حوارات وتحقيقات

قوى سياسية سودانية تدعو لتشكيل حكومة مدنية تنهي الحرب وترعى الحوار

بيان لثلاث كتل سياسية حول الراهن السياسي السوداني

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حول الراهن السياسي السوداني
ابعاد المؤامرة:
يوم بعد آخر، تتكشف خيوط المؤامرة على بلادنا، وتتضح ابعادها الاقليمية والدولية، وأهم مظاهرها، استماتة حكام الامارات في تنفيذ مشروع احتلال السودان والسيطرة على موارده، حتى وان ادى ذلك الى تفكيك البلاد وتقسيمها الى دويلات متناحرة، وفى المقابل توحد الشعب السوداني دفاعا عن الدولة ومؤسساتها، وفى مقدمتها القوات المسلحة على اساس شرعيتها القانونية والدستورية وقيامها بواجب الدفاع عن البلاد وسيادتها ووحدتها، وتدافع مئات الالاف الى الانخراط في المقاومة الشعبية والاسناد المدني. لقد اظهر الشعب السوداني تضامنا وتكافلا أذهل العالم تمثل في انتشار (التكايا) واطعام مراكز الايواء والنازحين في طول البلاد وعرضها.
يوما بعد اخر تتهاوى سردية الحرب، ومبررات قيامها، من قلة قليلة من ابناء بلادنا، انحازوا للمليشيا والمخططات الاجنبية والارتماء في احضان الخارج وحكام الامارات في ذلة و خنوع لم يشهد تاريخ الخيانات والعمالة مثيل له، منتظرين انكسار ارادة الشعب السوداني وجيشه ليعودوا للحكم على جماجم بنى جلدتهم و لكن خاب ظنهم ، وفضحت المليشيا ادعاءاتهم بإسرافها في قتل السودانيين ونهبهم و احتلال بيوتهم ، وتخريب المرافق الخدمية العامة والخاصة ، واختطاف واغتصاب النساء وبيعهن في اسواق النخاسة، وارتكاب كل الجرائم والانتهاكات ، وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.
دور الامارات:
بتشجيع من الإمارات رفضت مليشيا الدعم السريع المتمردة تنفيذ اتفاق جدة (11 مايو 2003م)، واستمرأت الايغال في العدوان بعد تلقى شحنات الاسلحة الاماراتية عبر مطار ام جرس، وتدفق الاف المرتزقة الذين جندتهم الامارات من دول الجوار، مما مكن المليشيا من توسيع دائرة الحرب واستباحة القرى والمدن في الجزيرة وسنار وارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات في حق المدنيين، وحاصرت الفاشر وهاجمتها عشرات المرات بهدف اسقاطها، واتخاذها قاعدة انطلاق لمهاجمة الاقليم الشمالي، والمساومة على اقامة سلطتها في دارفور. هذه الاحلام والاوهام تبددت بفضل صمود الفاشر وتماسك القوات المدافعة عنها، وفى كل محاور القتال.
ايقاف الحرب:
منذ اتفاق جدة، ظلت مبادرات ايقاف الحرب تراوح مكانها، ولم تقم الدول الراعية للاتفاق بممارسة الحد الأدنى من الضغط على المليشيا لتنفيذ الاتفاق، ولم يستطع مجلس الأمن فرض قراره بعدم مهاجمة الفاشر، في تواطؤ واضح وانسجام وإذعان لأجندة الإمارات وسعيها لاحتلال السودان.

وجاءت جنيف بهدف التنصل من التزامات اتفاق جدة والاصرار على وجود الإمارات في المفاوضات في إشارة واضحة لعدم مراعاة مشاعر السودانيين الذين يرون في الامارات الراعي الرسمي للحرب، غير عابئين باعتراض الحكومة السودانية على وجودها وسيطا لاشتراكها المباشر في العدوان على البلاد.
الوضع الإنساني:
جلبت الحرب أوضاعا كارثية على بلادنا جراء عدوان المليشيا ونهب مخزون الغذاء واتلاف المصانع والمزارع وسرقة مدخرات المواطنين، وتسبب نزوح الملايين في فقدانهم لوظائفهم مع ارتفاع تكلفة المعيشة والتعليم والعلاج، وطور اهل السودان أنماطا مختلفة في التضامن والتعايش، وصبر اهل السودان على الأذى وشظف العيش.
ظل موضوع المساعدات الإنسانية مدخلا لمن يريدون استغلاله لتأجيج الصراع، والتدخل في شؤون بلادنا الداخلية، إلا أن الحكومة أصدرت موافقتها على 8 معابر ن ومع ذلك ظل أصحاب الغرض مصرين على معبر أدري فقط، وبعد أن أبدت الحكومة موافقتها عليه، لم نر إلا شاحنات تحمل الأسلحة تحت مظلة منظمات دولية مشبوهة، تظل أبواب السودان مفتوحة لتقبل العون من المجتمع الدولي دون شروط إلا ما يتعارض مع سيادة البلاد وحمايتها من تهريب السلاح للمليشيا.

العملية السياسية:
1/ مؤتمر القاهرة:
على الرغم من نجاح الخارجية المصرية في عقد اوسع مؤتمر ضم ابرز الفرقاء، جاءت النتائج أقل من المتوقع، و يرجع ذلك الى عدم اكتمال التحضير والتشاور بصورة كافية، وإصرار الفريق الذي يمثل (تقدم) على أجندته التي تسببت في الحرب، وعدم الاعتراف بقيمة المحافظة على الدولة السودانية والإبقاء على مؤسساتها، فضلا عن رفضه إدانة انتهاكات وجرائم مليشيا الدعم السريع واعتبارها جزءا من الحل، ومع ذلك فان فرص مصر في تحقيق حوار سوداني – سوداني لا تزال وافرة و مرجوة، و من جانبنا نجدد ترحيبنا بالجهود المصرية الهادفة لجمع الفرقاء السودانيين على طاولة الحوار ، خاصة و ان مصر تحملت افرازات الحرب واستقبلت اكثر من مليون سوداني وكانت خير معين للشعب السوداني في مواجهة وتخفيف آثار الحرب، كما نرحب بمبادرات دول الاقليم الهادفة الى انهاء الحرب وجهودها في اغاثة المتأثرين بالحرب وفي مقدمتها دولة قطر، المملكة العربية السعودية ودولة الكويت.
2/ الاتحاد الأفريقي – الآلية الرفيعة:
وسط رفض (تقدم) الاستجابة لدعوة الآلية الرفيعة للمؤتمر التحضيري للحوار السوداني – السوداني الشامل، لبى الدعوة (اغلب الدعويين)، وقدموا رؤية تحضيرية شاملة للحوار واجندته وادارته ومكان انعقاده بعد وقف إطلاق النار، وفى خطوة غير مألوفة تم تجديد الدعوة لمجموعة (تقدم) والتي فشلت في تقديم رؤية للحوار، وانسحاب بعض الدعويين، ومع ذلك تظل مساعي الاتحاد الأفريقي محل ترحيب وتقدير.
اننا نؤكد مساندتنا لموقف الحكومة بعدم الذهاب الى جنيف دون استصحاب ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة، وبلا شك فإن موقف الحكومة من رفض وجود الامارات في جنيف كان موقفا صحيحا وجد ارتياحا ومساندة من الرأي العام السوداني، وعليه فأننا نؤكد على ان أسي مفاوضات يجب ان تستند على اتفاق جدة وتنفيذ بنوده وخاصة ما يتعلق بخروج المليشيا من منازل المواطنين واخلاء المرافق الخدمية ومغادرة المناطق التي استباحتها بعد مايو 2023م.
المساعي الامريكية:
لا خلاف ان المصالح الامريكية هي الدافع الاساس لتحركاتها المحسوسة لعمل اختراق في جهود حل الازمة السودانية، ومع الاعتراف بذلك الا ان أي مساهمات في الحل لن تجد القبول اذا تجاهلت مصالح الشعب السوداني في الحفاظ على الدولة واستقلالها وسيادتها، وقد حان الوقت للإدارة الامريكية ان تتبع القول بالعمل و ان تسهم في مراعاة الحفاظ على حقوق السودانيين وفقا للقانون الدولي وشرعية القرارات الدولية، و في هذا الاطار ندعو الادارة الامريكية الى الالتزام بالقوانين الامريكية في توصيف الارهاب و العدوان، وان تراعى ابجديات ومبادئ القانون الدولي الإنساني، و من نافلة القول ان تتخذ الاجراءات الكفيلة بمنع وصول السلاح الأمريكي عبر الامارات للمليشيا، هذه مسؤولية انسانية و قانونية.
الحوار السوداني – السوداني:
إن ما يمر به السودان من تكالب إقليمي ودولي، اتخذ من المليشيا أداة لإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للمنطقة، يحتاج إلى اصطفاف وطني لكافة القوى السياسية السودانية واتفاقها على ضرورة وحتمية إفشال المشروع التفتيتي – الاستيطاني والذي تقف من خلفه دولة الامارة العربية لتنفيذ مخططاتها الساعية إلى السيطرة على موارد الدولة السودانية ومنافذها البحرية و تحقيقها لأهداف مشروع القرن الافريقي الكبير المنبثقة من مشروع الشرق الأوسط الجديد ولذلك وجب على كل القوى السياسية والمدنية والأهلية التوافق على مشروع وطني يقوم على أساس الثوابت الوطنية في الحفاظ على مصالح البلاد العليا ووحدتها وسيادتها ، والامتثال بصورة عاجلة لمبادئ دستورية تمكن من تكوين حكومة مدنية تعمل على انهاء الحرب ورعاية الحوار وتحقيق الأمن والسلام وبناء ما دمرته الحرب، ورتق النسيج الاجتماعي عبر عقد اجتماعي جديد، ومشروع وطني للدولة السودانية يحظى برضى واتفاق كل أهل السودان، تمهيدا للانتقال إلى مرحلة العدالة والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية في وجود جيش وطني واحد وتعزيز الحق الحصري للقوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى في احتكار حمل السلاح دفاعا عن الأمن والاستقرار و السلام وحفاظا لوحدة السودان.
– تحالف الخط الوطني
– تنسيقية العودة إلى منصة التأسيس
– قوى الحراك الوطني
23 سبتمبر 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق