مقالات

دولار لإعمار الدمار

حد السيف

محمد الصادق:

وللأوطان فى دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق

مما لا شك فيه أن وطننا الحبيب العزيز الغالى يعيش اسوأ حرب شهدها التاريخ القديم والحديث وكما ذكرت مرارا وتكرارا هى حرب شبه عالمية تشارك فيها أكثر من سبعة عشر دولة بمأجوريها ومرتزقتها . دمرت فيها البلاد تدميرا ممنهجا وأنتهكت فيها الأعراض وقتل المواطنين وشردوا من ديارهم ونهبت أموالهم وممتلكاتهم وأغتصبن الحرائر والهدف هو التغيير الديموغرافى بتهجير أهل السودان وإستبدالهم بعرب الشتات لنهب ثروات البلاد وبيعها لدول الشر والإستكبار .
من أوجب واجبات المواطن الزود عن حياض الوطن والتضحية بالنفس والنفيس لأجل تطهير البلاد من الإعتداء الغاشم الذى تقف ورائه أمريكا وإسرائيل وتدعمه بالعلن الإمارات . ولذلك لابد لنا من مراجعة الكثير من المواقف والمفاهيم التى ترسخت لدينا فى علاقتنا بالوطن والمواطنة ومعنى الإنتماء والولاء والتضحية بكل ما تحمل الكلمة من معان نبيلة وسامية .
المغتربون كما نعلم يمثلون محور الإرتكاز للشعب السودانى . فهم الذين يحملون همومهم وهم الوطن ويدعمون الأصدقاء والأهل ويقتسمون معهم نصف أموالهم . وهو ما يعنى أن المغترب السودانى يعيش مع البلاد والعباد بأحاسيس جياشة وحب عميق ووطنية لا تحتاج لمن يزايد عليها .
نعلم جيدا ان المغترب الذى يقدم كل شئ لأجل الوطن لا يجد ما يقابل ذلك من خدمات وتسهيلات يجب أن تقدم له نظير ما يبذل من جهد ودفع للضرائب والمبالغ الطائلة لخزانة الدولة . ورغم كل ذلك نقول للإخوة والأخوات المغتربين فى بلاد المهجر أن البلاد تحتاجكم فى هذه المرحلة تحديدا أى مرحلة ما بعد الحرب . ولذلك نأمل أن يعمل المغتربين بمبدأ شعار (دولار لإعمار الدمار ) بمعنى أن تنشأ صناديق فى كل سفارة من سفاراتنا فى الخارج تكون لها لجان تضم المستشارين الإقتصاديين ورؤساء الجاليات وممثل لأكبر التنظيمات الإنسانية فى الدولة المعنية بالإضافة لمسؤلى الشؤون المالية بالسفارات وممثل من الشرطة وكذلك جهاز الامن الإقتصادى . ويفرض على كل مغترب أن يدفع دولارا واحدا من كل معاملة تحددها اللجنة . كما تكون هنالك صناديق لدعم المجهود الحربى وإعمار الدمار فى كل ميناء بري او بحرى أو جوى داخل السودان ويدفع فيه كل مغترب عائد نهائيا أو فى إجازة دولارا واحدا فقط لا غير .
صحيح أننا نعلم جيدا ما يقع على عاتق المغتربين من أعباء وبالمقابل لا يجدون مقابل ما يقومون به من جهد توفير فى الخدمات التى ترضى تطلعاتهم . ولكننا نتعشم فى وقوفهم إلى جانب الوطن فى هذه المرحلة الحساسة التى يجب أن نساهم فيها جميعا كلا من خلال موقعه وبعدها بمشيئة الله لكل حادثة حديث . وفى هذا الإطار أفتح الباب للنقاش من خلال هذه المساحة منتظرا آراء الجميع للمزيد من الحوار والوصول لما فيه خير سوداننا العزيز . واخيرا أعلم تماما ان هذا الحديث سيكون له ما بعده بإذن الله بيانا بالعمل.
بلادى وإن جارت على عزيزة
وأهلى وإن ضنوا على كرام
وعلى قدر اهل العزم
تأتى العزائم .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق