مقالات

بين يدي امتحانات الشهادة الثانوية.. التعليم ضرورة ومستحق حياة وليس رفاهية

بقلم/ محمد عباس الفادني:

بين يدي امتحانات الشهادة الثانوية وبداية العام الدراسي بعدها.. العدالة في الظلم .. زيادة في الظلم والظلمات

التعليم ضرورة و مستحق حياة وليس رفاهية

 

الصورة المرفقة أدناه هي لمدارس يابانية بعد أثنين من أكبر الأزمات التي تعرضت لها البشرية الأولى بعد أزمة هيروشيما و نكزاكي 1945م حيث كانت المدارس في العراء حرفياً و بين أنقاض المباني بعد ذلك الانفجار العظيم الذي خلفته القنابل الذرية ، و الصورة الثانية بعد زلزال و تسونامي العام 2011م حيث كانت الفصول الدراسية يفصل بينها الورق المقوى في ظروف بالغة التعقيد و انتظار للرياح أو الزلازل في أي لحظة
رغم كل ذلك اهتمت الحكومة اليابانية و المجتمع الياباني بالتعليم ، و كان في الموعد حيث أصبح عماد تقدم ذلك المجتمع و نهضته و رقيه.

إن الحياة لا تتوقف مهما كان المصاب جللاً أو الموقف عصيباً بل حتى الأمر النبوي ، حيث أمرنا النبي صلّ الله عليه وسلم بإعمال الجهد في أصعب المواقف
“اذا قامت القيامة و كان في يد أحدكم فسيلة فليغرسها”

الحرب نتحداها بالحياة

لا يخفى علينا حجم التحديات من شح الموارد لتغطية المرتبات و لا طباعة الكتاب المدرسي و المعينات التعليمية و لا المدارس التي أصبحت مأوى و ملجأ لمن هاجروا و هُجِّروا من منازلهم ، ولكن بالإصرار و العزيمة و تحدي الحرب بالحياة يمكن للحكومة والمنظمات والمجتمع الأهلي والأُسر تقديم الكثير في هذا الصدد

دور الحكومة :

الحكوم ممثلة في وزارة التربية عليها العمل في جميع الأحوال مهما كانت المصاعب و المعوقات و عليها عدم الركون للأحوال الأمنية والاقتصادية القاهرة ، فهي مسؤولة عن رعاياها و ليس مطلوب منها سوى ما هو معقول و ممكن ، فهكذا كنّا نعلم أطفالنا ” أنا أحاول أنا أستطيع، أنا أفعل ”
دور الحكومة يكمن في صنع السياسات التعليمية البديلة ، وما أكثرها في علم البدائل السياساتية
فيمكن حصر التعليم في المواد الأساسية “لغة عربية و رياضيات و انجليزية” في حصتين أو ثلاث يومياً أو يوم بعد يوم ، كل طالب في حيه فقط ، و يمكن تغيير الدوام المدرسي بحيث يمكن للمدرسة الواحدة أن تستضيف أربعة أضعاف مقاعدها الدراسية ، ويمكن دمج تلاميذ المراحل الإبتدائية من الجنسين و ترحيل المعلمين من مكان لآخر ، و يمكن التدريس بدون كتاب مدرسي حتى ويمكن “مع الخصوصية الانتقال للتعليم الألكتروني للبعض”
ويمكن تنظيم المتطوعين في حالة شح المعلمين خاصة مع ظروف توقف الأعمال و الأشغال.

المهم الّا يتوقف التعليم ، و ما الذي جعل بلادنا تتردى فيما هي فيه غير سيادة الجهل !!؟

في علم السياسات و بدائلها يتم تحليل الربح والخسارة لأي قضية فيما يُعرف بcost – benefit analysis
فكيف بنا إن حسبنا ضياع سنة من حياة ما يقارب ١٠ مليون شخص أو يزيد هم أبناؤنا وبناتنا الذين يتوزعون بين مراحل التعليم المختلفة

إنها سنة من مستقبل الناتج القومي الإجمالي للبلاد بل وسنوات

إنها سنة نسبة تسرب عن التعليم متوقعة في هذه الحالة

إنها سنة من العادات السيئة متوقع أكتسابها بعد أكثر من سنة من الفراغ و قد كنا نشكوا من تطاول الإجازات و نسيان الدروس فيها و إكتساب سلوكيات سيئة

إنها سنة من الحالة النفسية للأسر و التلاميذ و الطلاب و الإحساس بضياع المستقبل

إنها سنة من تناسب ما يجب أن يتعلمه التلميذ في عمر معين يتناسب مع وعيه و يطور مقدراته

دور المنظمات:
حشد المقدرات الدولية و المحلية لإسناد السودانيين في هذه الأزمة و هذا حق للسودانيين وليس منّة لأحد فطالما قدم السودانيون للإقليم في مضمار التعليم ، التواصل مع المنظمات المماثلة في الدول الشقيقة و الصديقة ، ومنظمة اليونسكو ، أو المنظمات الإقليمية الأخرى
منظمة واحدة أو رجل أعمال يمكنهم المساعدة بإنشاء تطبيق يحدث تقدماً و يكون دليلاً للمعلمين و أولي الأمر و التلاميذ لمتابعة الجرعة التعليمية لكل طالب تكون لبنة في بناء حائط العلم ليكون حائط صد لتجنيد الأطفال والصغار

دور المجتمع الأهلي و الأُسر:
هذه المجتمعات لها إرث كبير في العمل الجماعي وليس بعيداً عن ذلك النفير و الفزع و الشوبش ، هذا المجتمع قادر على تصميم نماذج محلية قادرة على تخطي هذه العقبات من توفير المعينات التعليمية تغطية الحوافز إستيعاب المتطوعين وتذليل كثير من العقبات التي يمكن أن تجعل من العملية التربوية و التعليمية ممكنة و قد كانت كثير من المدارس قد شُيدت بهذا الجهد الأهلي الخالص بل و سُيّرت به ، مما يجعل الأمر غير مستحيلٍ في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ الأمة السودانية.

كل ذلك و أيضاً هناك مساحة للعمل للمدارس الخاصة داخل و خارج البلاد للمستطيعين و التي تخفف الأحمال على الحكومة و المنظمات و المجتمع.

وقد تنامى الى علمي أنه يوجد فى أضابير مجلس الطفولة و وزارة التربية منهج تعليمي متكامل حول ادارة التعليم فى ظروف الطوارئ

فيجب علينا جميعاً السعي في حل مشاكل جميع التلاميذ لا توقيف الجميع بدعوى العدالة فالعدالة في الظلم لا تتعدى أن تكون ظلماً إضافياً و مضاعفة للمظالم والظلمات ، علينا مغادرة الحلول الكسولة و مقابلة الظروف التي جاءتنا متشمرة برباطة جأش و تصميم و أرادة و تحدي

نريد أن نرى تجسيداً لشعارات كنّا نسمعها و جاء وقت رؤيتها على أرض الواقع

#سوا_بنقدر
#حنبنيهو_البنحلم_بيهو
#سوداننا_نادانا
#حنشيد_نحن_بلادنا

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق