مقالات
الڤيتو الروسي
لواء شرطة (م): د.إدريس عبدالله ليمان:
مَنْ يُتابِع تصريحات البعض وكتاباتهم فى الوسائط بعد إستخدام روسيا لحق النقض ضد المشروع البريطانى السيراليونى يُدرك بوضوح أنَّ موجدتهم على النظام السابق أكبر من حبهم لهذا الوطن ، وأنَّ حرصهم للوصول للسلطة أعظم من حرصهم على وحدة وتماسك هذا الوطن الغالى .. فقمة الإنتهازية بل وإنعدام الإنسانية عندما يصل الجشع السياسى بالبعض لإستغلال المأساة الإنسانية التى يعيشها أهل السودان ، والكارثة الوطنية التى تعانيها البلاد لتسجيل نقاط لصالحه فى ملعب السياسة غير مُبالٍ بمشاعر الأُسر المفجوعة فى أبنائها وأعراضها وممتلكاتها ، ولا بشعور المؤسسة العسكرية الجريحة بخيانة من كانت تظنهم جزءًا منها .. فتراهم واقفين فى صف المليشيا يبتغون فَضلَاً من الكدمول ورِضوَاناً من العترة والعُقال ..!!
فإلى متى يَظَّلُ بعض أبناء هذا الوطن يُعلِنونَ ولائهم للقتلة وليس للشعب ..!!؟ وإلى متى هذا التجاوز للمجازر والمظالم التى ترتكبها المليشيا وغَضُّ الطرف عن عربدتها التى وصلت مَديَّاتٍ مُرعبة تُهدد بها الدولة السودانية ..!!؟ وإلى متى هذا هذا الحِنقْ الذى لانجدُ له تبريراً على المؤسسة العسكرية ومحاولات بثُّ الفُرقة بينها وبين الشعب المكلوم ..!!؟
لقد صَبَرَ الإنسان السودانى كثيراً وفقد أغلى ما يملك ، وقَدَّم قوافل من الشهداء فى سبيل الخلاص من المليشيا وتطهير بلادنا من خَبَثها .. فعلى السيد الرئيس وهو المسئول عن الدولة ورمزاً لسيادتها أن يكون وفيَّاً لمنصبه والعمل للقضاء على هذه الآفة والحفاظ على تماسك بلادنا وإنقاذها بكل ما يملك من قوة .. فوجود المليشيا فى حياة أهل السودان بكل هذه البجاحة التى نراها يعنى أنه رئيس لدولة لاهيبة لها ولا سيادة ولا كرامة .. !! فقد أخذت الحرب كثيراً من الوقت وذهبت بكثيرٍ من آمال الناس بالحرية والخلاص بعد أن إستهترت المليشيا بمقدرات البلاد وبمؤسسته العسكرية وإستهانت بالإنسان السودانى وكرامته نتيجة الأوهام الهوجاء والطموح البائس الذى زيَّنه لها *الشيطان* لإبتلاع الدولة .. !! نعم لقد آن الأوان لتضميد الجراح والإنطلاق نحو مستقبلٍ زاهر لشعبٍ يستحق كل الخير ، وبناء تحالفات دولية جديدة قوامها المصالح المشروعة المتبادلة التى يسعى لها الجميع مع المعسكر الدولى الذى يرغب فى هذا الأمر .. وكلنا فى إنتظار إعادة البناء والإعمار والنهضة التى نمتلك مقوماتها ومعطياتها حيث لاتنقصنا الموارد البشرية ولا الكفاءات العلمية ، ولاتنقصنا الثروات الطبيعية .. ولدينا الموقع الجغرافى المتميز وتكفينا هذه الأنهار التى تجرى من تحتنا ..!! فالمحنة التى عاشها الشعب السودانى بكل مكوناته زادته إيماناّ بقضيته وتَمَسُّكَاً بوطنه ، ولاشك أنه قد عقد العزم على إعادة بنائه ضمن رؤية واضحة المعالم ستضعها الدولة لاشك فى ذلك وتحشد لها الطاقات نحو البناء والتنمية الإقتصادية والبشرية وتطوير المؤسسات العسكرية والأمنية وتمتينهما بعد أن تضع دستوراً يشبه الدولة التى نُريد .. يكون محوره الأساسى وهدفه المركزى هذا الإنسان السودانى النبيل .
التحية والتقدير لهذا الشعب الصابر .. والتحية والتقدير لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية التى يُعَوِّل عليهما الشعب فى الدفاع عن سيادته وأمنه القومى والداخلى ووحدة أراضيه .. والتحية والتقدير لبعثتنا الدبلوماسية فى الأمم المتحدة وهى تعمل بوعى وإقتدار لفضح أعداء الدولة .. ونسأل الله الهداية لمن يسعون لتمزيق نسيج هذا الوطن ولايفرقون بين عداوتهم للقوات المسلحة كمؤسسة وطنية ذات تقاليد مهنية وأخلاقية راسخة وباقية فينا ، وبين عداوتهم للنظام الحاكم الذى هو مؤقت مهما كان الزمن الذى يقضيه فى السلطة ، وندعوهم لتحكيم العقل والضمير عندما يتناولون القضايا الوطنية المصيرية .. فهذا السودان هو أغلى ما نملك وهو أمانة فى أعناقنا وهبة الخالق عزَّ وجل ووديعته لنا ..
وخاتمة القول أنَّ النصرَ آتٍ .. آتٍ .. آتٍ بمشيئة الله تعالى .. وإلى ذلك الحين نقول ما قاله شاعر بنى تميم : *إذا الجَهلُ أمسى قَاعِدَاً لَمْ نَقُمْ بِهِ .. ونَضرِبُ رأسَ الجَهلِ حِينَ يَقومُ ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤م.