد مضى عليه 11 شهرا ، و لم تلتزم مليشيات الدعم السريع بتنفيذ أي بند من بنوده، وعلى وجه الخصوص الالتزامات المتعلقة باحترام القانون الدولى الانسانى والقانون الدولي لحقوق الإنسان، و هى التزامات غير قابلة للتصرف أو التسويف بحكم القانون ، فضلا عن الإلتزام بالتمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين، وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم على المدنيين واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بهم، و إخلاء المراكز الحضرية بما فيها مساكن المدنيين، والامتناع عن استخدام المدنيين دروعا بشرية، وضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين والجهات الإنسانية والإلتزام بحماية الاحتياجات والضروريات التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، والتي يمكن أن تشمل المواد الغذائية والمناطق الزراعية والمحاصيل والثروة الحيوانية كما يُحظر النهب والسلب والإتلاف، والالتزام بالإجلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كل المرافق الخاصة والعامة كالمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، واستخدامها للأغراض العسكرية ، والامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين، والامتناع عن أي شكل من أشكال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، بما في ذلك العنف الجنسي بجميع أنواعه ، ومعاملة جميع الأشخاص المحرومين من حريتهم بطريقة إنسانية ،
فهل نفذت مليشيا الدعم السريع اى حرف من هذه الالتزامات ؟، و الإجابة لا
بعد الشكر للمملكة على دعوتها التى تأخرت 6 أشهر تنشأ تساؤلات عديدة ، أولها لماذا انفردت المملكة لوحدها بتجديد الدعوة لتنفيذ مخرجات جدة ؟ و لماذا لم تشاركها امريكا (الشريك الآخر فى منبر جدة) فى تجديد هذه الدعوة ؟ وعما اذا كانت هذه مؤشرات لخلاف فى وجهات النظر أو تضارب فى المصالح بين وسطاء جدة ؟
الأشقاء فى المملكة يعلمون ،علم اليقين ان احد اهم اسباب فشل منبر جدة ، هو سيطرة الامارات المباشرة على قرار مليشيا الدعم السريع ، وهى تعلم و تفصيلا أن امداد الامارات للمليشيا بالاسلحة هو احد اسباب استمرار القتال و تفاقم الآثار المترتبة عليه ، خاصة تجاه السكان المدنيين ، و ليس سرا أن هناك تباين فى وجهات النظر بين المملكة و الامارات ، على غرار ما حدث فى اليمن و كان سببا مهما لاستمرار سيطرة الحوثيين على اليمن.
ولعل المشكلة تكمن فى التأثير الامريكى على المملكة أسوة بالامارات ، وهو ربما قلل من قدرة المملكة على التأثير فى سياسة الامارات و حضها على ايقاف دعمها لمليشيا الدعم السريع.
السعودية دولة مؤسسات وهى بلا شك على اطلاع تام على التهديد الكبير لمصالحها فى البحر الاحمر و علاقتها الاستراتيجية مع السودان ، و ان سكوتها على سلوك الامارات يأتى خصما عليها، و على سمعتها و نفوذها باعتبارها من أكبر الدول العربية والإسلامية، بعد أسابيع قليلة ستنشغل امريكا بالانتخابات، وستنعكس نتائجها ولو مؤقتا على المنطقة.
29 أبريل 2024م.