صحة وبيئة
اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.. الحرب على أجساد نساء وفتيات السودان
وحدة مكافحة العنف ٣٣١ الف عنف جنسي إجازة القانون للحماية
كمبالا- تقرير- حنان الطيب:
يحتفل العالم في 25 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال حملة موسعة مدتها 16يوم تبدأ في 25 نوفمبر وتنتهي باليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر، بهدف رفع الوعي لمناهضة كافة أشكال العنف والعنف القائم على النوع الاجتماعي، كشفت التقارير عن إرتفاع العنف الجنسي في الصراعات، ياتي الاغتصاب في مقدمة الجرائم ضد النساء. جاءت الاحتفالية ونساء وفتيات السودان يتعرضن لكافة أشكال العنف وارتفاع ضحايا العنف والعنف الجنسي وغيرها، بسبب الحرب الدائرة في البلاد التي او شكت على العامين.
أكثر من ٣ مليون…
كان قد عبر صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان عن قلقة لمصير أكثر من 3 مليون إمرأة وفتاة يواجهن مخاطر متزايدة من العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يهدد حياتهن بسبب إنقطاع خدمات الحماية نتيجة للاشتباكات.
استعباد جنسي
حسب ماورد علي موقع منظمة العفو الدولية تعرض عشرات النساء والفتيات في السودان للعنف الجنسي من الأطراف المحاربة ولم تتجاوز أعمار البعض 12 عاما، واحتجاز بعضهن لعدة أيام وفي ظروف من الاستعباد الجنسي.
٧ ملايين فتاة…
قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان إن بعض النساء صارت لديهن مواليد نتيجة لتعرضهن للاغتصاب، و بعض الناجيات لم يفصحنْ عن تعرضهن لتلك الانتهاكات وأخفين الأمر عن أسرهن خوفا من العاروالوصمةبالإضافة لتعرض حوالي ٧ ملايين إمرأة وفتاة في السودان لخطر العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي
الوصول للعدالة والخدمات.
فيما أشارت الأستاذة سليمى إسحق مدير وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الاتحادية لتدشين الحملة مع الوحدات الولائية ،رغم الظروف الصعبة التي يمر بها السودان، عازية ذلك لاهميتها والتذكير باحتياجات النساء في ظل الأوضاع الماثلة، كما تواجه النساء الكثير من النواقص من حيث الوصول للعدالة والخدمات، وتذكير الدولة بمسؤوليتها بالايفاء باحتياجات النساء، والمجتمع بدورة بتوفير الحماية والوقاية من العنف المبني على النوع الاجتماعي ومساندة الناجيات من كافة أشكال العنف بالإضافة للآليات القوية الموجودة في المجتمع.و تذكر الكثير من القصص الشجاعة للنساء الموجودات في السودان و هن يقدمن الخدمات في صمت لمساندة اخريات رغم خطورة ذلك علي حياتهم ، نوهت عن كشف هذه القصص الشجاعة لاحقا. قالت تاتي الاحتفالية و الكثير من النساءلم يتم ادخالهم في النظام أو الوصول للخدمات.
٣٣١ ألف حالة
وأشارت إسحق لاستهداف الحملة للنساء النازحات بمراكز الإيواء كجزء من مناصرة قضاياهم،وتوزيع المعينات لهن، بالتنسيق مع الشركاء لصعوبة الوضع كشفت عن رصد ٣٣١الف حالة من العنف الجنسي وجاري العمل لرصد أنواع العنف المختلفة بنهاية العام.
انقطاع خدمات الحماية..
من جانبها أكدت د شيماء محمد بشير مركز الإرشاد النفسي بجامعة الأحفاد للبنات على مواصلة العمل منذ بداية الحرب وحتي الآن رغم الظروف والوضع المتازم، بالتواصل كل من مكان تواجدة سواء داخل السودان أو بالخارج، فيما يتعلق بالصدمة النفسية من الحرب وغيرها . وصفت الحرب اللعينة بنوع من أنواع الفيروس لممارسة الكثير من الأشياء ضد المواطنين وخاصة النساء.
عدد من الحالات..
أكدت على أهمية الصحة النفسية لكل الشرائح وخاصة النساء لاختلاف احتياجاتهم ، مشيرة للضغط النفسي الكبير الواقع على الأسر خاصة الأسر التي لديها عدد من الأطفال موضحة ان تغيير المكان و البيئة من الظروف الضاغطة لدى الكثيرين ، اشارت لاستقبال عدد من الحالات التي لها علاقة بالمشاكل التي تعرضوا لها أثناء الحرب من عنف واذى جسدي ونفسي ونهب وسرقة، وهناك من فقد الأهل والأصدقاء والأحباب والممتلكات بالإضافة للمشاكل الأسرية. اكدت على إستمرار قائمة العنف الأسري بصورة كبيرة عازية ذلك للنزوح وضيق المناطق التي نزحوا اليها وعدم توفر وجود مكان بديل للحماية وبالتالي يظل العنف قائم من عنف جنسي جسدي أسري لفظي وعنف الشريك، بجانب زيادة نسبة الطلاق خلال هذه الفترة موضحة ان العنف المادي (تدني الوضع المادي) يفاقم من المشاكل.
الحوجة كبيرة…
أكدت د شيماء الحوجة الكبيرة للخدمات وخاصة الرعاية الصحية وخاصة النساء اللاتي يتعرضن للاغتصاب أو التحرشات في حاجة للرعاية الطبية والدعم النفسي، وأنهم من خلال التشبيك والتعامل مع الأطباء والصيدليات يعملون على توفير العلاج أو رشتة طبية ، وأهمية الجلسات النفسية (أون لاين) لعدم توفر الخدمة مباشرة، و لايستطيعون التحرك كمقدمي خدمات ،تابعت لدينا كوادر مازالت عاملة في ام درمان والشمالية وخارج السودان في مصر الإمارات السعودية من خلال التشبيك بتقديم الخدمة بصورة عامة النساء والفتيات باعتبارهم أكثر الفئات تضرا بسبب العنف الجسدي والتحرشات بسبب النزوح من مكان لمكان، بجانب الآثار النفسية للحرب وضغوط الحياة اليومية موضحة ان العنف الأسري بصورة متوسطة يعتبر من القضايا المسكوت عنها، اشارت لوجود اعداد كبيرة لم تصل بعد فالتفكير في المكان الأمن للمحافظة على الأسرة والأطفال وبالتالي لاتوجد شكوى لما تتعرض له.
هناك تحديات…
قالت د شيماء تتمثل التحديات في ظل هذه الظروف من نزوح ولجؤ في توفير الخدمات الصحة والنفسية الغير متوفرة للسودانين بالصورة المطلوبة، موضحة بأنها مازلت تشكل شكل من أشكال الوصمة الإجتماعية في طلب المساندة في حالة التحرشات أو العنف الجنسي أو الأسري بعدم التحدث عنها قبل الحرب ولم تتغير حتى بعد النزوح خوفا من الوصمة، وهناك تحديات أحياناً عدم التفكير فيها كاولوية
خطوات جادة...
اكد البيان الصادر من وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل بهذه المناسبة عن مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي على المستوى الوطني، موضحاً ان شعار الحملة “ليس وحدك”، يهدف لتسليط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه النساء والفتيات في السودان لاسيما في ظروف الحرب والنزوح، وتعزيز الوضع بأهمية اتخاذ خطوات عملية وجادة لمكافحة العنف ضد المرأة وتحسين آليات الإستجابة وتسهيل وصول الناجيات إلى الخدمات.
العنف الجنسي..
اشار لمجئ الحملة في خضم أوضاع مأساوية تعاني منها النساء والفتيات في السودان، جراء الحروب والانتهاكات المروعة التي ارتكبتها وما تزال ترتكبها عناصر( الدعم السريع) في الجزيرة ودارفور والخرطوم، وبمناطق أخرى في البلاد، لاسيما العنف الجنسي الذي رصد ضمن تكتيكاتها الحربية منذ بدء النزاع في أبريل من العام الماضي.
مراكز متخصصة للدعم النفسي
وصف الحملة بالفرصة المهمة للتذكير بأهمية ان تضطلع اجهزة الدولة السيادة والصحية والعدلية في توفير الحماية للمدنيين ، وتقديم خدمات صديقة للنساء والأطفال وتسهيل إجراءات الإستجابة لحالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، خاصة العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، والتشديد أن تعمل الدولة على ضرورة تحسين الخدمات الصحية والنفسية المقدمة للناجيات من العنف وتوسيع نطاقها وتسهيل الوصول اليها عبر تدريب الطواقم الطبية على التعامل مع هذه الحالات بتوفير مراكز متخصصة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والخدمات الصحية اللازمة للناحيات، لضمان تعافيهن وادماجهن في المجتمع.
إجازة القانون
أعرب البيان عن امله لاجازة قانون مكافحة العنف ضد المرأة في أقرب وقت لضمان حماية فعالة للنساء والفتيات في السودان من جميع أشكال العنف مع تسهيل الإجراءات القانونية للناجيات، بإنشاء آلية مرنة آمنة وفعالة لتلقي الشكاوي، وتقديم الدعم القانوني لهن، وعدم تعرضهن لأي عقبات خلال سعيهم للحصول على العدالة.
حماية النازحات..
دعا أجهزة الدولة المعنية إلى إتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة لحماية النازحات،وتوفير بيئة آمنة لهن مشيرا لمعاناة النساء والفتيات في معسكرات النزوح ومراكز الإيواء، وتامين مقومات الحياة الكريمة، وعدم تعرضهن لأي شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما فيها الاستغلال والتحرش الجنسي، و ضمان عودة النازحين واللاجئيين ، إلى مدنهم وقراهم الأصلية في أقرب وقت.
محاسبة هؤلاء..
شدد البيان على محاسبة المسؤولين عن جميع الانتهاكات المرتكبة في حق المدنيين، خاصة النساء والأطفال، وضمان وصول الناجين والناجيات إلى العدالة،و إنهاء ظاهرة الافلات من العقاب على مر التاريخ الوطني لتسهيل التعافي المجتمعي. عبر عن شكرة لمقدمي الخدمات في أنحاء البلاد خاصة في مناطق النزاع، الذين يعملون في ظروف صعبة وبالغة الخطورة
ويجازفون بسلامتهم وامنهم الشخصي لتقديم الرعاية والدعم للناجيات والناجين ، من العنف الجنسي ، ثمن دور الشركاء الدوليين والوطنيين.