الجميل الفاضل:
وهكذا.. كلما رمت هذه الحربُ بأثقالها علي مكامنِ القيِّحِ في الناس، أخرجت هي من ثم، صديدا تُزكمُ روائحهُ الانوف.
إذ في الحقيقة ليس ثمة لؤما أكره ريحا، مما يصدر عن قيح نفوس مبتلاة بداء إمتهان كرامة النساء.. اللواتي قال عنهن من لا ينطق عن هوي: أنهن شقائق الرجال، داعيا للترفق بهن، جازما بأن ما أهانهن بالمطلق، الا لئيم، وما أكرمهن في العموم، الا كريم.
وبرغم هذا القول الفصل لخير البشر، نجد أن معتنقو عقائد “الاسلام السياسي” في مشارق الارض ومغاربها، يتعاملون مع المرأة كأقصر حائط يمكن تسوره تقربا لله، هذا ما يحدث من طهران الي كابول، حيث ظن هؤلاء الادعياء أن اقصر طريق لإبراز عضلات ما يتوهمون انه الدين، لابد أن يمر اول مايمر علي أجساد النساء، من اعلي رؤوسهن، الي أخمص اقدامهن.
ذلك ما شهدناه في ايران في حادثة مقتل “مهسا اميني” الفتاة الكردية التي اشعلت وفاتها خلال احتجاز شرطة “الاداب الايرانية” لها قبل أكثر من عام تقريبا، موجة من احتجاجات لعبت فيها النساء الإيرانيات ادوارا قيادية، الي ان صار شعار تلك التظاهرات الرئيسي “المرأة، الحياة، الحرية”.
وفي كابول حيث حظرت حركة “طالبان” التعليم الجامعي للفتيات، فضلا عن طرد النساء من المعاهد والمكتبات، وحرمانهن من حق العمل.
المهم فالاسلام السياسي ملة واحدة، ملة لا تأبه ولا تكترث في اي زمان ومكان، لأقوال وأفعال رسول الاسلام عليه الصلاة والسلام.
فقد ظلت ممارسات من يحكمون باسم الدين في هذا الكوكب تجسيدا لعقيدة وخطاب حركات الاسلام السياسي، المستريب دوما في المرأة، وفي حقوقها، وفي أدوارها داخل المجتمع.
لكن رغم أنف اولئك وهؤلاء فإن يوما قريبا سيأتي كسحائب الغمام تظلل البلاد فيه عروش “الكنداكات”، من جديد.
بعد هزيمة دعاة الحرب من كافة الاطراف، وبعد القضاء علي استبداد كل الطغاة، كما انتصرت جدتهن الكنداكة “اماني ريناس” علي جيوش الأباطرة الغزاة.