مقالات
الاستثمار السياسي الكيزاني الرخيص
برير إسماعيل:
انتبهوا أيها الثوار و أيتها الثائرات لمنع الإستثمار السياسي الكيزاني الرخيص في عودة المواطنين المدنيين الأبرياء إلى ديارهم و ذلك تحت ذريعة تحرير المدن السودانية من الجنجويد الدقلويين المجرمين.
القواسم المشتركة العظمى ما بين أفراح المواطنين المدنيين السودانيين الأبرياء في مدينتي مدني و فاشر السلطان الصامدة الباسلة.
في البدء لابد من تقديم التهاني القلبية الحارة لكل المواطنين المدنيين الأبرياء في مدينتي مدني و الفاشر و ذلك بسبب عودة المواطنين إلى ديارهم في مدني وبسبب بسالة و صمود المواطنين في مدينة الفاشر ضد العدوان الجنجويدي الدقلوي الإجرامي.
من حق المواطنين في كل أنحاء السودان أن يفرحوا بعودتهم إلى ديارهم التي تمَّ تشريدهم و تنزيحهم منها بعد التنكيل بهم من قِبل مليشيا الجنجويد الكيزانية الصناعة و الدقلوية القيادة بغض النظر عن آراء الغالبية العظمى من الناس في الأهداف الحقيقية وراء تجديد إندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023م.
إنَّ صمود المواطنين الشجعان في فاشر السلطان في وجه العدوان الجنجويدي البغيض سيظل مفخرة لكل أهل السودان و ستتحدث عنه الأجيال القادمة بدون أدنى شكك و في ذات السياق فإن عودة مدني إلى مواطنيها الشرفاء الذين شردتهم مليشيا عيال دقلو إبنة السفاح السياسي و العسكري لحركة الأخوان المسلمين الإرهابية لها أهمية قصوى لأهل مدني بصورة خاصة و لأهل السودان من نمولي إلى حلفا و من الجنينة إلى بورتسودان و كما أن لها أهمية لكل أصحاب الضمائر الحيَّة في العالم و ستتواصل أفراح أهل السودان في الداخل و الخارج بعودة المواطنين إلى ديارهم متى ما حدثت و لن يحزن بسبب عودات المواطنين المدنيين الأبرياء المستحقة إلى ديارهم إلا أصحاب الأجندات السياسية الوضيعة الذين يريدون الإستثمار السياسي الرخيص في معاناة هؤلاء المواطنين.
مع مشروعية هذه الفرحات الجماهيرية المستحقة في كل من مدني وسنجة وأم درمان …إلخ و مع بسالة و صمود المواطنين في فاشر السلطان و من قبلها صمود المواطنين في كاودا و جبل مرة ومن قبل كل ذلك صمودهم في العديد من المدن في جنوب السودان في وجه السلطة السياسية الإسلاموعروبية المركزية المعتدية على الناس في ديارهم سيظل التحدي السياسي الكبير الذي ستواجهه كل مكوِّنات قوى الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة معا صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري في البلاد هو منع الكيزان الذين أسسوا مليشيا الجنجويد الإجرامية من عملية الإستثمار السياسي في عودات المواطنين إلى ديارهم بعد التنكيل بهم من قِبل مليشيا الجنجويد المسماة بسبب التدليس السياسي في عهدي الكيزان و في حكومات الثورة السودانية الصُّورية بقيادة د. حمدوك ( بقوات الدعم السريع ) لتحقيق المكاسب السياسية غير المشروعة و في المجمل فإن التحدي الكبير أمام قوى الثورة الحقة يتمثَّل في منع الكيزان و جنجويدهم من الإستثمار السياسي في هذه الحرب للإستمرار في السلطة.
زبدة القول يجب أن يكون الهدف الإستراتيجي من عودة مدني إلى مواطنيها أو عودة غيرها من المدن والقُرى والحلاَّل السودانية إلى مواطنيها الآن أو في المستقبل هو عودة التشبيك الثوري الجماهيري و عودة الفعل السياسي و المدنيَّ الراشدين لكي تواصل كل مكوِّنات الحركة الجماهيرية السودانية الثائرة في تكملة مشروع ثورتها الديسمبرية المجيدة التي حاول الكيزان و جنجويدهم و الساسة الأرزقية الوصوليين و حلفاؤهم السياسين الأقليميين و الدوليين ضربها في مقتل ولكنهم فشلوا في ذلك فشلاً كبيراً لأن نار الثورة ظلت متقدة و لكن لكي يعود الجميع إلى مربع الثورة الأول لابد من أن تعمل كل مكوِّنات قوى الثورة العريضة مع بعضها البعض وفقاً لأهدافها النبيلة حتى تتمكن هذه القوى الثورية من قطع الطريق على الكيزان و جنجويدهم و حلفائهم السياسين الإنتهازيين بدلاً من الإهتمام الكثيرين بالقشور السياسية ذلك الإهتمام الذي يصب دوماً في مصلحة أعداء الثورة في داخل البلاد و خارجها.
الجنجا جنا الكيزان و كلاهما وجهان لعملة إجرامية واحدة و الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة مُستمرة والنصر أكيد.
*12 يناير 2025م*