مقالات

الشيخ عبدالحي يوسف .. من “خانة التغيير” إلى “خندق الغيرة” .. !!

بقلم/ الهادي محمد الأمين:

• موضوع الشيخ عبد الحي يوسف موضوع شخصي غلفه بإطارات دينية وفريمات قضية عامة ساعد المناخ العام بالبلاد في تفاعله علي نطاق واسع وخدمته ظروف صراعات مكتومة بين اللاعبين (القدامي والقادمين) لتكون حدث اليوم ، كل القصة عبارة عن (زعلة وغيرة داعية) ليس إلا ، أصلا كانت هناك مراسلات بين البرهان والشيخ عبد الحي يوسف بعد إزاحة حمدوك عن منصبه عبر ما عرف بـ (إنقلاب 25 أكتوبر) الشيخ عبد الحي يوسف كانت لديه رغبة جادة وأكيدة أن يعود للبلاد من منفاه في تركيا ليقود حركة التغيير بترحيب وموافقة من البرهان.

وكان الشيخ عبدالحي يوسف في كامل لياقته وجاهزيته ليعود للملعب من جديد وفق ضمانات جديدة لكن بعض الناصحين وقتها كانت لهم رؤية وزاوية نظر أخرى في مجملها تأجيل قرار (العودة) رغم إنها قطعت مراحل وأشواط كبيرة وصلت حد الإعلان في البوسترات بقرب عودة الشيخين (عبد الحي يوسف) و (محمد عبدالكريم) وتمت تهيئة المجمعيْن (مجمع خاتم المرسلين) بالدوحة جبرة و(المجمع الإسلامي) بالجريف غرب مع فك حظر نشاط المنظمات التابعة للشيخين والتي كانت محظورة بأمر لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الإنقاذ .
• الدوائر المقربة والمحيطة بالشيخ عبد الحي يوسف والمؤثرة عليه كانت تخطط منذ زمن بعيد لتقديم الشيخ عبدالحي يوسف كمرجعية دينية وكمفتي أول في البلاد ورجل الوقت والساعة خاصة بعد وفاة الدكتور الترابي وانحسار الأضواء عن الدكتور عصام البشير وعدم تقدم القيادات السلفية نحو دائرة النجومية والأضواء كان المقربون من الشيخ عبدالحي يوسف يطلقون عليه لقب (العز بن عبد السلام) – سلطان العلماء – في نسخته السودانية وأن يكون هو رأس التأصيل ورجل عمر البشير الأول في المجال الديني والإستشارات ذات الصلة بـ (الفتوى) وأن يجمع الرجل بين رئاسة (مجمع الفقه الإسلامي) و (هيئة علماء السودان) هذا إلى جانب وجوده على منبر مجمع خاتم المرسلين وجلوسه على هيئاته الأخرى (منظمة المشكاة، إذاعة وقناة طيبة، مجموعة قنوات إفريقيا والقنوات التابعة لها خارج البلاد) عطفاً على وجوده في مجالس أمناء جامعة إفريقيا العالمية وظهوره في الشاشات الأخرى المرتبطة بالمنظمات السلفية الجهادية حول العالم هذا إلى جانب أن التنظيم العالمي للسرورية فتح الأبواب للشيخ عبدالحي يوسف ليكون (الداعية الطواف) بدلاً من (الداعية الظاعن) داخل بلاده عبر الإنفتاح إقليمياً ودولياً للدخول للعالمية من أوسع أبوابها من خلال رسم وتنفيذ برامج دعوية ذات طابع عالمي يتجاوز الحدود الجغرافية .
• الثورة الشعبية التي اندلعت في العام 2019 قطعت الطريق أمام الشيخ عبد الحي يوسف الذي أصبح اقرب المقربين لعمر البشير وصناع القرار حينها وقفلت (البلف) تماماً بعد أن هيأ نفسه ليكون رابطا دعوياً بين (المكون المحلي) وإمتداداته الخارجية) الأمر الذي جعل الرجل يناصب الثورة وصانعيها العداء واتخذ من منبره مركزاً لتصويب سهام النقد ووضع سيوف هجومه على رقاب الحكومة الإنتقالية وساعدت وقائع وحوادث كثيرة في لمعان نجم الشيخ عبدالحي يوسف مستفيداً من أخطاء الحكومة الإنتقالية وسياساتها وأصبح هو مركز الإهتمام والتركيز ليكون رأس الرمح والمحور الذي تدور حوله الأفلاك وجذب شباب الحركة الإسلامية وطلابها هذا إلى جانب شباب تنظيمات أخرى كشباب الشعبي ومنبر السلام العادل وحركة الإصلاح الآن والأخوان المسلمين بأجنحتهم المختلفة وتقارب مع الفصائل التي خرجت من المؤتمر الوطني هذا بالإضافة إلى تلامذته وحواريي السرورية والسلفية الجهادية والحركية فنشط الرجل في تيار نصرة الشريعة وتوظيف منابر الخرطوم لتدعم خطوطه واتجاهاته ليكون داخل دائرة التأثير والفاعلية والحدث ممسكاً بمحركات المشهد الديني .

• خرج الرجل مغاضباً واتخذ من إستانبول مركزاً لنشاطه الدعوي من خلال واجهات كثيرة كالهيئة العالمية لأنصار النبي (صلي الله عليه وسلم) حيث يشاركه فيها الداعية الشنقيطي محمد الحسن الددو والمصري محمد الصغير وقيادات الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفي مقدمتهم علي الغرة داغي ورابطة علماء المسلمين التي يقف علي قيادتها (محمد يسري ، محمد عبد الكريم ، نواف تكروري وسامي الساعدي) وفتحت تركيا أبوابها للرجل الذي خلق شبكة علاقات عالمية وأصبح الهاجس والهم الوحيد للشيخ عبد الحي هو كيفية توظيف كل هذه المنجزات والكم الهائل من المكاسب لتضعه في الكراسي الأمامية ومقدمة الصفوف وعلي المنصة عبر بوابة الصراع الحالي الذي يدور في البلاد بحيث يصبح الرجل هو المرجعية الفكرية والمفتي والفقيه ليكون الساعد الأيمن في قضايا الحرب والسلم في وقت ارتفعت فيه أسهم شيوخ آخرين كمختار بدري ومحمد الأمين إسماعيل ومحمد مصطفي عبد القادر وعبد الحفيظ العدسي وقيادات سلفية وسرورية نشطت من خلال الإتحاد السوداني للعلماء والدعاة وأسست لشراكة جديدة وحلف مع العسكر في مواجهة الدعم السريع حيث أصدورا الفتاوي والبيانات الموجهة ضد الدعم السريع وإسناد القوات المسلحة والمقاومة الشعبية وتجيير المنابر لصالح دعم الجيش فكان الشيخ عبد الحي يوسف يمني نفسه بأن يكون قائداً لـ (محور الشيوخ) في مواجهة (محور الشر) .
• شكلت كل المجموعات والفصائل الدينية آخرها هيئة علماء السودان التي كان الشيخ عبد الحي يوسف الرجل الثاني فيها وكذلك مجمع الفقه الإسلامي وأنصار السنة بأجنحتها حضوراً في المشهد الراهن بمساراته ومنعطفاته المختلفة فكل هذه الأحداث وطيلة فترات النزاع المسلح وجد الشيخ عبد الحي يوسف نفسه خارج دوائر التأثير المباشر إلا من خلال مساهمات (أون لاين) بدلاً من أن يكون واحداً من الممسكين بـ (محركات الحرب والسلام) في البلاد تلي ذلك الحراك الدعوي الأخير الذي قاده الشيخ محمد الأمين إسماعيل وانتهي به إلي لقاء مباشر مع البرهان ومدير المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل في وقت وجد فيه الشيخ عبد الحي يوسف نفسه ضمن المتفرجين ليقوم بفك ورقة (مقطع الفيديو) مشيراً فيه إلي أن البرهان لا دين له !! ليأتي السؤال عن معايير التدين عند الشيخ عبد الحي يوسف الذي كان موالياً ولا زال لعمر البشير ولعلي عثمان محمد طه وكل طاقم الإنقاذ فما هي الأسس الموضوعية والمنطقية والعقلية والشرعية التي أدخلت الإنقاذيين داخل دائرة التدين وأخرجت البرهان من ذات الدائرة اللهم إلا (الهوى) و(المزاج).

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق