أخبار وتقارير
قضى 24 ساعةً بالولاية الشمالية.. مــالك عقار.. زيـارة للتحـدي والإعمـار
افتتح مدينة جامعية وتفقد مصابي العمليات وشهد احتفالات المعاقين
مدينة الكرامة الجامعية تأكيد على التزام الحكومة بدعم الطلاب والشباب
عقار: الصندوق القومي يبقى ملكاً وسنداً يخفف من أعبائهم المعيشية
إصلاح الصندوق يأتي في خضم إصلاحات عميقة تُجريها الدولة على مؤسساتها
دعوة إلى تكاتف وتعاون جميع المكونات للارتقاء بالدولة السودانية
تقرير- إسماعيل جبريل تيسو:
أربعٌ وعشرون ساعةً مكثها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق مالك عقار بالولاية الشمالية في زيارة نوعية استهدف بها ثلاث مدن هي دنقلا، كريمة، ومروي، حيث أحدث حراكاً وصنع أحداثاً، من خلال محاور الزيارة التي ركزت في المدن الثلاث على بلورة عدة مفاهيم اجتماعية وسياسية حملت طابع الشأن الإنساني والشأن التنموي، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان السوداني يتمتع بالصلابة وقوة الإرادة والثبات، والصمود في وجه التحديات، مما يرسم ملامح متفائلة لوجه السودان في مرحلة ما بعد الحرب والتي تتطلب مثل هذه الدلالات والمعاني الضاربة في جذور العزيمة والرغبة في التطور والتغيير نحو الأفضل.
حدث أهم:
ولعل الحدث الأهم والأكبر في زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق مالك عقار إلى الولاية الشمالية، تمثل في افتتاحه مدينة الكرامة الجامعية، بمدينة كريمة، حيث هنّأ عقار حكومة الولاية الشمالية والصندوق القومي لدعم الطلاب على هذا الإنجاز العظيم، مؤكداً أن الطلاب هم أمل ومستقبل البلاد، داعياً إلى ضرورة تعزيز روح الوطنية، ومبيناً أن السودان بلد متنوع ومتعدد الثقافات يتطلب التكاتف والتعاون بين كل مكوناته من أجل الارتقاء بالدولة السودانية وجعلها في مصاف الدول المتقدمة.
التزام بدعم الطلاب:
إن مدينة الكرامة الجامعية بكريمة لا تمثل مجرد مشروع بناء فحسب، بل هي إشارة عميقة الدلالة على التزام الحكومة بدعم الطلاب والشباب، في شتى بقاع السودان وكافة ولاياته وأقاليمه مهما كانت الظروف، كيف لا وهؤلاء الشباب والطلاب يمثلون عماد المستقبل وأمل الوطن ومعاول بناء سودان ما بعد الحرب، ويشكل افتتاح مدينة الكرامة الجامعية بكريمة، إنجازاً جديداً يضاف إلى مسيرة البناء والتنمية التي تنتظم عدة مناطق في السودان رغم أنف الحرب، ويؤكد في الوقت نفسه على عزيمة الرجال ورغبتهم في التجاوز وعبور نفق الإحباط الذي دخلته البلاد جراء الحرب الوجودية المفروضة عليها من قبل ميليشيا الدعم السريع وأعوانها في المحاور المحلية والإقليمية والدولية.
تقويم الصندوق:
لقد تأسس الصندوق القومي لدعم الطلاب في عام العام 1991م ليكون منصة لدعم الشباب السوداني ويوفر بيئة تعليمية تمكّنهم من التركيز على دراستهم وتحقيق أحلامهم، بيد أن هذا الصندوق قد حاد في عهد النظام البائد عن الدرب، وطاشت سهامه عن أهدافه النبيلة، بعد أن تم توظيف الصندوق لأغراض سياسية الأمر الذي ترتب عليه إلحاق الضرر بروح التعليم في المؤسسات القومية، وخلق جفوة بينه وبين الطلاب، مما أتاح لخصوم الحكومة مادة سياسية للتعبئة ضد الدولة، وبافتتاح مدينة الكرامة الجامعية بكريمة، فإن الدولة وبحسب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق مالك عقار، تمضي نحو الاتجاه الصحيح بخطى واثقة لا ينقصها الصبر والتخطيط، وبمشاركة من المعنين في قيادة الدولة، وأبناء وبنات السودان وعلى رأسهم الطلاب والشباب من أجل وضع حد لسوء الإدارة الذي لازم الصندوق القومي لدعم الطلاب سنين عددا، بتقويم أدائه ليعمل لصالح كل السودانيين دون تمييز، ليصبح هذا الصندوق ملكاً للطلاب أنفسهم، وقد وُجد ليكون عونًا لهم، وسندًا يخفف من أعبائهم المعيشية حتى يتفرغوا تماماً لتحقيق أعلى مراتب التميز العلمي، ويؤكد الفريق مالك عقار أن خطوة إصلاح الصندوق القومي لدعم الطلاب، تأتي في خضم إصلاحات عميقة تُجريها قيادة الدولة على مؤسساتها كافة، وهو مشروع وطني يحتاج إلى صبر وتعاون كل من يهمه أمر السودان ومستقبله، لتعود السيرة الأولى إلى مؤسسات الدولة لتضطلع بوظيفتها الأصلية القائمة على خدمة المواطن، وتحويل الدولة من دولة جباية، إلى دولة رعاية، ومن دولة التحيزات إلى دولة المواطنة بلا تمييز.
يوم الإعاقة:
وفي ميدان آخر من ميادين العطاء وقبول تحدي الإرادة، شرّف نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق مالك عقار بمدينة دنقلا، الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة والذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية بالولاية الشمالية، وهو محفل إنساني يؤكد مضي مؤسسات الدولة قدماً وهي تفكر ” خارج الصندوق” استباقاً لمرحلة بناء وإعمار ما دمرته، المرحلة التي تتطلب مشاركة الجميع بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة الذين يتمتعون بقدرات فائقة ومهولة على العطاء الأمر الذي يتطلب من الدولة أن تعمل على تعزيز الدور القيادي لهذه الشريحة المهمة من الأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف صناعة مستقبل شامل مستدام، وحرص نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي على تسلم توصيات “مؤتمر تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة” الذي جاء متزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة، حيث تعهد الفريق مالك عقار بوضع توصيات المؤتمر حيز التنفيذ، معتبراً مخرجات المؤتمر بمثابة حقوق دستورية وليست مجرد مطالب.
اطمئنان ومعنويات:
ولم يختم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق مالك عقار، زيارته إلى الولاية الشمالية دون أن يرفع روحه المعنوية، بزيارة تفقدية لجرحى ومصابي معركة الكرامة في المستشفى العسكري بمدينة مروي، حيث وقف عقار على مستوى الرعاية والخدمة الطبية المقدمة للجرحى والمصابين، كما اطمأن على أوضاعهم الصحية، وازداد اطمئناناً أكثر وهو يصافح الجرحى والمصابين الذين قابلوه بمعنويات تلامس عنان السماء وتُحدِّق نحو مقل الشمس والمجد والسؤدد، الأمر الذي ترك انطباعاً قوياً لدى الفريق مالك عقار والوفد المرافق له، أن سوداناً يحارب من أجله رجالٌ بهذا التماسك، لقادر على الانتصار ولو اجتمع كل العالم على أن يضروه وينالوا من خيراته وموارده وثرواته.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فلم تكن زيارة الفريق مالك عقار إلى الولاية الشمالية بالحدث العادي، عطفاً على توقيت الزيارة ومعطياتها الإنسانية والتنموية، زيارة وضعت في بريد الشعب السوداني بشريات مفادها أن قيادة الدولة تعي تماماً أن معركة التغيير والتحرير التي يخوضها هذا الشعب الداعم والمساند بالروح والدم والمال لقواته المسلحة والقوات المساندة لها، لا تنفصل عن معركة التعمير والبناء، وأن افتتاح مدينة الكرامة الجامعية بكريمة يؤكد حقيقة الإيمان المشترك من كل الفاعلين والمساهمين في هذا المشروع، بأهمية دعم التعليم باعتبار أن العلم خطوة أولى في طريق الانعتاق من قيود التيه والجهل التي قادت البلاد إلى هذا الدرك السحيق حتى بات على شفا حفرة من نار التمزق والانهيار.