مقالات
بشرى الصائم يكتب: الحزب الشيوعى مساك دربين أم ركاب سرجين؟
مع نشأة الأحزاب السياسية، حددت الطريقة القادرية بكدباس على يد الشيخ أحمد الجعلي (أبو السارة) موقفها بانحيازها ووقوفها مع الحزب الوطني الاتحادي، وقد بادلها الزعيم إسماعيل الأزهري بأن خصها بأول زيارة له بعد توليه رئاسة اول حكومة وطنية للشيخ أحمد الجعلي بكدباس.
ظلت دائرة بربر البرلمانية طوال العهود الديمقراطية حكراً للاتحاديين حتى بعد الائتلاف مع الطريقة الختمية واندماج حزب الشعب الديمقراطي والوطني الاتحادي تحت اسم الحزب الاتحادي الديمقراطي، وأيضاً حافظت على استقلاليتها وحيادها ووقوفها على مسافة واحدة من كل الانقسامات التي أصابت الحزب الاتحادي الديمقراطي،
و صارت تدعو وتنادي وتسعى لوحدة الحركة الاتحادية.
الطريقة القادرية بكدباس محايدة ومستقلة عبر كل العهود (عسكرية – ديمقراطية) بعيدة عن الارتباط بالسلطة وإغراءاتها
مما ميزها عن كثير من الطرق الصوفية الأخرى التي ارتبطت بالسلطان خدمة له مقابل شهوات الدنيا والمال.
من أكبر الطرق الاتحادية المستقلة الطريقة القادرية العركية تحت رعاية الشيخ عبدالله أزرق طيبة رئيس السجادة القادرية العركية بالسودان.
لم يطلق شيخ محمد (مبادرة أو آلية أو توافق) إنما وجهه نداءا ودعوة لجمع شمل فصائل قوى الثورة من: (أحزاب، قوى مدنية، لجان مقاومة، تجمعات مهنية وعمالية، أسر شهداء، طرق صوفية وداعمي الثورة)، بدعوات فردية مباشرة متجاوزاً الكتل والمواثيق، هادفاً وساعياً (لوحدة قوى
الثورة) للقيام بدورها في الانتقال الديمقراطي
وتأمين الحكم المدني بعيداً عن: (الكتل، المواثيق، الشراكات والمحاصصات).
تصريح الحزب الشيوعى الأخير بتاريخ ٩/٢٢ مقروءاً مع تصريح لجنة كدباس بتاريخ ٩/٢٣ يعكس التردد في اتخاذ القرار داخل الحزب الشيوعي من خلال اشتراطاته المتعددة مقابلة باستجابات من لجنة كدباس
آخرها طلب مشاركة الأحزاب فرادى مع دعوة من شيخ محمد مباشرة للحزب، وتمت الاستجابة بخطاب من شيخ محمد استلمه الحزب.
تعدد مواقف الحزب الشيوعي – حسب ما ورد في تصريح لجنة كدباس- يعكس أن داخل الحزب
اكثر من مركز للقرار. وتعدد المراكز فى ثقافتنا الشعبية يُعرف بـ(ركوب السرجين، أو مسك الدربين).
الحزب الشيوعى من مؤسسي قوى الثورة ومن قادتها، ودعوة الشيخ تهدف لجمع صفوف قوى الثورة، لإجراء حوار فيما بينها.
عدم الاستجابة يعتبر إضعافا للثورة وقواها.
الأمر الثاني، من الواجب على الحزب الشيوعي احترام كلمته والتزامه بعد أن نفذت شروطه ومن حقه أن يدخل برؤيته الناقدة وأفكاره لتقويم مسار قوى الثورة. وبالمقابل تأتي قوى الثورة الأخرى بصادق الطرح والأمانة الوطنية بعيدة عن صراع الكتل والصراع الذي اتسمت به طوال فترة الانتقال من أجل الوطن لا
الكيان أو الكتلة أو السلطة، مستفيدين من (فشل) تجربة الفترة الانتقالية السابقة الذي دفعت ثمنه قوى الثورة السودانية وشهدائها.