مقالات

لماذا تريد الحركات أن تكون طرفا فى المفاوضات ؟

حد السيف

محمد الصادق:

الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات ومحمد كاكا رئيس دولة تشاد وصلا إلى مدينة العلمين فى الشقيقة مصر وإستقبلهما الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لإستضافة قمة رباعية تضم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى القائد العام للقوات المسلحة وذلك لوقف الحرب فى السودان . والفريق اول ركن البرهان ربما يصل مدينة العلمين صباح اليوم الأربعاء للإنضمام للرؤساء الثلاثة .

بالرغم من تحفظاتنا على حضور الإمارات كطرف فى اللقاء ولأسباب يعرفها كل العالم إلا اننا نحترم وجهة نظر قيادة الدولة التى تحدد المسار وخارطة الطريق . ولكن لابد لنا ان ندلى بدلونا فى هذه القمة الرباعية شهادة لله والتاريخ . ونقول ان أية حوار يفضى لأن يعود الدعم السريع هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا . خاصة بعد كل الجرائم التى إرتكبها وشهد عليها العالم وكبرى المنظمات العاملة فى حقوق الإنسان . كما أن أي حديث يخرج عن مفاوضات جده أيضا غير مقبول. هل يعقل ان يتم الإتفاق على مفاوضات ولا يزال الدعم السريع يرتكب الجرائم ويقتل ويغتصب ويحتل منازل المواطنين ؟ كل تلك الأشياء لابد أن تكون فى الحسبان وتطرح فى المبادرات واللقاءات إن كانت فى مصر او جنيف أو السعوديه أو غيرها من الدول .

بالأمس القريب أصدرت الحركات المسلحة الموقعة على إتفاق جوبا لسلام السودان بيانا ترفض فيه أى مبادرة تتحدث عن طرفين فقط للحرب أو تعيد الدعم السريع . فى تقديرى هذا الموقف من البيان الذى أصدرته الحركات المسلحة غير منطقي لأن هذه الحركات مجتمعة تعمل جنبا إلى جنب مع الجيش وتعمل تحت إمرة القوات المسلحة التى تمثل كل الحركات . فلماذا تريد أن تكون طرفا ثالثا فى كل المفاوضات والمبادرات واللقاءات طالما الجيش يمثل كل الحركات فى كل المنابر ! ولو كان هنالك ما نؤكد عليه فى بيان الحركات هو عدم إعادة الجنجويد للمشهد السودانى من جديد وهو رأى الشعب السودانى .
عليه إننا نرى أن أي لقاء سياسى او مبادرة لابد لها من مراعاة عامل الوقت الذى أصبح مهما جدا مع تمدد المليشيا وتوسعة رقعة أماكن سيطرتها وإنتهاكاتها . ولابد لنا أن نأخذ فى الحسبان حالة الإحباط التى أصابت الشعب السودانى بسبب ما يراه من عدم إستخدام القوة الكاملة للجيش ضد الجنجويد .
على العموم لو قدر للبرهان حضور القمة الرباعية لابد له أن يقف عند الثوابت ويخرج منتصرا للسودان وهو مرفوع الرأس خاصة أنه أكثر قائد حظى بوقوف الشعب السودانى خلفه وقفة رجل واحد .
شعبك أقوى وأكبر ..
مما كان العدو يتصور
أرواحنا دماهم هانت
لإرادة شعب وكانت
وهبوها بطيبة خاطر
ومعالم الزين إزدادت
تشفى جراحنا . رمز كفاحنا
ضد الغصب المستهتر يا
بلادى …
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق