مقالات

خروج فرنسا من دول حزام الغرب الإفريقي عبر بوابة السودان

إمرأة إفريقية لماكرون في مؤتمر الشباب لدول الغرب الإفريقي (لو لم تنظف الطعام الفاسد إفريقيا لن تأكل منه) (١)

بقلم/ الصادق علي حسن:

بالرغم مما لحق بعموم الشعب السوداني من تقتيل وتشريد ونهب ودمار لم يسلم منه إلا تجار الحروب والأزمات الذين وجدوا ضالتهم في الحرب العبثية الدائرة ، لا تزال القوى السياسية والمدنية السودانية تنتظر أن تأتيها الحلول لقضايا البلاد المتأزمة من إجتماعات ولقاءات ومؤتمرات وورش العمل التي تنظم بالخارج ، و لا تدرك أن المدخل الرئيس لمعالجة أزمات البلاد المستفحلة يتمثل في تحرير الإرادة الذاتية ومواجهة الحقائق والحوار الذي يفضي لبحث كل المطالب والخيارات من دون إراقة الدماء أو وساطة خارجية وعدم الركون إلى الوسائل والتجارب المكررة التي لن تأتي إلا بالمزيد من البيانات والتصريحات للوسائط الإعلامية والصور وصناعة وإطلاق النخب من أصحاب الياقات البيضاء في المحافل والمنابر الدولية.

الأحزاب ومراكز البحوث والدراسات :

في دول العالم تقوم التنظيمات السياسية بإنشاء مراكز البحوث والدراسات وتعتمد عليها في وضع سياساتها وبرامجها ونظم عملها ووسائلها وأدواتها وتقييم التجارب الذاتية ودراسة التجارب الأخرى وممارسة الأنشطة الحزبية المتعددة التي تخدم رسالة الحزب ومساهمته في إدارة البلاد.

لو كانت هنالك للأحزاب والتنظيمات السياسية السودانية مراكز للبحوث والدراسات لتوفرت لديها المعلومات الكافية أن دولة فرنسا في أزمة حقيقة بدول الحزام الغربي الإفريقي نتيجة لعدم مواءمة سياساتها في مستعمراتها السابقة بمصالح شعوب تلك الدول، كما ولم تعد دولة فرنسا في نظر الأجيال الجديدة من الوطنيين الأفارقة بدول الغرب الإفريقي دولة موثوقة بسياساتها وخططها تجاه بلدانهم ويُنظر إليها بأنها دولة استعمارية تقوم بنهب ثروات بلدانهم بمساعدة النخب والقيادات الإفريقية التي تقوم بصناعتهم في باريس ثم تقوم بتصديرهم لحكم أوطانهم ورعاية مصالحها في تلك البلدان من دون اعتبار لتنمية وتطوير شعوب هذه الدول . في السنوات الأخيرة قويت النزعة الوطنية الإفريقية مستهدية بخطى الزعماء الأفارقة المؤثرين مثل توماس سانكارا الرئيس الأسبق لبوركينا فاسو (جيفارا إفريقيا) وصارت الوعود الإنتخابية بإستكمال السيادة الوطنية وإنهاء الدور الاستيطاني الفرنسي من وسائل ترغيب الناخب المثقف في الانتخابات العامة ببعض دول الحزام الغرب الإفريقي أما الانقلابات العسكرية بدول الحزام فتجد المساندة والتعاطف الشعبي حيثما رفعت شعارات إنهاء الوجود الفرنسي وتحرير الإرادة الوطنية من الاستعمار الحديث بمثل ما حدث في الانقلابات العسكرية بدول بوركينا فاسو ومالي والنيجر ومؤخرا إقدام الحكومة في تشاد بالإعلان عن إنهاء اتفاق الدفاع المشترك مع فرنسا ، هذا المشروع الذي يرى فيه الخبراء بالشأن التشادي أنه في مقدمة أسباب مقتل الرئيس التشادي السابق دبي الأب .

ورش عمل منظمة بروميديشن :

الراجح أن التنظيمات السياسية والمدنية السودانية التي شاركت في اللقاء الذي تم تنظيمه مؤخرا بواسطة المنظمة الفرنسية بروميديشن لم تبحث في أنشطة هذه المنظمة، وإذا بحثت فيها لكانت قد توقفت كثيرا في قيام هذه المنظمة بتنظيم ورشة عمل بمدينة نيامي عاصمة النيجر في يونيو ٢٠٢٢م وفي نتائج تلك الورشة وماهية مصلحة فرنسا فيها وماهية مصلحة السودان في ظل حكومة د.عبدالله حمدوك ولكانت هذه الأحزاب والتنظيمات السياسية والمدنية قد تأنت ودرست الأسباب، ولو فعلت ذلك لوجدت أن من أخطر الأنشطة التي قامت بها المنظمة المذكورة تنظيم مؤتمر نيامي المذكور ذلك المؤتمر الذي كان يخدم في الأساس تعزيز سلامة واستقرار الأوضاع بدول الحزام الغربي الأفريقي وحماية وتأمين استقرار انظمتها الوطنية الحاكمة التي تعتمد في بقائها بالسلطة على رعاية دولة فرنسا لها واعتماد اقتصاد فرنسا من خلال هذه الأنظمة على موارد تلك البلدان وثرواتها المعدنية.

بروميديشن والإعلان عن قوى المسار الوطني الديمقراطي بنيامي :

في ١٠ يونيو ٢٠٢٢م أرتكبت منظمة بروميديشن الفرنسية أخطاءً فادحة بحق الثورة السودانية وقامت برعاية تكوين تحالف مسلح بإسم قوى المسار الديمقراطي السوداني والتي تم تكوينها في نيامي عاصمة النيجر بحسب البيان الصادر من سبعة فصائل مسلحة وكان ذلك في عهد الرئيس النيجري المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم ومبررات المنظمة المذكورة كانت إعادة المقاتلين السودانيين من ليبيا تنفيذا للجهود الدولية في أكتوبر ٢٠٢٠م لإخلاء المقاتلين الأجانب من ليبيا والحاق المقاتلين السودانيين بليبيا بالجيش السوداني ومشاركة القوى المسلحة في حكومة حمدوك وبذلك صارت دولة فرنسا ومنظمة بروميديشن تمنحان البندقية العابرة من دولة السودان إلى ليبيا والحركات المسلحة السودانية التي تقاتل في دولة ليبيا وليست لها صلة أو قضية بالدولة الليبية مشروعية مشروعية استحقاق المشاركة في السلطة والانضمام للجيش في السودان في ظل حكومة تأسست بمرجعية ثورة شعبية من أجل تحقيق التحول الديمقراطي راجع (كتاب السودان لماذا تدابير الأمم المتحدة صفحتي ١٢ /١٣ لكاتب المقال ) تصريحات منظمة بروميديشن لصحيفة التغيير الإلكترونية المنشورة في ١٧ يونيو ٢٠٢٢م .

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق