مقالات

الكوليرا تطرق الأبواب يا حكومة الشمالية

حد السيف

محمد الصادق:

لا شك أن الجميع يعي جيدا أن وباء الكوليرا أكثر فتكا من الكورونا والكثير من الأمراض لذلك دائما ما تجد الإهتمام والعناية به من الدول والحكومات بإعتبار أن الإنسان ثروة قومية لا تقدر بثمن و بكل كنوز الدنيا .

أقول ذلك وبين يدى تقرير خطير عن وباء الكوليرا فى الولاية الشمالية، الأمر الذى يتطلب التدخل العاجل من الحكومة بصفة عامة ووزير الصحة بصفة خاصة ولابد من اتخاذ القرارات العاجلة قبل وقوع ( الفأس على الرأس ) .

التقرير الذى بين يدى يحدث عن ( ٥٩٥ ) حالة إصابة فى محلية الدبة و ( ٢٤٩ ) حالة فى دنقلا، بينما الوفيات بسبب الوباء بلغت فى محلية الدبة ( ١٨ ) وفاة وفى محلية دنقلا ( ٤ ) وفيات. وبالتأكيد موت شخص واحد يجعلنا فى حسرة وحزن وندم فما بالك بالعشرات.

صحيح أن محلية دنقلا فيها جهد كبير ومقدر يقوده الدكتور مكاوى الخير المدير التنفيذى ويبذل قصارى الجهد مع لجنة الطوارئ لمكافحة المرض ولكن كما يقولون اليد الواحدة لا تصفق وإذا كانت الحالة المسجلة والمعروفة قد بلغت الإحصائية التى أشرت لها أعلاه إلا أن هنالك الكثير من الحالات غير الظاهرة أو التي لم يتم الإبلاغ عنها ولذلك على المسؤولين بوزارة الصحة ولجنة الطوارئ العليا ألا يعتمدوا على التقارير التى أمامهم والتى ربما تكون أقل من الحالات التى لم ترد اليهم بصورة رسمية .
المؤسف والمؤلم حقا أن الوباء إنتشر أو ظهر فى ستة محليات من سبعة وهى حلفا، البرقيق، القولد، دنقلا، الدبة ومروى، ومحلية واحدة بحمد الله ولطفه لم تظهر فيها حالة حتى الآن هى محلية دلقو، وهذا بالتأكيد يعني تصاعد عدد المصابين بالوبا، ولذلك لابد لوزارة الصحة والجهات ذات الصلة أن تحترز لذلك بالتبليغ ووضع أرقام للطوارئ وتوفير الإعلام الشعبى عبر السيارات والمايكرفونات للتوعية العامة بمخاطر هذا الوباء الفتاك وسط الأحياء . كما يستوجب على وزارة الصحة أن تعمل على نقاط فحص خارج أبواب المستشفيات أو المراكز الصحية لتقوم بفحص المريض وإجراء الفحوصات اللازمة وإذا ما ظهر عليه تأكيد المرض يتم دخوله لقسم العزل بالمستشفى وإن لم يظهر حمله للوباء يتم خروجه ويكون بذلك حافظنا على عدم نقل العدوى بالصورة المزعجة .
التقارير التى وردت والفحوصات التى تمت للمصابين فى دنقلا أشارت إلى أن معظم المصابين نقلوا المرض من محلية الدبة الأمر الذى يجعل وزارة الصحة والحكومة تسرع الخطى لوضع خطة لمحاصرة الوباء إما بإغلاق المدن مع الدبة أو تعقيم (البصات) الداخلة والخارجة منها.

ويقال أن هنالك أكثر من معلم أصيب بالمرض ولو تأكد ذلك بالفعل فإنه بلا شك مؤشر خطير يتطلب إغلاق المدارس لكى لا يتفشى الوباء وسط التلاميذ والطلاب وكذلك لابد من إغلاق جزئى للأسواق الخاصة ببيع الأطعمة .

إننا نتمنى من المسؤولين فى وزارتى الصحة الإتحادية والولائية والجهات ذات الصلة أن يبذلوا قصارى الجهد لوقف نزيف هذا الوباء الخطير الذى عم القرى والحضر،  ونقول بكل الصدق والأمانة أن وباء الكوليرا يطرق كل الأبواب ولابد من وضع المعالجات اللازمة وتوفير كل المعينات الطبية لمواجهة هذا المرض الفتاك ويقولون أن الوقاية خير من العلاج ولكننا نريد الوقاية وتوفير العلاج معا  وكل الأمل أن يتم إتخاذ القرارات العاجلة بإغلاق المدارس وتوعية المواطنين بمخاطر المرض الذى قد يطرق كل باب . فهل نسمع من وزير الصحة ولجنة الطوارئ وحكومة الولاية ما يفيد بإتخاذ القرارات الإنسانية الصحيحة بعيدا عن السياسة وعالمها المتغلب الاحوال والأطوار ؟؟ نأمل ذلك .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق