محمد الصادق:
الدبلوماسى الحصيف والسفير المبدع المقنع الحارث إدريس مندوب السودان الدائم فى الأمم المتحدة الذى قدم أقوى المرافعات عن السودان فى جلسات مجلس الأمن الدولى والامم المتحدة متهما الإمارات بدعم قوات الدعم السريع . قام أمس بتسليم أنطونيو غوتريش الأمين العام للأمم المتحدة ملفا مكتمل الجوانب وبالأدلة القاطعة من مقاطع فيديوهات وتقارير اوربية ولمنظمات عالمية تدين الدعم السريع فى إرتكابه للعديد من الجرائم الموثقة ضد الشعب السودانى وبما فى ذلك مقاطع إغتصاب الحرائر التى بثها جنود المليشيا فى منصات التواصل الإجتماعى وإستباحته للقرى والمدن وحرق اكثر من خمسين قرية فى دارفور ومحاصرته وهجومه على الفاشر والجزيرة وود النورة والهدى وأمدوم وشرق النيل وجبل الاولياء والبقاء فى منازل المواطنين ونهب ممتلكاتهم والعديد من المناطق التى لا علاقة لها بالحرب من قريب او بعيد .
لقد أفلح السفير الحارث إدريس فى تقديم ملف مكتمل الأركان كما ذكرت آنفا وقدم الأدلة والبراهين القاطعة فى تورط الإمارات ودعمها المستمر لمليشيا الدعم السريع والمرتزقة المأجورين . ويكون بذلك قد رمى بالكرة فى ملعب الأمم المتحدة لتقرر ما بين الحق والباطل.
مما لا شك فيه أن كلمة الحق لها مدلولات عديدة فى اللغة العربية منها الصواب والعدل فى الأقوال والأفعال والمواقف . والباطل هو نقيض الحق . والمطلوب من الإنسان صاحب القرار الفصل أن يتحرى الحق دائما وأن يكون من أهله . فبالحق خلق الله السموات والأرض وبالحق أرسل الرسل وأنزل الكتب ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون .
نحن لا نريد من الامم المتحدة ومجلس أمنها الموقر غير الحق الذى يعلو ولا يعلى عليه . فقط كل ما نطلبه هو الوقوف إلى جانب الحق وكلنا نعلم ان للباطل جولة ثم يضمحل وللحق دولة لا تنخفض ولا تذل فالعاقل لا يبطل حقا ولايحق باطلا فالرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل ودولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة . ولذلك لا نطلب من الأمم المتحدة وأمينها العام غوتريش غير الحق ونقول له حق يضر خير من باطل يسر .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .
