مقالات

التركي  ولا المتورك

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

*تركيا نجحت فى صياغة سردية جديدة للطرفين ، و القول صراحة ان (طرفى ) الحرب هما السودان و الامارات*
*تركيا لا يمكن ان تنسى دور الامارات فى دعم انقلاب عبد الله قولن*
*على تركيا ان تنسق جهودها مع الامم المتحدة و الاتحاد الافريقى و الايقاد و الجامعة العربية ، ومصر*
*على الامارات الاعلان صراحة عن ايقاف دعم المليشيا ، و ان تقر بمبدآ التعويض فى الارواح و المال والممتلكات،*
*على الامارات تحمل التبعات القانونية و الاخلاقية لانتهاكات حقوق الانسان و جرائم الحرب ،*
*على الامارات ان تكف عن التدخل فى الشأن السودانى وايواء و تمويل قيادات المليشيا و حلفاءها من القوى السياسية ،*

نشوة عارمة تعم تركيا بعد نجاحها فى الاطاحة بنظام الاسد ، و برغم ان هذه الاطاحة طرحت تحديات جديدة امام تركيا ، و لعل اهمها كيفية التعامل مع الاكراد عامة و ( البكا كا ) خاصة ، و قوات سورية الديمقراطية ( قسد ) ، سوى كان ذلك بالتعامل المباشر او باستخدام قوات الفتح التركى ( هيئة تحرير الشام ) ، يمتد ذلك ليشمل التواجد الكردى/التركى فى شمال العراق ، و ربما حتى شمال غرب ايران ، بما فى ذلك ان الادارة فى سوريا ستكون هدفآ للجماعات و المليشيات الشيعية و الايرانية ، و الحقيقة ان صور الاحتفالات فى الساحات و المدن الكبيرة لم تستطع التغطية على ان هنالك مناطق كبيرة لم تخضع بعد لسلطة هيئة تحرير الشام ، و ان مجموعات مسلحة غير محددة بدأت فى مهاجمة هذه القوات و ايقاع قتلى و جرحى فى صفوفها ، ووسط صمت تركى و عربى و دولى استمرت اسرائيل فى تدمير القدرات العسكرية السورية ، و بينما دعت الادارة الجديدة موظفى الدولة و الشرطة لمزاولة اعمالهم لم تتضح بعد السياسة التى ستتعامل بها السلطة الجديدة مع الجيش و المخابرات ، و فى الوقت الذى لا تشعر امريكا بقلق الى استمرار تواجد قواتها فى سوريا ، تعمل روسيا على الوصول لتفاهمات مع الادارة الجديدة و( تركيا) بشأن مستقبل القواعد الروسية ،
تركيا مشغولة بعملية كبيرة ربما لم تتخيل انجازها بهذه السهولة ، و ملفات خطيرة لها و عليها استحقاقات و يجب تسويتها اهمها ملف داعش، بجانب ارتباط الاوضاع فى غزة و لبنان بالتطورات فى سوريا ، و تاثير الاوضاع السورية على العراق و اليمن و ايران ، و عليه فان من يمسك بالملف السورى يستطيع ان يؤثر فى كل الملفات ، او ربما يكون استدراج لمستنقع لن ينجو منه ، حتى اذا استطاع استيعاب الاستحقاقات الناشئة ، و تكوين تحالفات جديدة و معادلة لتفادى الصدام مع ايران ، وهو ما يبدو حتميآ اذا لم تتخلى ايران عن عباءة الولى الفقيه و ترفع يدها عن العراق و سوريا و لبنان و اليمن ، و تتصالح علنآ مع اسرائيل و تنسى طموحاتها النووية ،
اثارت المحادثة الهاتفية بين السيد رئيس مجلس السيادة و الرئيس التركى اهتمامآ كبيرآ ، داخليآ و خارجيآ ، و فى تقديرى ان ردود الافعال جاءت مخططة فى دوائر المخابرات ، و عاطفية لدى الرأى العام ، و ذلك بإضافة سردية و توصيف لطرفى الحرب ، و تحديد المشكلة بأنها بين السودان و الامارات ، هذا لم يكن امرآ صدفة ،فقد بدا واضحآ لكل مراقب ان شكوى السودان ضد الامارات فى مجلس الامن تكتسب زخمآ اضافيآ ، و ان حامل القلم ( بريطانيا ) لم تعد تحتمل صورة خادم الامارات ، فضلآ عن ان تركيا لن تعمل لصالح الاجندة الاماراتية ،مصالح تركيا فى السودان اهم استراتيجيآ اقليميآ و دوليآ من مصالح الامارات ،
لم يكن واضحآ هل لدى تركيا مبادرة ، ام وساطة ؟ و فى كل الاحوال ، تركيا تدرك ان اصدقاء الامارات يتناقصون فى دهاليز السياسة الدولية ، وبعد سنوات من اتهام تركيا للامارات بدعم انقلاب عبد الله قولن ، شهدت العلاقات نموآ سريعآ فى الثلاث سنوات الاخيرة ، وفى وجود تقاطعات للمصالح فى ليبيا و الصومال و اليمن و اسرائيل ، كما ان تركيا فى حاجة الى اموال سريعة لمواجهة الاوضاع و التحديات الملحة فى سوريا ،
تركيا نجحت فى صياغة سردية جديدة ( للطرفين ) ، و القول صراحة ان طرفى الحرب هما السودان و الامارات ، و هذا يتطلب من الجهات الاخرى المنخرطة فى الملف اعادة ترتيب اوراقها ، على الامم المتحدة و الاتحاد الافريقى و الايقاد و الجامعة العربية ، كما هو الحال على من يخلف بريليو و كل المبعوثين الدوليين ، و من بين كل هؤلاء على الاتراك ادراك اهمية التنسيق مع مصر ،
دون الغوص كثيرآ فى ايهما الاهم لتركيا .. السودان ، ام الامارات ؟ و بدون انصر اخاك ظالمآ او مظلومآ ( لجهة ان كان ظالمآ ترده عن ظلمه ) ، فربما ارادت تركيا كف شر الامارات عن سوريا ، و على كل ، هناك توجه دولى لتوحيد المبادرات تحت مظلة الامم المتحدة ، و عليه ان ارادت تركيا اللحاق بقطار المبادرات ، ان تمضى فى سردية طرفى الحرب ( السودان و الامارات) ،
مطالب السودان واضحة ، ان ترفع الامارات يدها عن السودان و توقف دعمها المالى و التسليحى لمليشيا الدعم السريع ،اما ما ترتب على الحرب من انتهاكات و جرائم بمشاركة الامارات فهذا شأن آخر يسبقه ان تعلن الامارات صراحة عن ايقاف دعم المليشيا و ان تقر بمبدآ التعويض فى الأرواح و المال والممتلكات و الاصول ، وتحمل التبعات القانونية و الاخلاقية لانتهاكات حقوق الانسان و جرائم الحرب ، ثم عليها ان تكف عن التدخل فى الشأن السودانى وايواء و تمويل قيادات المليشيا و حلفاءها من القوى السياسية ، الإمارات فى حاجة لنصائح تركيا.. اكثر من حاجتها إلى وساطة.
المتورك .. هو المتشدد فى تحصيل جباية الأتراك أكثر منهم
16 ديسمبر 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق