مقالات

طبل العز ضرب

الباقر عكاشة عثمان:

تتوالى البشريات والأخبار السعيدة من محاور الجزيرة تحمل معها بشائر النصر القريب الذي ينتظره الشعب السوداني بفارغ الصبر نعم سيكون هذا النصر لحظة فرح عارم كما كانت فرحة تحرير الإذاعة وسنجة وبقية المناطق التي استعادت حريتها بفضل وحدة الصف وثبات الموقف.

في هذه اللحظة الشعب السوداني يُظهر أعظم معاني التماسك والتلاحم فإن اشتكت الجنينة أو الفاشر تداعت لها بقية الولايات بكل الأسى والتضامن ومن واقع المشهد الذي يترقبه الجميع فإن تحرير مدينة مدني سيصبح قريبا حقيقة مبهجة توحد السودانيين في الداخل والخارج.

هذا الفرح المرتقب سيهز أركان العالم وستشهد الدنيا مواكب الفرح تجوب الشوارع وتدك أوهام قوى الحرية والتغيير في الداخل والخارج. سيكون الفرح تجسيدا حيا لشعار “جيش واحد شعب واحد” وبرهانا واضحا على وحدة الصف الوطني.

سيصيب هذا النصر مدعي الشرعية الزائفة في مقتل وسيفضح أمام العالم زيف دعاواهم لتظهر الحقيقة جلية أن الشعب السوداني الواعي والمستقل لا ينخدع بالشعارات الزائفة ولا يرضى أن يرتهن مستقبله لأجندات حزبية أو دولية.

السوداني الحر يعلم تماما أن القوات المسلحة هي الحصن الذي يحمي البلاد وهي الجهة الوحيدة المخولة – قانونيا وأخلاقيا – لاستلام زمام الأمور في أوقات الفراغ السياسي أو الأزمات. فلا يحق لأي حزب أو فصيل سياسي أن يستغل هذه الأوضاع لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن.

خاب ظن من سرقوا ثورة ديسمبر واعتقدوا أن الطريق مفتوح أمامهم لاحتكار السلطة عبر أساليب الاحتيال السياسي التي انتهجتها أحزاب كثيرة في دول العالم العربي. تلك الأحزاب التي استغلت منصات السلطة لتحقيق فوز ساحق ومزيف في الانتخابات، مثل الحزب الاشتراكي والوطني في السودان وحزب البعث في سوريا والعراق كذلك المؤتمر الشعبي في اليمن و التجمع الدستوري في تونس.

اقول بكل ثقة ان الشعب السوداني وعى الدرس تماما فثورته لم تكن مجرد رفض لحزب المؤتمر الوطني بل كانت دعوة إلى بناء سودان جديد ديمقراطي وناهض يستغل موارده الظاهرة والباطنة لخدمة الجميع. ولو كانت هناك “زرقاء اليمامة” لتحذر الجميع مما وصلنا إليه لربما تغيرت الأحداث ولكن المكسب الحقيقي اليوم هو الوعي المتجدد الذي اكتسبه الشعب السوداني.

والآن، ونحن نودع عاما مليئا بالآلام والتحديات نستقبل بمشيئة الله عاما جديدا بطبول العز فرحين بخروج المرتزقة وكشف زيف المنافقين، سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو تنظيمات.
فليعلم الدول المتكالبة أن السودان يمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أفضل يليق بشعبه العظيم وتاريخه العريق نسرا في القمة ولن تثنيه صغار الطيور من ان ياخذ موقعه الطبيعي.
ودمتم..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق