مقالات

مركز شاتام هاوس.. قصة المركز  وإهتماماته بالتفصيل

النذير إبراهيم العاقب:

هنا نُورِد نبذة تعريفية عن المركز، ومن خلالها ستعرفون لماذا ذهب عملاء قحت تقزُّم الخونة نكبة وسُبَّة السودان إلى بريطانيا.

تأسس معهد تشاتام هاوس (Chatham House)، والمعروف رسميا بإسم المعهد الملكي للشؤون الدولية) عام 1920م. وقد تأسس على غرار مجلس العلاقات الخارجية الأميركية – عاما واحداً بعد عقد مؤتمر باريس للسلام في العام 1919م. وكان أول رئيس لهذا المعهد هو روبرت سيسيل، كما احتل المؤرخ البريطاني الذائع الصيت، أرنولد توينبي، منصب مدير للمركز لاحقاً.
وحصل المركز في عام 1923 على مقره المتميز في جيميس سكوير وسط لندن، والذي كان مقراً لسكن ثلاثة من رؤساء وزراء بريطانيا. ولأهمية هذا المبنى الذي اتخذ منه المركز مقراً له والمعروف بشاثام هاوس بدأت تغلب تسميته على تسمية المركز الرسمية، وهي المعهد الملكي للشؤون الدولية. (The Royal Institute of International Affairs).
يقدم المعهد نفسه بوصفه عبارة عن منظمة غير حكومية مُحايدة، مهمتها الأساسية تحليل الأحداث الدولية الجارية ومراقبتها وتقديم حقائق عنها لكل المهتمين، مما قد يُسَاهِم إيجاباً في تعميق فهم الرأي العام لما يجري من أحداث وتطورات.
ويصف المعهد نفسه بأنه عبارة عن تشكيلة نادرة من الباحثين ومنظمات المجتمع المدني والدبلوماسيين والصحافيين والمنظمات غير الحكومية من أجل الخروج بنتائج تساعد في فهم التطورات والأحداث الجارية في أصقاع المعمورة. ويحتل المركز بحكم سلطته المعرفية وتاريخه العريق، موقعاً هاماً في الوسط الأكاديمي العالمي والبريطاني على وجه الخصوص، ويفتخر المركز حسب ما يورد على صفحته الإلكترونية، بأنه دائماً ما يُستخدم كمصدر من أهم مصادر المعلومات من طرف الأفراد والحكومات الباحثة عن المعلومات المجردة المتعلقة بالقضايا الدولية، لكن هذه الصفة المثالية ليست هي كل الحقيقة فهو مركز بحثي معني بالخصوم السياسيين الذين يتصدون للسياسات الغريية الاستعمارية، ويقوم هناك بالتواصل مع العملاء في كافة الدول المستهدفة، وخاصة التي تعلو بها الأصوات المطالبة بالتحرر من ربقة العنصرية الغربية البيضاء والاستعمارية، من خلال التعرف على الشخصيات التي تعمل بالمركز، والأدوار التي يقدمونها ويقومون بها.
يركز المعهد في أبحاثه على أهم الإشكاليات المطروحة عالمياً، كما تركز اهتمامات باحثيه على أهم المناطق فاعلية في صنع الحدث الدولي، وتتمثل في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط تأفريقيا الأمريكتان وروسيا وأستراليا. كما يهتم بدراسات الإشكاليات المنضوية تحت عناوين من قبيل الطاقة والتنمية والبيئة والإقتصاد الدولي والأمن الدولي والقانون الدولي.
وتتمتع أبحاث المركز بالكثير من الأهمية والتأثير. ففي أغسطس من عام 2006، أصدر المركز دراسة تحت عنوان: «إيران وجيرانها والمعضلة المحلية» (Iran, its Neighbours and the Regional Crises)، وخلص هذا التقرير إلى أن «تأثير إيران داخل العراق أكثر وأعمق بكثير من تأثير القوة المحتلة لها وهي الولايات المتحدة. وأكد التقرير على أن أي فعل عسكري قد تقوم به أميركا ضد إيران سيجر إلى مشاكل حقيقة في كل المنطقة وسيهدد الاستقرار الهش في كل الشرق الأوسط.
وفي نهاية العام 2006م، قام المدير السابق للمركز فيكتور بولمر توماس بنشر تقرير عن سياسة بلير الخارجية خلص فيه إلى أن بلير قد ذهب بعيداً في تأييده للولايات المتحدة مما إنعكس سلباً على وضع بريطانيا في أوروبا محيطِها الطبيعي، فقد لَقِي هذان التقريران حفاوة وحضوراً لافتين جعلت بعض المتابعين يعتبرونهما كأنها من محددات السياسة الخارجية البريطانية في هذا الصدد منذ لحظة صدورهما.
وبلا شك سوف تتكون لديكم فكرة عميقة عن لماذا ذهب القحاتة إلى ذلك المركز وغيره من المراكز الشبيهة في الولايات المتحدة مثل مراكز الدراسات البحثية، و التي ظاهرها نشر الديمقراطيات في كافة أنحاء العالم، وباطنها إجتذاب وتدريب العملاء من سياسيين ونُشَطَاء وصحفيين وغيرهم من الطامعين الراغبين في الدولار والتواجد والاشتهار في مجتمعاتهم، ثم إرسالهم لدولهم من أجل إشاعة الفوضى البلبلة والإضطرابات، بذريعة أنهم متعلمون مثقفون يريدون جلب الديمقراطيات لدولهم وشعوبهم، ومن ثم تغلغلهم في مجتمعات دولهم وشراء ذمم كثيرين من رموز المجتمعات وجعلهم وقود للأفكار الخبيثة التدميرية لتلك الدول فيما يلي تسليط بقعة ضوء على عدد من العاملين في المركز وهم عملاء مدربون تدريب عالي.
ولعل أهم الباحثين في المركز ريم علَّاف المتخصصة في الصراع العربي الإسرائيلي وسوريا والإسلام والغرب، ومن آخر دراساتها… المرأة في الأردن.. والإسلام والعمل ومراجعة القوانين.. وأسلحة الدمار الشامل الحقيقية.
وجرد نونمان المتخصص في الخريطة السياسية في الخليج والتطور السياسي داخل الأسر الخليجية الحاكمة والعلاقات الأوروبية شرق الأوسطية.
وعلي أنصاري المتخصص في التاريخ السياسي لإيران وسياسة إيران الخارجية وخاصة بالغرب، ومن آخر دراساته.. التصدي لإيران.. نموذج فشل السياسة الخارجية الأمريكية.
ومها عزَّام المتخصصة في ظاهرة الإسلام السياسي والإسلام والعولمة، ومن آخر دارساتها.. الأبعاد المحلية والعالمية للتطرف الإسلامي في أوروبا.
ويوسي مكلبرغ المتخصص في تاريخ إسرائيل وسياساتها الخارجية والتنمية والعلاقات الدولية، ومن آخر دراساته.. إيران وإسرائيل.. من حرب الكلام إلى كلام الحرب.
ومن منشورات المركز، مجلة الشؤون الدولية إنترناشونال أفيرز، وتصدُر المجلة 6 مرات في السنة ،وتُعتبر أهم مجلة تُعنَى بالعلاقات الدولية في أوروبا، وتتضمن مقالات وأبحاث لأشهر الكُتَّاب والمتعاونين مع المركز وتتطرق إلى القضايا المطروحة عالمياً.
وكذلك مجلة العالم اليوم.. والتي تَصدُر بشكل شهري، وتابعت القضايا الساخنة عالمياً منذ 60 عاماً، وتُعتبر واحدة من أكثر المجلات الدراسية حضوراً على المستوى الأكاديمي العالمي.
بقى أن نعرف أن المركز يُمَوَّل من جمعيات يهودية في بريطانيا.
ومن آخر دراساته.. (دارفور وخيانة المسؤولية).. (Darfur and the failure of the responsibility to protect)،
هذه الدراسة منشورة بمجلة الشؤون الخارجية، ومعدة بقلم ألكس دي وال، وتنطلق من فكرة أن المجتمع الدولي قد فشل في تحمل مسؤولياته تجاه دارفور نتيجة غياب الإرادة السياسية الطامحة إلى التدخل في ذلك الإقليم المنكوب.
وتعالج الدراسة معظم الإشكاليات التي ما زالت حتى اللحظة تشكل عائقاً أمام التغلب على مشكلة الحرب الأهلية في ذلك الإقليم.
بريطانيا والأمن (Britain and Security)
تنطلق فكرة الدراسة من أنه «في الوقت الذي يعد فيه الخوف من غزو قوة خارجية لبريطانيا أمرا غير مطروح، فإن هناك مجموعة من التحديات الأمنية التي بدأت تفرض نفسها على صناع القرار في بريطانيا ويجب عليهم التفكير فيها. هذه التهديدات الأمنية من قبيل: الجريمة المنظمة، والأمراض المعدية، والإرهاب، وتأثيرات ما يجري من مشاكل في أنحاء أخرى من العالم على السلم الداخلي لبريطانيا. ويقدم الكتاب أسئلة أساسية عن هذه التحديات ويحاول أن يقدم مقاربات قد تفيد في التخفيف من هذه التهديدات الأمنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق