مقالات

نكهة الجسر الجوي.. طيب ما تقرض

صوت القلم

د.معاوية عبيد:

تقول إحدى الروايات القديمة أن واحد بلدياتنا زمن كانت الناس بتأكل الكسرة والعصيدة فقط اما الخبز ( الرغيف ) فقد كان يتناوله الخواص من أعيان البلد وبعض الموظفين و هو يوضع في صينية الوجبة نظام الوجاهات وكده، المهم بلدياتنا دا مشى السوق وجعان شديد و عينه ما تقع إلا على طاولة ( الرغيف ) التي تم وضعها امام دكان الحلواني ، وهو الوحيد الذي كان يبيع ( الرغيف ) في السوق ، وطبعا هذه الطاولة توضع من الصباح وحتي وقت خروج الموظفين نهاية الدوام حتي تخلص هذه الطاولة ، بلدياتنا اتسمر امام الطاولة وبدأ يحرك في لسانه و لعابه يسيل ويتحرك يمنة ويسري أمام الطاولة ، اها خرج عليه صاحب الدكان أو صاحب طاولة الرغيف وهو مستغرب من تصرفاته وفجأة سأل بلدياتنا ، ماذا تريد ؟ بلديتنا كان مركز مع الطاولة و يمني نفسه بأن ( يقرض ) ويتذوق نكهة هذا الرغيف الكبير الحجم ولذيذ الطعم و لكن هيهات ما باليد حيلة (انخلع ) بلدياتنا من السؤال وفجأة رد علي صاحب الرغيف بسؤال آخر ، يا حاج الرغيف دا حقك !! فأجابه صاحب الرغيف ، نَّعم ، فما كان من بلدياتنا الا وأن قال له طيب ما تقرض.
طالعت بعض الاعمدة و قد كتب أحدهم عن نكهة الجسر المصري و ما يحتويه الجسر المصري من مواد ( تكفكف دمعة المفجوع) وما بها من مواد كبيرة وكثيرة ومنفخة ولذيذة لذة رغيف ( صاحبنا ) وتحدث صاحب المقال عن متانة العلاقة بين البلدين و ماقدمه المصريون من مساعدات لنجدة هذا الشعب الطيب من نكبته ، و تحدث صاحب المقال عن الأخوة وهذه اصالة الأخوة والاشقاء، اقول لكاتب المقال شكرا لك وشكرا لكل الدول الصديقة و الشقيقة التي قدمت جسورا من الدعم منذ اندلاع هذه الحرب اللعينة وشكرا لكل من وقف مع الشعب السوداني في محنته حتى ولو بكلمة طيبة أو جرعة ماء، لكننا كوافدين تجدنا اخي لم نتذوق نكهة تلك الجسور حتى تاريخ هذه اللحظة، وتجدنا نقف امامها كما وقف بلدياتنا أمام طاولة الرغيف لكن لسان الحال غلب، ونقول ( طيب ما تقرض )،سنتذوقها فاكهة وأبا ولكن من أخذها أو وضعها في غير مكانها سيتذوقها علقماُ و سيصلون سعيرا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق