أخبار وتقارير

قصص وحكايات لمبادرات شبابية لسودان ما بعد الحرب في مؤتمر السودان يتحدث بكمبالا

كمبالا- تقرير/ حنان الطيب:

شهدت العاصمة اليوغندية كمبالا فعاليات مؤتمر السودان يتحدث (قصص من الأرض) في نسختة الثانية لمنظمة كونترباند بالشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بمشاركة واسعة للمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني السودانية بكمبالا، وجمع غفير من السودانيين وغير السودانيين المهتمين بقضية السودان.
واستعرض المؤتمر سبع مبادرات شبابية ملهمة من واقع الحياة خلال الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد من حروب وقتل وتشريد ودمار واغتصابات وتعطل عجلة الحياة وتوقف الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها، بجانب التطرق للآثار المستقبلية السالبة وبناء سودان جديد ، هذا وقد وجدت تجاوبا وإشادة كبيرة من الحضور ، وذلك بمشاركة عدد من الشباب من الجنسين، هم إيلاف الناير, باحثة في معرفة البيانات وتقاطع التكنولوجيا والسياسات العامة، وائل مرحوم ناشط ومؤسس مشارك لمراكز البراري التعليمية، عبلة صالح ناشطة وباحثة و عضوة في مبادرة ” انقذوا الجنينة” وتوفير البيئة الآمنة والمساحات الصديقة للطفل بمعسكر أدري للاجئين ، تشاد. ود. أصالة صلاح، ناشطة نسوية وباحثة ومتطوعة في مبادرة مستشفى النو، نادين السِر ناشطة إعلامية وصانعة أفلام، تنزيل آدم, أختصاصية صحة ناشطة وفنانة، إبراهيم الصافي صحفي ومتطوع في مبادرات الخدمة المدنية.

التغيير المجتمعي
وقال الأستاذ احمدالطيب دفع الله،  مؤسس منظمة كونترباند لدي مخاطبته للمؤتمر بأن كونترباند، منظمة محلية تعمل في التغيير المجتمعي وطرقت الكثير من القضايا قبل اندلاع الحرب، وهذا العمل في نسختة الثانية يهدف لمناصرة ايقاف الحرب بتشجيع عدد من القصص الملهمة للمبادرات السودانية الشبابية من صحية وتعليمية ودعم نفسي وغيرها، بالتعايش مع الحرب وعكس الكثير من الآثار التي قد تكون غير مرئية لدي البعض وقد تتكرر في مناطق أخرى.

منصة تمكينية
وأضاف دفع الله،  أن المؤتمر يهدف لأن يكون منصة تمكينية لسماع القصص الملهمة وتبادل الأفكار بجانب المساهمة في تشكيل رؤية أكثر أملا للسودان والسودانيين، كما أنه فرصة طيبة لكل السودانيين وغير السودانيين المهتمين بقضية السودان وفرصة للتواصل مع المجتمعات المدنية السودانية والمنظمات الدولية. وعبر عن شكره وتقديره للحضور.

وقد تخلل المؤتمر حلقة نقاشية مع أصحاب القصص الملهمة بعد السماع لمبادراتهم من قبل الحضور وميسر الجلسة الأستاذ عمر عشاري الذي دعا المتطوعين الشباب لمواصلة الرحلة في هذا الوقت أينما حلو سواء في معسكرات النزوح واللجؤ أو المدن التي نزحوا اليها وغيرها.
وعكست المبادرات الملهمة العديد من القضايا المتمثلة في تعزيز دور الثقافة في التخفيف من الأزمة التي يمر بها السودان والخروج منها، بالرجوع للثقافة والفنون وعدم تعطيل العملية التعليمية وغيرها.

الحل في الفن
من جهتها قالت الفنانة تنزيل آدم إن ( الحل في الفن) موضحة بأنه وسيلة صمود وعلاج إلا انه ووجه بالقمع والخوف من النظام البائد.

وأضافت عن طريق الفن يمكن توجيه رسالة عظيمة للعالم لتوضيح ما يدور في البلاد خاصة وأن هناك تعتيم إعلامى بعدم الحديث عن السودان.

وناشدت ضرورة أن يكون هناك مسؤولون لحماية ما تبقى من من الفن السوداني وما سرق من آثار ومتابعة ارث وتاريخ وهوية البلاد. بجانب اعطاء الفنانين المساحات الآمنة للتعبير عن قصصهم ورسمها بدعم الفنانين والفن قائلة التعافي بالفن والثقافة السودانية.مؤكدة على اهمية الفن في صنع السلام. اشارت لمبادرة الميرام التي تكونت من سبعة فنانات تشكيلات لمناقشة قضايا النساء من صحية وتعليمية نتيحة للتحديات التي واجهتم
اشارت للتحديات التي واجهتهم.

فيما طالبت الباحثةايلاف الناير ان يكون التعليم ضمن الإستجابة الانسانية، لسودان ما بعد الحرب منوهة ان التعليم لايقل اهمية عن جودة المياة النظيفة والغذاء بان يكون تعليم جيد النوعية والنظر لاهمية التعليم لا نشاء جيل قادر لبناء السلام ، وقالت ان الماساة في غياب التعليم وبتر الاعضاء جراء الحروب.

فقر في القراءة والكتابة
اكدت الناير علي أهمية جودة التعليم مشيرة لضياع الطلاب في مستويات مختلفة ابدت قلقها الشديد لتعطل العملية التعليميةمنوهة ان تعطلها يؤدي لتفكك المجتمع لانسداد الأفق وتفشي الجهل نوهت ان جيل الحرب سيعاني من الفقر الحاد في القراءة والكتابة في ظل غياب العملية التعليمية. قالت وفقا للدراسات الحديثة ان الحروب الاهليةفي القرن العشرين تستمر مابين (١٠_٢٠)سنة ذاكرة ان الجهل والامية تؤدي لزيادة معدل الفقر والبطالة والعنف، والتجنيد من قبل الشباب للظروف الأسرية والمعيشية الضاغطة. موضحة ان ٤٧٪من اللائي تزوجن في فترة الحرب طفلات لتوقف الدراسة و للظروف الاقتصادية . نادت بخلق فرص للتعليم للاطفال والشباب موضحة ان خيارتهم اصبحت التجنيد للظروف الأسرية وزواج الطفلات فالتعليم فرصة لخيارت غير موجودة ولذلك نسعي لتوفيرها لهم متمنية التحرك من قبل التنظيمات الطلابية مبادرات اساتذة الجامعات في هذا الجانب اليوم قبل بكرة.
ترميم روح الوحدة
من جانبه تحدثت الصحفي والمتطوع الاستاذ ابراهيم الصافي عن ثقافة العمل الطوعي كثقافة وعادة سودانية متجذرة كالنفير والجذع والتكافل، مشيرا للعمل الطوعي الشبابي الحديث بالاستفادة من التقنيات الحديثة من مواقع التواصل الاجتماعي والنت وتوجه الشركات لتنفيذ مشاريع من منطلق المسؤولية المجتمعية بجانب التطور الطبيعي لمفهوم العمل الطوعي فاصبحت هناك عمل طوعي شبابي للعديد من المبادرات الشبابية الملهمة.كمبادرة شارع الحوادث التي على مراحل زمنية َتراكمات واجهت رفض من الجهات الرسمية وعدم الثقة والتساؤلات الا ان الشباب استطاعو في فترة قصيرة جدا تثبيت المساحة التي ابتدعوها وتحقيق ما يصبو إليه كما استطاعو كسب ثقة الالاف من المجتمع وحتى الجهات الرسمية، وفرضو على ادارات النستشفيات ووزارات الصحة تقبل وجودهم ونشاطهم وفتح فروع بشارع الحوادث بعدد من الولايات من قبل شباب فاعلين نادت بضرَرة ترميم روح الوحدة والعمل الجماعي والشفافية التي تم العمل بها طيلة السنوات السابقة ووجدت الثقة والدعم من السودانيين.

مؤسسات للقيام بالدور
واكد الصافي قدرة المتطوعين للنظر في حال البلد مستقبلا، موضحا ان هذا يتطلب منهم عدم الخوف ورسم حدود لمشاركتنا السياسية وقد كان هناك خوف من قبل عدد من المتطوعين عن الحديث في الكلام السياسي ولكنها ارتفعت مشاركتهم السياسية. اعرب عن امله ان لا تكون هناك حاجة للعمل الطوعي بان تكون مؤسسات قادرة للقيام بهذا الدور وتحمل الشباب مسؤولية هذا الدور.

من ناحيتها تحدث دأصالة صلاح عن مبادرة مستشفي النو المستشفى بالم شديد عن الكم الهائل من الحالات الحرجة التي كانت تستقبلها في ظل عدم توفر الادوية والكوادر الطبية المتخصصة لانقاذ من يمكن انقاذة، موضحة بانها المستشفى الوحيدة التي ظلت صامدة وتعمل حتى الان في امدرمان.

واشارت للنظام الذي صنع بايدي شبابية بوضع العديد من الحلول لانقاذ المصابين بتوفير الفصائل النادرة للدم والأدوية واجراء العمليات المعقدة وغيرها لضمان استمرار المستشفى، موضحة ان مبادرة المستشفى ليست خاصة بتوفير الأدوية وانما يوجد مطبخ لاطعام المرضى والمرافقين والكادر الطبي وتكفين الموتى، والتعرف علي ذوي مجهولي الهوية وغيرها من القصص المؤلمة و الماساوية.
عدم التعرض للمتطوعين
واوضحت اصالة ان العاملين حديثي التخرج او اطباء امتياز، وعدم وجود الكوادر الطبية المتخصصة لانقاذ ما يمكن إنقاذة، مما أدى لعدم توفر الرعاية الطبية الكافية بجانب الارتفاع الجنوني للأدوية وعدم توفروها، اشارت لغسل أرضية المستشفى يوميا من دماء السودانين والسودانيات بسبب الدنات .
ابانت ان المبادرة ابتكرت العديد من الاستراتيجيات لانقاذ ما يمكن انقاذة برفع الحوجات على مواقع التواصل الاجتماعي، والاعتماد على التمويل الجماعي عن طريق نشر الحوجات في مواقع التواصل الاجتماعي، اضافة لبناء الثقة مع الصيدليات المختلفة لتوفير الأدوية بالاستدانة منها في حالة العجز المالي. بحانب إستخدام المبادرة لاساليب مختلفة في ترشيد استهلاك الأدوية وذلك بتخصيص يوم معين في الاسبوع لكل مرضى لاستلام أدويتهم الاسبوعية لتفادي مسالةالتخزين نسبة لحالات الهلع والخوف وهذا يؤدي للشح.

البروقراطية
واشارت لرجوع وزارة الصحة بادارة المستشفى الان ان البروقراطية كانت غير مناسبة لحالة لحجم الكارثةو الطوارئ لافتة ان العمل في حالة السلم يختلف عن العمل في حالات الطوارئ اوضحت ان المبادرة في حاجة للدعم للمحافظة علي استدامتها، ناشدت بان تكون هناك ضغوط حادة لطرفي النزاع بعدم التعرض للمتطوعين، تحدثت عن بتر الأعضاء الذي يتم يوميا.

فيما اوضحت نادين السر عضو مؤسس للكثير من غرف الطواريء سابقا ان عدد غرف الطواري قبل شهر في الخرطوم ١٤٢ غرفة ٤١٢ غرفة في كل السودان.عزت نجاحها للتنظيم وهيكلة الغرف، وصفت اتساع رقعة الحوجة بالمحزن لاستمرار الحرب لاكثر من عام ونصف استعرضت هيكلة الغرف وطريقة عملها. اوضحت ان النساء يدفعن ثمن الحرب على كافة المستويات من اغتصابات وتنمر وترمل وقتل وتهديد وغيرها.
خروج الاصوات للعالم
وطالبت نادين المنظمات ان تكون هناك مائدة مستديرة حوارية بالانضمام للمكاتب او غرف الطواري النسوية لسماع القصص والمشاكل التي تتعرض لها النساء السودانيات وخروج هذه الاصوات للعالم كما سمع اصوات الانتهاكات التي تعرضت لها النساء في العراق وافغانستان. لايجاد الحماية، اوضحت ان َ٨٣٦ جامعات حكومية وخاصة في جميع ولايات السودان اغلقت تماما وتعرضت للدمار الكامل اوالجزئي خاصة مناطق النزاعات المسلحة التي تمثل مناطق جسيمة للطلاب وخاصة الطالبات بسبب النوع الاجتماعي.

من جهته استعرض الناشط الاستاذ وائل مرحوم مبادرات َمراكز البراري التعليميةمنطقة بري ابوحشيش، اثناء الحرب وكيفية اكمال العام الدراسي لمرحلتي الاساس والمتوسط بتوفير الكتاب المدرسي وتسجيل الطلاب والامتحانات وغيرها من الاحتياجات في ظل انقطاع التيار الكهربائي والنت والمياة وغيرها، قال رغم الشدائد كان الاهتمام كبير بالعملية التعليمية للوعي باهميتة اشار للربط منصة اليونسيف الإلكترونية التعليمية، متمنيا توقف الحرب وعودة الأطفال لمقاعد الدراسة لمواصلة المسيرة التعليمية لبناء وطن ما بعد الحرب اشار للترتيبات لمواصلة طلاب الثانوي للدراسة. هشتاق السودان
فيمااستعرضت الاستاذة عبلة صالح عضو في مبادرة انقذو الحنينة تجربة مبادرة انقذو الجنينة وكيفية تاسيس مركز لاحتواء الصدمات النفسية لتقديم الدعم النفسي اثناء الحرب مع مجموعة من شباب الجنينة، وسوءالاوضاع من قطوعات الكهرباء والنت والنهاية بمقتل الوالي خميس ابكر ٢٠٢٣، حالت دون الاستمرار وبعدها تم الخروح من الولاية لمعسكر ادري تشاد وواصلت مشوار تقديم الدعم النفسي للأسر التي خرجت من الجنينة لمعسكر أدري بجانب البيئة الآمنة والمساحة الصديقة للأطفال.

وعبرت عن أملها بدعم السودان والسودانيين والمتطوعين والمتطوعات والمبادرات العاملة في ظل الحرب ووضع هشتاق السودان والعمل لإيقاف الحرب والاهتمام بالصحة النفسية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق