مقالات

قائد الثورة يولد من رحم النضال و”المحرش مابكاتل”

عبدالباسط عباس:

قائد الثورة يولد من رحم النضال ويتخلق وسط الجماهير والمحرش مابكاتل
وهذا من المفترض أن تكون عليه ابجديات الفعل الثورى حيث ينطبق ذلك من البداية ليس فقط على كل من يشارك في الثورة بل وعلى الاخص على كل من يتصدر للقيادة ولكنا جميعا للاسف للاسف لم نلتزم بهذا المبدأ لذلك اجهضت كل محاولات الثورة مرة ومرات لأن من لم يتعلم من الخطأ محكوم عليه أن يكرره وصدق فينا ما قاله امل دنقل *
خلف كل قيصر يموت قيصر جديد وخلف كل ثائر يموت احلام بلا جدوى ودمعة سدى ومأساتنا الأخيرة الكبرى هى إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة بكل تضحياتها وزخمها وتفردها حيث تركنا قيادتها بيد اللجنة الأمنية وقيادة أحزاب لم تعى الدرس ولرئيس وزراء علاقته بالثورة كانت أكثر من هامشية وهذا ما أريد أن أتعرض له هنا وبعيداً عن أى شخصنة بل بموضيوعية وبمبدئية بعيدة عن تمجيد الأفراد وعن اثر ذلك على أحداث مصيرية وعن اثر الفرد في غياب سلطه الجماهير فأنا هنا اكتب عن المنصب ولا اكتب عن الشخص الا بارتباط هذا الشخص بالمنصب وملأمته لهذا المنصب بالاضافة الي أن ما اكتبه ليس أكثر من جهد شخصي اما رأيي عن حمدوك فأقول أولا أن الإنسان وليد بيئته فكما يقال إن من عاشر قوما أربعين يوماً صار منهم فهو عاش ردحا من الزمن ليس بالقصير فى كنف مؤسسات الامم المتحده والهيئات الدولية ببذخها وابهتها وامتيازاتها ومخصصاتها التى تفوق ملايين المرات احلام الغلابة المسحوقين الذين من المفترض أن تكون هذه المؤسسات قامت من أجل أن تقيم عثرتهم وتبشرهم بعالم يسود فيه السلم والرخاء ولكن واقع الحال يقول إنه سراب يحسبه الظمآن ماء وهكذا جاء حمدوك خبيرا امميا يجيد الدبلوماسية والحديث الهادي والكلمات المحسوبة والمختارة بدقة وحزر كما تتطلبها الوظيفة الأممية الرفيعة بعيدا عن هجير الشمس وكتاحة التراب وبمبان المواكب وبيوت الاشباح وطرق الابواب أو فتحها عنوة وتسلق الجدران من كلاب الأمن المدججين بسلاح الدوشكا عندما يحضرون لا ليستولو على حامية عسكرية بل ليأخذوا شخصا .مسالما من بيته كل ما فعله أنه عارض ويذهبون به إلى مكان غير معلوم قد يعود منه او لايعود وان عاد فاثار التعذيب الجسدي والنفسي تلازمه حينا من الدهر لذلك ان التقييم الموضوعي لحمدوك لا يمكن أن يكون صادقا وواقيعا دون أن نأخذ العوامل المؤثرة فيه بحكم عمله لمدة طويلة فى هذه المؤسسات الدولية والناتجة من أنه فى المقام الأول خبير اقتصادي بالرغم من أنه ترك جزءا كبيرا من هذه المهمة لمحمد حمدان دقلو فصفات الخبير الاممى هذه هى التى حالت بينه وبين الشارع وكذلك غيابه الطويل عن السودان فصعب عليه أن ينزل الشارع ليختلط مع الشفاتة والكنداكات والجيل الراكب رأس ولا حتى مخاطبتهم واكتفى بحصر نفسه فى مكتبه الوثير محاطا بالمستشارين لتصله الأحداث مفلترة حسب رؤيتهم لها بعيدا عن بؤرة حدوثها وزخمها الواقعى لدرجة أن مصابى الثورة اعتصموا أمام مجلس الوزراء لعشرة ايام فى هجير الشمس وبؤس الحال ولم يتمكنوا من مقابلته أو بالأحرى والاوجب أن يخرج من مكتبه لمقابلتهم الا بعد أن حضر فضيلى جماع والشاعر ازهرى ليرجوهم قبول تحديد موعد اجتماع معه وفقط في مكتبه ايضا كان ذلك بينا فى عدم مقابلته لحشود مواكب الثوار وإرسال موظف لاستلام مزكرتهم وأيضا رفضه وتعاميه عن مقررات المؤتمر الاقتصادي ولمخترحات اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير والإصرار على البرنامج الاقتصادي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكان سلوكه مع الجماهير سلوكا فوقيا بامتياز وتغلب عليه صفة الأبوية والوصاية وعدم الشفافية ومع ذلك ترك للعسكر الحبل على القارب فتمددو حيث ما أرادوا وسيطروا سيطرة شبه كاملة على مفاصل الدولة . إن فشل المرحلة الانتقالية مسؤلية مشتركة بينه وبين العسكر وقحت والحركات المسلحة ولا يمكن إعفاؤه منه ولا من شرعنة الانقلاب الذي كان على وشك السقوط وتوقيعه على الاتفاق الشخص بينه وبين قاائد الانقلاب بالرغم من رفض الشارع تماما له فاختزل كل الشعب السوداني وثورة ديسمبر المجيدة بكل زخمها وتضحياتها الجسام فى شخصه وكأنه ملك السودان المفدى وكذلك فان خطاب استقالته جاء متأخرا جدا وبعد فوات الاوان . إن السودان فى تلك المرحلة المفصلية من مسار ثورة ديسمبر كان لا يحتاج لخبراء لقيادة هذه المرحلة وان كان يحتاج إليهم كمستشارين بل الى قيادة ولدت وتمرست فى أتون النضال لا تتخذ الوصاية والابوية والغرف الغلقة كما كان متبعا أسلوبا لإدارة الدولة بل قيادة تؤمن بالحوار والشفافية والثقة بأن هذا الشعب العظيم ليس قطيع لا يحسن الا اطاعة الأوامر بل شعب بكلمات محجوب شريف يملك زمام امره سيد نفسه لا اسيادو شعبا صمم فردا فرد هب وحطم حكم الفرد قيادة تؤمن بندية الآخرين مهما كان شأنهم قيادة تؤمن بأن الأوامر تأتى من القاعدة إلى القمة وليس العكس قيادة تخلقت من رحم الثورة ومن معاناتها وليس من خارجها فالمحرش ما بكاتل
لقد عشنا هذه التجربة المريرة ثلاثة مرات قادت فى تكرار ممل الى إجهاض احلام الشارع الثائر ووصول السودان إلى الحالة المزرية التى هو عليها الآن فهل يمكن أن يحدث ذلك مجددا ؟؟؟؟؟ ومن ياترى ستكون الشخصية المقبلة التى ستستحوز على الثورة القادمة وتصبح احلام الجماهيرمرة اخرى بلا جدوى ودموعمهم سدى ؟؟؟
وكيف يمكن فهم ما يصوره هذا الفيديو المرفق ادناه لشارع ثار ضد حكم الفرد ونادى بالحرية والسلام والعدالة وليس فى قاموسه تمجيد الأفراد ؟؟؟.

https://www.facebook.com/reel/553421831999780

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق