حوارات وتحقيقات

د اسامة العمري في حوار الفكر والإنسان والطبيعة وإسقاطه على أزمة السودان- “الجزء الأول”

الإنسان يسعى لتدمير الطبيعة بالتدبير

كيف ننظر إلى الطبيعه كعضو مرافق للإنسانية

تعمقنا خلافا في الحلقة الأضعف 

مابين الخالق والانسان والكون صلة مبدئية غايتها الإعمار لرفاهية الإنسان وقاعدتها العبادة في الخضوع لله عز وجل، تواصل هذه الكيمياء والارتقاء الذي يحدث للإنسان علوا مصحوبا بالانحطاط الذي يلازم التطور والارتقاء.

د اسامه العمري يسوح بنا في فسيفساء هذه العلاقة محاولا ربط ذلك بما يحدث أو حدث فعلا من إجرام وتخطي لسقوف ما كنا نصلها لو استطعنا لجم شرور النفس، ومن ثم كيف ننتقل إلى آفاق التوافق بالسودان لوضع حلول للخلافات مع ما انتجته الإنسانية من مواعين أو مؤسسات.

حوار / الطاهر إسحق الدومة:

حدثنا أولا عن التوازنات في الكون؟

يقوم هذا الكون على توازنات دقيقة وتنافس على السيطرة والتفوق بين الإنسان وأخيه الانسان أولا، وبين الإنسان والطبيعة، فالانسان يسعى لتدمير الطبيعة بتدبير وهو يبحث عن رفاهية وسعادة مستدامة مستعملا معاوله هجوما على الطبيعة والتي هي أحد مكامن الرضا والسعاده التي يسعى لها الإنسان ومع ذلك يستعمل أدوات العنف لوأدها لصالحه عادة متوهمة في خياله.

ولكن للطبيعة ايضا إفرازاتها السلبية حال تركت تتمدد دون توقف؟

أولا الطبيعه تتمدد لصالح الإنسان وهي كلها خير والإنسان هو الذي يحمل بذور التدمير حيث ينميها بالشره في شهوات لاتحدها حدود في دواخله فينفلت منه زمام أموره فلايسيطر عليها فيحدث التدمير الممنهج للطبيعة بدواعي التنمية. ولكن ذلك كان بدوافع تلبية نوازع التملك غير المحدودة.

ولكن هل كل البشر يمتلكون هذه النزعة التدميرية للطبيعة؟

هنا تتجلى مسؤولية الجميع وفقا للمعرفة والعلم الذي اكتسبوه أولا وللضمير الإنساني والإلهام الرباني والعلم المكتسب لأمثال هؤلاء تكمن التوعية مناط بها الفئات المذكورة أعلاه، للانتقال إلى مصاف الترقي للتماهي مع الطبيعة وجعلها عضوا مرافقا للإنسانية تمضي معها في مسيرتها القاصدة للتعمير والرافضة للتدمير والإفساد الذي هو سليل الإجرام، ومن ثم الخلافات التي ترتبط بنوازع الشر غالبا حال عدم السيطرة عليها من الراشدين من البشر.

وهل من ارتباط فيما ذكرته في كيفية حسم قضايا خلافية تسيطر على المشهد الإنساني عامة؟
بناء الانسان يتم في تغذيته بالتربية بالقيم للارتقاء بسلوكه أولا، ومن ثم تتوفر المادة النظيفة جراء محافظته على الطبيعة من خلال القيم التي اكتسبها تجربة وعلما والهاما والتزاما بقوانين الطبيعة.

على من تقع مسؤلية حسم التعديات البشرية على الطبيعة ؟
المسؤولية تقع على الجميع في حسم القضايا والبؤر الخلافية المتناسلة مابين الإنسان والطبيعة التي تنحدر أو انحدرت لتكون تناحرا ونزاعا مستداما بين الإنسان وأخيه الإنسان لتترسخ وينتج منها مولد تحول الاختلافات الثقافية في العادات والتقاليد وصناعة الأساطير والألغاز والأحاجي الداعمة لتنبذ الاخر في بعض الجوانب من خلال المجتمعات في تنوعها في الشكل واللون والثقافة و الأديان .. الخ…. متناسين الأصل الإنساني الواحد الذي انبثقنا منه حيث لم نحترم الأغلب الذي يجمعنا لنتعمق في الحلقة الأضعف لتستديم بؤر ومحاور الخلاف والشقاق والحروب وتداعياتها ومآلاتها السالبة غالبا.

وكيف ياترى وضع مسارات للحلول؟

اذا اعتبرنا الخلافات تحديات نتيجة عدم توفر المعلومات كما ونوعا وطمسا لبعض الحقائق بقصد وغير قصد وصنفناها بصورة ممنهجة من خلال المعلومات ومن ثم ذهبنا إلى المؤسسات الدولية والمنظمات ذات الصبغة العلمية والإنسانية التي تجسد قاعدة بنية تحتية صلبة للتوافق والتواصل الإنساني، حينها يمكننا التوصل لحقائق في الأرض والطبيعة والإنسان تفضي لوضع مناهج واضحة للحلول.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق