مقالات

وداعا محمود “المحمود”

حد السيف

محمد الصادق:

اليوم يقف القلم عاجزا وتشرد الكلمات بين السطور ولا أدرى ماذا أكتب وماذا أقول ! فقد نعى لي الناعى رحيل الفقيد الأخ العزيز والصديق الصدوق البروف محمود سر الختم الحورى وزير التربية والتعليم الإتحادى الذى كان آخر تواصل بيننا يوم الأربعاء الماضى وهو فى قاهرة المعز يعمل بكل جد وإجتهاد لإعادة إفتتاح المدارس السودانية بعد توفيق الأوضاع والضوابط والشروط المتبعة . ولكن الناس للموت كخيل الطراد ..
الموت نقاد على كفه
جواهر
يختار منها الجياد
ويمضى
إن رثاء فقيد عزيز وغال يكون صعبا نظرا للمكانة التى كان يتقلدها بيننا فى حياة كانت حافلة بالبذل والعطاء والعمل المتواصل رغم المرض والظروف ومحمود ( المحمود ) سيرة عطرة وبلاغة فى الحديث وأدب جم رحل كالنسمة العابرة ليترك فى دواخل كل من عرفه جرح غائر وحزن عميق وفراقا مرا وصعبا للمكانة التى كان يتقلدها والعلاقات الحميمة مع الجميع . إننا لفراقك يا حورى لمحزونون .
لقد فقد السودان أحد أبنائه البررة الصادقين ومحمود قدم كل الممكن وبعض المستحيل وبقى على كل لسان حبا وشكرا ووفاء ولا نقول إلا ما يرضى الله إنا لله وإنا اليه راجعون .
الآن أصبح فقيدنا العزيز بين يدى عزيز مقتدر . اللهم إنا نستودعك روحا جميلة وجسدا طيبا أخذته إلى جوارك . اللهم لا تمسه إلا رحماتك ولا تذيقه إلا نعيمك وأرضى عنه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة .
يا عين مهما كنت ذات
جمود
فلأبكينك دما على محمود
ولأمطرنك من الدموع
سحائبا
تروينها من كفه فى الجود
لقد فقد السودان أحد أبنائه البررة فنعزى أنفسنا ومجلسى السيادة والوزراء والمعلمين والمعلمات وطلابه من الأجيال المتعاقبة سائلين الله أن يبدله دارا خير من داره . وأهلا خير من أهله ويغسله بالماء والثلج والبرد ويصبر أبنائه وأسرته المكلومة . فوداعا أخى محمود إلى جنات خلد عرضها السموات والأرض بإذن الله . فأنتم السابقون ونحن اللاحقون .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق