حوارات وتحقيقات

الكوليرا والعمى يهددان حياة الناس بنهر عطبرة فهل من منقذ؟

الأتبراوي- حسن حميدة :

“أكان ما فارقتك يومين معناها دايرة توديك” العبارة نطق بها أحد مواطني الأتبراوي خلال مشاركته في حديث عن الكوليرا التي ظهرت في قرى ومناطق نهر عطبرة التابعة لمحليةالدامر ولاية نهر النيل.
وبعد رحلة خمس ساعات على متن عربة بوكس و(البكاسي) ه‍ي المواصلات المتوفرة هنالك- نقل لنا المزارع صديق أحمد قسم السيد نبأ وفاة أحد المزارعين جراء الكوليرا وكان يقول: “الزول دا كان نصيح وكان بفتش للكرك قبل ما يجيهو الاسهال” وفي أيام زيادات العطبراوي طالت إصابات الاسهالات ثلثي المزارعين والعمال فهرعوا لالتقام الحلبة وبلعها دون ماء وقد نقل أحد المزارعين نبأ وفاة أحد العمال الصغار من بين شتالي البصل.
وسمعنا أن بعض أهل القرى يقدمون الطعام للضيف بعد أن يغطوا وجوههم جيدا ثم يبعدون عنه بسرعة حذرا من أن يعديهم إن كان مصابا بالكوليرا.
ومن الفرقان والقرى البعيدة حتى منطقة سيدون يتكلم الناس عن اصابات ووفيات الكوليرا.
وقد لاحظت واشتممت رائحة كريهة في كوب الماء وفي البرميل وفي الجداول عندما فاض العطبراوي إثر اندياح مياه كثيرة فيه ليل الخميس ٢٩أغسطس الماضي قيل إنها منسربة من منطقة حلفا الجديدة مما يعني أنها كانت مخزنة في خزان خشم القربة وانطلقت إلى العطبراوي جراء زيادة حصة المياه به بسبب الأمطار.
ومن منطقة العقيدة سمعنا أن أحد العمال الصغار (شتال) أصيب في عينيه وتطورت إصابته فأصبح اعمى مما دفع بقية الشتالين للهروب فورا خوفا من العمى.
وتعاني كثير من ارياف وقرى العطبراوي من انعدام المستشفيات بل وحتى المراكز الصحية والشفخانات وحتى القليل منها يفتقر إلى الأدوية الإسعافية والكوادر الطبية لإنقاذ المنطقة من الكوليرا قبل أن يستشري الوباء فهلا أسرعت الجهات المسؤولة والمنظمات الطوعية لمنح جرعات لإسعاف المصابين ووقاية المواطنين والمزارعين والعمال؟.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق