مقالات
أهلي بين حربين يا حكومة
بشرى الصائم:
مرض الكوليرا يصنف من أمراض القائمة (أ) لخطورته الكامنة فى سرعه انتشاره وتفشيه وسط المواطنين. محلية بربر بولاية نهر النيل، لم تتعافى من الكوارث التى وقعت عليها من سيول وأمطار أدت لانهيار مئات المنازل ومرافقها الصحية البلدية مما خلق بيئة ملائمة لتفشي وانتشار مرض الكوليرا وسط مناخ خصب لتوالد الذباب الناقل الرئيسي للوباء.
تردى البيئة الصحية بفعل الخريف مع عدم توفر خدمات الرعاية الصحية العامة من مكافحة للوبائيات بالرش وحرق للنفايات
يعود للقصور فى متابعة الأداء والمراقبة وتوفر المبيدات.
ظهرت أولى حالات الكوليرا في ٢٠٢٤/٨/٢٢ وتواصلت فى تزايد مستمر ليتراوح العدد ما بين ١١ إلى ٢٥ حالة في اليوم.
وصلت الحالات إلى٤٠٠ حالة خلال ٢٧ يوما بمعدل ٢٠ حالة يوميا وبلغت الوفيات ٧ حالات بنسبة تصل ٣% مما يطمئن بأن نسبة التعافي بين المرضى عالية.
الحالات المسجلة وفق الاحصائيات
تؤشر لارتفاعها إذا وضعنا في الحسبان الحالات الصامتة أى المسكوت عنها ولربما تصل إلى ضعف العدد، نتيجة لجهل المواطن بمرض الكوليرا وبخطورته مع تدني الوعي فى التعامل معه واعتباره حالة من حالات الاسهالات المائية ليتم أمر معالجته عبر الأدوية البلدية.
كثير من الأسر تعتبر المرض وصمة اجتماعية، ما يؤكد ضعف الوعي الأمر الذي يتسبب في وصول الحالات للمستشفيات في مراحلها المتأخرة.
تعدد ظهور حالات ما يسمى (بالسكندري كيس) أى الحالات المتكررة في المنزل الواحد بعد أن تتبع كل الخطوات الاحترازية من تطهير وتعقيم لمنزل الأسرة المصابة.
الوحدات الإدارية التي تشهد ارتفاعا في أعداد المرضى ( الوحدة الإدارية للمدينة- الوحدة الإدارية العبيدية والفاروق- الوحدة الإدارية غرب بربر).
الوصول للمنحنى الوبائى للمرض يتم عبر مجهودات الجهاز التنفيذي والجهد الشعبي من تجهيز لعنابر العزل بكامل احتياجاتها وكوادرها، وقد وعد المدير التنفيذى بتوفير ميزانية مفتوحة لمقابلة الوباء والقضاء على آثاره.
لا بد من تفعيل دور لجنة الطوارئ بتواجد يومي مع توفير خط ساخن لتلقي بلاغات المواطنين ودعمها بالشعبيين.
المطلوب الآن تكثيف أعمال النظافة العامة بالرش بالمبيدات وتطهير وكلورة مياه الشرب مع قفل أسواق المحلية الرئيسية وأسواق الذهب والجمارك ليوم واحد بالتتابع، وتكثيف حملات النظافة والتطهير بها.
مشاكل وصعوبات تواجه المحلية بسبب ندرة وانعدام المعينات الطبية فى الأسواق و دخولها للسوق الأسود عبر تجار الحرب كحوجه آنية ( دربات، مبيدات، مطهرات، حوامل دربات، أسرة وأدوية علاجية).
كبرى عقبات المعالجة عدم الوعي في التعامل مع المرض وإدراك خطورة انتشاره يفرض على الجهازين التنفيذي والشعبي دورا مشتركا في القيام بنشر الوعي عبر قيام لجان طوارئ بالأحياء قوامها الشباب للمتابعة ورفع تقارير يومية للجنة طوارئ المحلية.
من أسباب تفشي المرض ضعف المناعة والمقاومة عند المواطن لقلة توفر الغذاء الصحي فى حده الأدنى للأسرة نتيجة الفقر.
انتشار الوباء يفرض تخصيص عنابر
للعزل بكل من غرب بربر، الباوقة،
جنوب وشمال بربر. وقد أشار رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، عندما حل الطاعون، لأهمية العزل بالابتعاد عنه وعدم نشره بالخروح من أرضه.
نخلص بقولنا إلى:-
السيد/ وزيرة الصحة الاتحادي، أنت المسؤول الأول عن صحة وسلامة ورعاية المواطن أمام ربك وشعبك.
السيد/ والي نهر النيل ولجنته الأمنية: الولاية انتشر بها الوباء وتقع تحت قانون الطوارئ
( سلامة وأمن المواطن تأتي من أمن ورعاية صحته) واليوم الحرب حربان تواجه مواطن الولاية.
السيدة/ وزيرة الصحة بولاية نهر النيل، انتي أمام امتحان تجاه من تتولين أمر رعاية صحتهم.
السيد/ المدير التنفيذي لمحلية بربر، وجه كل إمكانيات المحلية لمحاربة الوباء ونحن معك.
أهل بربر أصحاب الوجعة بالداخل والخارج اليوم يوم حوبتكم وقد مس الضر أهلكم،
فهم يحتاجون دعمكم ماديا وعينيا بالمعينات، و تسخير علاقاتكم في تقديم المساعدات لدرء كارثة الوباء
التي حلت بهم.