مقالات

هل يعقل هذا يا مجلس السيادة ؟

حد السيف

محمد الصادق:

لا أدري من أين ابدأ وماذا أكتب وماذا أقول؟ فالموضوع الذي أتناوله اليوم فيه شئ من الغرابة والظلم، وقد سبق أن حدثتكم عن تعيين مدير مكلف للجمارك فى وجود المدير العام الذى سافر مستشفيا فى الأردن للعلاج من الكلى والذي بعد سفره بثلاثة أيام فقط أصدر وزير الداخلية قرارا بتكيف مدير لتصريف الأعباء فى حين أن المدير قام بالمهمة وكلف نفس المدير بتسيير الأعمال لحين عودته من العلاج وهو الأمر الطبيعى أن يكلف المدير من يراه مناسبا لسير العمل، وبالتأكيد نحن لا حديث لنا فى التراتبية فى العمل ولكننا ننتقد الأخطاء غير المقبولة.

ولكم أن تتخيلوا أن شخصا مريضا سافر للعلاج وقبل أن يبدأ إجراءات علاجه يصدر قرارا بتكليف مدير مكانه ويصبح للجمارك مديرين فى وقت واحد وتخيلوا أيضا الحالة النفسية لشخص مريض قدم كل الممكن وجزء من المستحيل لتظل الجمارك شامخة صامدة تدفع اقتصاد البلاد وتدر الكثير من مخاطر التهريب والمخدرات والسلاح وتجارة البشر وغيرها .

الفريق حسب الكريم المدير العام بعد إندلاع الحرب مباشرة كان أول من وصل لبورتسودان وعمل بكل ما يملك من فكر وخبرة ثرة ولعدم اكتمال الإدارة في ذلك الوقت استعان بعدد من المعاشيين الذين خدموا الجمارك لتعليم الشباب العمل وظل يسهر معهم حتى الفجر وارتفع عائد الجمارك من ١٥٠ مليون إلى ترليونات وسطر الفريق حسب الكريم اسمه بأحرف من نور .

المهم رغم تحمله للمرض تحمل الفريق قرار تعيين مدير فى وجوده، وبحمد الله ودعوات الناس عاد للبلاد معافى يوم الخميس الماضى وبدلا من الاحتفال بعودته مستشفيا وإرسال (الكرامات) له بعثوا له يوم الجمعة أي اليوم الثانى لعودته بخطاب يقول أنت فى إجازة مرضية يفهم منها أنها تشمل ما تبقى له من شهور قبل نزوله للمعاش.

رغم أنه عاد فى كامل عافيته وكان يقرر أن يباشر عمله بعد ثلاثة أو أربعة أيام، ولكن ماذا نقول عن عدم تقدير كل النجاحات والجهد الكبير الذى حققه الفريق حسب الكريم لرفعة الجمارك ، فلا المرض شفع له ولا نجاحاته الضخمة شفعت له .
هل يعقل أن يكون جزاء الإحسان هذا الجحود ونكران الجميل ؟.

صحيح أن العمل فى الحياة لا يتوقف على شخص فلو دامت لغيرك لما آلت اليك . ولكن تقدير الجهود والمعاملة الحسنة هى أبلغ تكريم لأهل العطاء ولكن أن يظلم الشخص بكل ما قدم من نجاحات فهو ظلم فى غير موضعه وهو الجور والتصرف فى ملك الغير .
من أصول الدين الإسلامى محاربة الظلم بشتى صوره ومختلف أشكاله فظلم الناس من موجبات غضب الله تعالى وسخطه فهو الذي حرم الظلم على نفسه وتوعد الظالمين شر وعيد.

ولذلك نتساءل بشدة أمام الإخوة الكرام النبلاء فى المجلس السيادى ما هذا الذى يحدث وهل من يقدم ويعطى بلا من أو أذى يكون هذا جزاؤه ؟؟ وهل الجهة التى أصدرت قرار بقاء المدير العام فى إجازة مرضية هذا من حقها أم من حق الطبيب المعالج أو ( كونسلت الأطباء ) ؟؟ وهل من المعقول أن يتم تسليم الخطاب يوم الجمعة وهو عطلة رسمية وليس يوم عمل ؟
إننا لا نريد لأصحاب السلطة ان يستغلوا سلطتهم ويتسلطون بها على الناس، ولذلك نرى أنه من الضرورة أن يتدخل المجلس السيادى لحل هذه القضية الإنسانية فى المقام الأول قبل أن تكون قضية عمل أو تصفية حسابات إن وجدت فأشد أنواع الظلم أن يلعب الظالم دور الضحية ويتهم المظلوم بأنه ظالم .

قد أعجبنى القول .. إحذر أن يشكوك أحد إلى الله فلن ينته بك الحال حتى يصيبك ما ذاقه منك . وسوف يسألك الله يوما عن مظلوم ظلمته وعين أبكيتها وقلب أوجعته .. فإحذر .
أقول ذلك وأتمنى أن يتدخل الإخوة فى المجلس السيادي لحل هذه المشكلة لكي لا تكون سابقة تتكرر فى مستقبل السنوات .
أقول قولى هذا وأستغفر الله لي ولكم . وغدا بإذن الله نواصل إن كان فى العمر بقية والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق