مقالات

مدير السجل المدني القضارف يقضي حاجات الناس جلوسا في “ضل الضحى” 

بقلم/ ياسر المساعد:

قبل شهر أو يزيد قادتني الظروف إلى إدارة السجل المدني بالقضارف بحثا عن استخراج شهادات الميلاد للأولاد ، وبداية (دورة مستندية) كاملة بعد أن أضاعت حرب مليشيا دقلو الإرهابية كل شيء نتيجة اقتحامها للبيوت وبعثرة ونهب كل شيء، كل شيء، لذلك ضاعت لأغلب الأسر شهاداتهم وأوراقهم الرسمية بجانب ضياع ذكرياتهم وتفاصيل حياتهم التي هي أغلى من الأثاثات ومحتويات المنازل المنهوبة المكلومة.

قادتني الظروف سالفة الذكر والتي قادت العديد من الأسر لمراكز استخراج الشهادات، لكن في ادارة السجل المدني بالقضارف استوقفني منظر ضابط عظيم يحمل عددا من الشارات في كتفه يجلس على الأرض!أي والله العظيم يجلس في (مصطبة صغيرة) ويحمل أوراقا ويحيط به المواطنين إحاطة السوار بالمعصم، فيقوم بالتوقيع على الأوراق هذا، وأحيانا يوجه مواطنا للذهاب للمكتب الآخر، رغم عظم المشهد وأهميته كيف لضابط بهذه الرتبة أن يجلس خارج مكتبه دون بروتوكولات ويقضي حاجات الناس؟.. ولأني كنت في عجلة من أمري وخلق الإنسان عجولا في شواغله لم اركز كثيرا ولكن بعد فترة علمت أن ذلك الضابط العظيم الذي يقضي حاجات الناس جلوسا على الأرض في (ضل الضحي)  هو مدير السجل المدني بالقضارف  ( العقيد شرطة عامر جماع بربر) ،اي والله إنه المدير بحق وحقيقة، والذي ضرب أروع الأمثال في الإخلاص والتفاني والتواضع لقضاء حاجات الناس.

إن سعادة العقيد عامر الذي لا أعرفه ولا تربطني به أي صلة ولا معرفة شخصية ولم احتاج أن اقضي عنده أمرا، يمثل نموذجا لرجال الشرطة الأوفياء الذين يعملون في ظل هذه الظروف العصيبة لاستخراج مستندات المواطنين وفي بالهم حجم المحن والأهوال التي تعرض لها المواطن بسبب النزوح وضياع كل المستندات.

السعادة عامر عمر الله ديارك ودمت رمزا للتواضع والتفاني والاخلاص وانت بذلك انزلت شعار الشرطة في خدمة الشعب واقعا معاشا يمشي على الأرض دون بروتوكولات ، فلم تمنعك رتبتك ولا الشارات التي على كتفك من خدمة الناس وتلمس احتياجاتهم في الهواء الطلق إيمانا منك بدورك وتصديك لمهامك حتى تكون قدوة لمن يعملون معك وتحت إدارتك وهكذا يجب أن تكون القيادة والإدارة.

العقيد عامر مجهوداتك نتائجها تمشي على الأرض وأهمها رضا المواطن، دمته ذخرا للوطن وللشرطة السودانية.

القضارف الجمعة / 5/ يوليو

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق