محمد وداعة:
أهم مخرجات مؤتمر أديس ابابا التحضيرى للحوار السوداني – السوداني والمنعقد في الفترة من ( 10 – 15 ) يوليو الجارى برعاية من الالية الرفيعة ، هذا الاجتماع الذى حضرته (15) كتلة و كيان وحزب من جملة (20) جهة ، في غياب تقدم والحركات غير الموقعة والجذريين والبعث الأصل، جاءت فى نقطتين تتعلقان بمكان وزمان بداية الحوار.
وكان الاتفاق بالإجماع على انطلاق الحوار بعد وقف اطلاق النار استنادأ على اتفاق جدة، وأن يكون الحوار داخل السودان.
يلاحظ أن المؤتمر قدم رؤية لتقسيم الحوار على مرحلتين ، الأولى تعنى بالقضايا العاجلة والتي تتعلق بإنهاء الحرب بما يضمن الوصول لجيش قومي واحد أساسه القوات المسلحة، والاتفاق على مهام المرحلة الانتقالية ومدتها ، والأساس الدستوري الذى يحكمها وتحديد اختصاصاتها وفي مقدمة ذلك إنهاء الحرب وعودة النازحين واللاجئين واستعادة الخدمات والبدء في بناء ما دمرته الحرب ،
تختص المرحلة الثانية بقضايا تحقيق السلام الشامل وبناء الدولة واستكمال الأجندة الرئيسية للمؤتمر الدستوري.
لم يحظ السودان منذ استقلاله بدستور دائم يحقق ويحمي تطلعات السودانيين فى حكم ديمقراطي يمكن من خلق استقرار وتداول سلمي للسلطة يحقق التنمية المتوازنة ويحدد دور الدولة فى دعم الفقراء والاتفاق على برنامج اقتصادي تتحقق من خلاله دولة الرعاية الاجتماعية وبرنامج قومي لتقليل حدة الفقر والتنمية المتوازنة.
كل الدساتير المتعاقبة سواء كانت في ظل حكم مدني أو عسكري، حملت صفة (الانتقالي)، وعلى الأقل قامت ثلاث ثورات اعقبتها دساتير انتقالية و مراحل انتقالية انتهت جميعا إلى الفشل وتسليم أو استلام السلطة مرة أخرى بواسطة الجيش، ولم تكن الوثيقة لسنة 2019م استثناءا. هي الأخرى تعرضت للخرق والاختراق وانتهى الصراع حولها الى انقلاب 25 أكتوبر 2021م ، الوثيقة الدستورية نصت بوضوح على انشاء مفوضية للدستور و عقد المؤتمر الدستورى بمشاركة كل السودانيين ، كل الوثائق التى تبنتها القوى السياسية نصت على قيام المؤتمر الدستورى ، قوى الاجماع الوطنى و قوى نداء السودان ، كل اتفاقيات السلام ، اعلان قوى الحرية و التغيير ، الوثيقة الدستورية 2019م و اتفاق برهان – حمدوك الموقع فى نوفمبر 2021 م،
من اهم الاجندة المقترحة للمؤتمر الدستورى (مفوضية صناعة الدستور ، كتابة الدستور الدائم باتفاق كل السودانيين ،تحديد نظام الحكم ( برلمانى ، رئاسى ، مختلط )، كيف يحكم السودان ( فيدرالى ، اقليمى ، ولائى ) ، علاقة الدين و الدولة ، الثروة و السلطة ، قضايا السلام المستدام ، النظام الاقتصادى ، الحقيقة و المصالحة ، العدالة الانتقالية ،الاصلاح السياسى (الأحزاب) ، الاصلاح الامنى و العسكرى، النظام الانتخابي و مفوضية الانتخابات، الممارسة البرلمانية، دور النقابات .. و قضايا رئيسية اخرى حسبما تقرر اللجنة التحضيرية ) ، و يأتى ذلك بعد الاتفاق على لائحة تنظيم اعمال المؤتمر ( الزمان و المكان ،الاجتماعات ، آلية اتخاذ القرارات ) ، اللجنة التحضيرية يمكن تكوينها عبر ورشة تشارك فيها الاطراف الرئيسية ، او بالتوافق ، وان تكون مستقلة و محايدة ،
هذا المؤتمريجب أن يحظى بمشاركة كل مكونات السودان العرقية والقومية والدينية والثقافية، القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى ، و الحركات المسلحة غير الموقعة على سلام جوبا ،بما فى ذلك الاسلاميين غير المطلوبين او المتهمين فى قضايا جنائية دون اقصاء لاى احد باستثناء مليشيا الدعم السريع ، فهى غير مقبولة شعبيآ ، و لا يمكن ان تكون طرفآ فى اى ترتيبات سياسية ، الجرائم و الانتهاكات التى ارتكبتها مليشيا الدعم السريع و استعانتها بالمرتزقة من دول الجوار و ارتهان قرارها لجهات خارجية جعلت منها التناقض الرئيس ، بحيث لم يعد ممكنآ التعايش معها مرة اخرى ، و مصيرها الفناء أو (التفكيك) سلما أو حربا، وهذا ما يجرى الان ،
مخرجات هذا المؤتمر يجب ان تعبر عن اجماع السودانيين على مشروع وطنى لبناء الدولة السودانية ، يتمخض عنه دستور دائم يتم الاستفتاء عليه ليكون عقدآ و تعاقدآ بين جميع اهل السودان ،
21يوليو 2024م