أخبار وتقارير

ملحمة السيطرة على مفاصل الخرطوم.. الجيش والشعب خندق واحد

ارتفاع المآذن بالتهليل والتكبير، فرحاً بالانتصار الكبير

تفاعلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي

هتافات للجالية السودانية في نيويورك مؤيدة وداعمة للبرهان والجيش

العميد نبيل: الجيش الأقرب لوجدان المواطن عدا فئة ضئيلة مريضة وعميلة

الجنرال معاوية: ملحمة الخميس بداية لاستعادة الكرامة، والأمن والاستقرار..

الصحفية صباح موسى: ابتهاج الناس بقواتهم المسلحة استفتاء يؤكد أين يقف الشعب السوداني

تقرير- إسماعيل جبريل تيسو:

بعفوية وتلقائية تفاعلت جماهير الشعب السوداني مع الانتصارات الداوية التي حققتها القوات المسلحة، والقوات المساندة لها من القوات النظامية والمستنفرين والمجاهدين، حيث ضجت منصات التواصل الاجتماعي واحتفت بهذه الانتصارات، وتوزعت الأفراح، وانتشرت بسرعة البرق لتعمَّ القرى والحضر، وهي مواقف تعكس مدى تشوُّق الشعب السوداني ليوم استعادة الكرامة الذي انتظره طويلاً وهو يكابد فظائع وانتهاكات وجرائم ميليشيا الدعم السريع ويحتملها في صبر يُحسد عليه.

صباح التكبير والتهليل
وكأنه صباح العيد، فقد اهتزَّت جنبات المساجد في العاصمة وبعض مدن الولايات بالتكبير والتهليل، فاهتزت معها المشاعر، وارتجت القلوب، فكان العناق المختلط بدموع الفرح، وعبرات الانفعال التي نفّست الكثير من شحنات الغيظ المكظوم، والغضب المحموم والذي لم يسكت عن الناس مذ أن نفذت ميليشيا الدعم السريع مخططها الفاشل بمحاولة الاستيلاء على السلطة وتقويض نظام الحكم، مدعومةً بمحاور إقليمية ودولية، وسوست في أذن قائدها الهالك محمد حمدان دقلو، وأسالت لعابه إلى منظومة حكمٍ يكون فيها أميراً، فيما يكون رهط من الخونة والمرتزقة والعملاء من قوى إعلان الحرية والتغيير، وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، بمثابة القوى التي تحقق الديمقراطية المزعومة والحكم المدني المُفترَى عليه، وفاقد الشيء لا يعطيه.

استفتاء منطقي وموضوعي
لقد كان التفاعل الكبير ومنقطع النظير الذي حصدته القوات المسلحة، والقوات المساندة لها من القوات النظامية والمستنفرين والمجاهدين، بمثابة استفتاء منطقي وموضوعي يؤكد انحياز الشعب لقواته المسلحة، ويعزز من حقيقة الشعارات التي ظلت تخترق الأسماع وتسكن القلوب ( شعبٌ واحد جيشٌ واحد)، فها هو الشعار يتجسد بكل العنفوان الكبرياء، وبكل الشموخ والإباء، يوم أن هبّ الجيش ليستعيد كرامة الشعب، ويغسل بعضاً من أحزانٍ علقت في النفوس، وتطأطأت بفعلها الرؤوس، تحركت جحافل الجيوش فالتقى جيل البطولات القادم من أم درمان، بجيل التضحيات المرابط في الخرطوم، والخرطوم بحري، لتكون ملاحم التحرير قصائد من شوقٍ ووعدٍ وتمني.

اعتذار بانتصار:
إن كل طلقة خرجت من فوهة بنادق الجيش، وكل قطرة دم، أو عرق سالت، أو روح استشهدت في يوم الزحف لاستعادة الكرامة، كانت تقدم اعتذاراً للشعب على ما لاقاه من معاناة وإذلال ومهانة على يد هؤلاء الجنجويد الأوباش المناكيد، وما أجمل أن يكون الاعتذار، محمولاً على أكتاف انتصار، وما أجمل هذا الشعب الذي تدافع والتحم بقواته المسلحة في مشاهد أخرجت لسانها لكل من كان يراهن على ميليشيا الدعم السريع التي كشفت مباغتة الجيش لها في ملحمة الخميس، مدى ضعفها وهوانها وانكسارها وانهيارها السريع، وأما الزبدُ فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

ثقة لم تتزحزح:
لقد اثبت تلاحم الشعب مع الجيش في معركة الخميس الظافرة، أن ثقة المواطن السوداني في قواته المسلحة لم تتزحزح قيد أنملة، رغم محاولات الشيطنة والتخوين التي مارستها غرف ميليشيا الدعم السريع ومعاونيها من تنسيقية “تقدم”، من أجل تمزيق عُرى التماسك وهزِّ قناعة الشعب بقواته المسلحة، لقد تأكد اليوم أن كل هذه المحاولات التي انطلقت منذ اندلاع تمرد الجنجويد في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، باءت بالفشل وذهبت أدراج الرياح، وأن الشعب السوداني ظل ممسكاً بعصا الانتماء لقواته المسلحة، يهشُّ بها على غنم المحاولات المتكررة لتخوين وتجريم قيادة الجيش، ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

تفاعل القاهرة ونيويورك:
والتقطت الصحفية المصرية صباح موسى الفرحة العارمة التي اجتاحت نفوس السودانيين يوم أن قبض الجيش على مفاصل العاصمة الخرطوم، وكتبت تقول: “إن ابتهاج الناس داخل السوشيال ميديا وخارجها، فرحاً بقواتهم المسلحة، هو استفتاء واضح يؤكد أين يقف الشعب السوداني، ويدحض كل أكاذيب ميليشيا الدعم السريع وأعوانها”، انتهى حديث الصحفية المصرية صباح موسى، ولكن احتفاء السودانيين بقواتهم المسلحة لم ولن ينتهي، فقد استقبلت الجالية السودانية في نيويورك الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وهو في طريقه لمخاطبة أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالهتافات الداعمة والمساندة للقوات المسلحة، والمؤكدة لتلاحم الجيش مع الشعب، فكان مشهداً خفقت نحوه القلوب، وفاضت معه المشاعر، وهتفت له الحناجر.

الجيش لا ينفصل عن الشعب:
ويمتدح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله، تلاحم الشعب مع الجيش، وقال إن المواطن السوداني يشعر دائماً أن القوات المسلحة جزءٌ لا ينفصل عنه، وأكد العميد نبيل في إفادته للكرامة، أن الحقيقة الماثلة تقول إن الجيش هو المؤسسة الأقرب لوجدان المواطن السوداني البسيط، عدا فئة ضئيلة مريضة وعميلة كشفت هذه الحرب وجهها الكالح، مبيناً أن ما حدث يوم الخميس ليس بمستغرب وإنما هو أمر عادي وزاد “طبيعي أن يبتهج المواطن السوداني لكل نجاح تحققه قواته المسلحة، ويحزن لأي مصاب يلم بها” مؤكداً أن تقدير الشعب السوداني لقواته المسلحة ازداد بعد أن استبان مدى قبح ووحشية ميليشيا ومرتزقة آل دقلو الذين قال إنهم لا يشبهون هذا الوطن ولا إنسانه ولا قيمه ولا تقاليده.

بداية استعادة الكرامة:
ويمضي على ذات المنوال يمضي الخبير في فض المنازعات الجنرال معاوية علي عوض الله الذي يؤكد في إفادته للكرامة منطقية تفاعل المواطنين مع قواتهم المسلحة في ليلة القبض على مفاصل الخرطوم وتنظيفها من دنس ميليشيا الدعم السريع، مبيناً أن ما تم فجر الخميس من عمليات مباغتة وانتصارات متتالية، يمثل بداية حقيقية لاستعادة كرامة الأمة السودانية، واصفاً تلاحم الشعب التلقائي مع الجيش في الخرطوم، والتفاف المواطنين في الولايات حول الحاميات العسكرية والفِرَق والوحدات العسكرية وتعبيرها عن الفرحة والنشوة بالانتصار الذي تحقق، بالأمر الطبيعي، مبيناً أن المواطن لا يستشعر قيمة الأمن والأمان إلا في وجود قواته المسلحة، وجدد الجنرال معاوية عوض الله التأكيد على أن انتصار الجيش هو انتصار للإرادة الوطنية، وتوسيع لقاعدة الأمن والسلام، وأن القوات المسلحة ستمضي بهذا التحرك المتزامن في العديد من المحاور وجبهات القتال إلى الغايات المنشودة، بدحر ميليشيا الدعم السريع ومحوه من المشهد السوداني، واستعادة واقع الامن والاستقرار، واستعادة الكرامة، وردِّ الاعتبار.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد استجابت القيادة العليا للقوات المسلحة لطلب الشعب ووجَّهت بفك اللجام، فكان هذا التحرك المتزامن، وكان هذا الالتحام القوي بين الجيش والمواطن، لتكون الرسالة الواضحة التي وضعها المواطن في بريد المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومنظماتها المختلفة، أن الشعب مع الجيش في خندق واحد، وأن وجود الأمن والاستقرار مرهونٌ بوجود الجيش، وأن كل ما كان يجري في جنيف، وما تحمله الأسافير والفضائيات طوال الفترة الماضية، ليس سوى محاولة خبيثة من أجل لي عنق هذه الحقيقة، وفرض هذه الميليشيا على المجتمع السوداني، رغم ما اقترفته أياديها الآثمة من جرائم قتل واغتصاب وسلب ونهب وسحل وتشريد قسري وقهري، فمالكم كيف تحكمون؟.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق