مقالات

عرفة صالح يكتب: أحداث العراق جرس إنذار للسودان

تصاعدت الأحداث في العراق من قبل أنصار التيار الصدري على خلفية استقالة مقتدى الصدر، العمل السياسي، مما جعل دفع أنصاره للتحرك إلى المنطقة الخضراء واقتحامحها والاشتباك مع الجهات الأمنية وتبادل إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، الأمر الذي خلف قتلى وجرحى يصلون إلى أكثر من 700 شخص وسط مخاوف من أن تتحول الاشتباكات إلى محافظات عراقية أخرى تعقد المشهد أكثر.

دولة العراق منذ أن دخلها التحالف الذي أزاح الرئيس صدام بزعامة أمريكا لم تنعم بالسلام والاستقرار وتعاقبت حكومات وطفت على السطح خلافات وأزمات سياسية متكررة.

ولم تنجح الانتخابات التى جرت قبل عشرة أشهر في وضع الأمور في نصابها وسيطر التصعيد الأمني وغاب الحوار والاتفاق والتوافق حول مشتركات سياسية توفر الحل.

الذي يحدث في العراق الآن ليس وليد لحظة وانما لفعل بدأت أحداثه منذ منذ سقوط نظام صدام حسين يوم سمح العراقيون بالتدخل الأمريكي والسماح له بالحكم والوصايا تحت زريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الأوهام التي يزرعها الغرب في عقول العرب والمسلمين للسيطرة على الدول العربية والإسلامية ذات السيادة والتي لها المقدرة على أن تتطور وتصبح قوة تهدد الكيان المحتل.

الدولة التي تسمح بالتدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية هذا هو مصيرها ومصير شعبها الذي لا يستطيع أن يفرق وقتها مابين هو وطني وما هو شخصي فيختلط الحابل بالنابل، وتغيب لغة الحوار وتسيطر لغة السلاح بين المتخاصمين السياسيين أطراف النزاع في أي دولة ما.

العراق لم ولن يكن الدولة الوحيدة التى تشهد مثل هذه الأحداث من تمزق وتشتت ومواجهات واشتباكات وفوضى بين أطياف شعبها، وستدور الدائرة على كل الدول العربية ودولة ليبيا ليست ببعيدة فهي الآن تعيش نفس الدور ونفس العنف بين المكونات السياسية الليبية، وكذلك سوريا التى تعيش في حالة حرب اكثر من عقد من الزمان والقوى الدولية الكبرى منقسمة حولها من مما جعل الحكومة السورية والمعارضين لها في حالة مواجهات مستمرة أدت لدمار الدولة .
أما فلسطين فهذا موضوع آخر حيث تم تدميرها وتغبيش قضيتها بواسطة بعض الدول العربية الي تتماها مع المحتل ومع الولايات المتحدة الأمريكية المتحدة بحجة السلام في المنطقة بدواعي الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من المزاعم والداوعي الغربية التي توهم بها تلك الدول التى تدعي أنها تسعى لحل القضية الفلسطينية بعدالة ترضي الطرفين، وهذا أمر بعيد المنال بحكم الواقع المعاش إلا إذا تعاظمت إرادة الشعب المسلم وقويت شوكته وشكيمته.

والذي يدور من أحداث وأزمات سياسية وخلافات بين القوى السياسية بالعراق، هو المصير المتوقع لدولة السودان فما زرعته قوى الاستبكار من كراهية وتفرقةبين شعب العراق الواحد الموحد تتم الآن زراعته في السودان في كل الاتجاهات ووسط القوى السياسية والكيانات الاجتماعية ليؤتي أُكله في يوم ما، هذا إن لم يكن هذا اليوم قد أتى فعلاً وأصبح السودان الآن قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية تلوح علاماتها على المشهد.

وبالنظر للأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية، فإن أي دولة تعول على المجتمع الدولي وتسمح له بالتدخل في شؤونها الداخلية وانتهاك سيادتها هذا مصيرها ولن تعيش في سلام لأن حل الأزمات الداخلية لن يتم إلا عبر الحوار الوطني دون تدخلات من الخارج مهما كانت نواياه .
واحداث المنطقة الخضراء العراقية جرس إنذار لكل من يرهن إرادته للمجتمع الدولي ويرتمي في احضان الغرب ويؤمن بأن حل المشاكل الداخلية لن يتم إلا من الخارج.

وهذا مانراه في السودان فمنذ أن جاء التغيير ارتفع صوت الذين يلوحون بكرت المجتمع الدولي وعصا امريكا واللجوء للسفارات والبحث عن حلول للأزمة السياسية الراهنة بالبلاد .

فهل يتوب السياسيون من ممارسة خطاب الكراهية ومن سياسية الاقصاء والجلوس في طاولة واحدة تجمع كل اطياف الشعب لحوار سوداني سوداني يفضي الى توافق وتراضي وطني يبعد البلاد من المواجهات المسلحة بين ابناء الوطن الواحد ويجنبها التهكلة والتمزق والتقسيم كما يحدث الان في العراق وليبيا واليمن ولبنان.
نسال الله ان يحفظ البلاد من خطر التقسيم والحرب الأهلية فما يجري من سب وشتم وتخوين وعزل وإقصاء وانسداد في الأفق مقدمة للحالة العراقية والسورية واليمنية والليبية حسبنا الله ونعم الوكيل، فهل من مدكر؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق